تقرير الماني يسلط الضوء على عودة عائلات داعش: التسامح والثقة عنصر أساسي

تقرير الماني يسلط الضوء على عودة عائلات داعش: التسامح والثقة عنصر أساسي
2021-11-25T18:35:09+00:00

شفق نيوز/ تناول موقع "دوتشيه فيله" الالماني، يوم الخميس، التعقيدات المرافقة لظاهرة عائلات عناصر تنظيم داعش وعودتهم الى محاولة الاندماج في المجتمعات العراقية المختلفة، وجهود المصالحة المتواضعة التي تجري لاستيعابهم، وهي قضية تثير الكثير من التحديات امام العراقيين وسلطاتهم في الحكومة الاتحادية والمحافظات.

وسلّط الموقع في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، الضوء على ان عائلات داعش العائدين عليها الاعتماد على المبادرات المحلية لنيل المساعدة في ظل عدم وجود مسار رسمي ترعاه الدولة لعودة هؤلاء الى مناطقهم.

الشيخ احمد المهيري (27 عاماً)، قتل تنظيم داعش والده واعمامه الاربعة وتم تدمير منزله، مثل كثيرين اخرين في الحويجة، على بعد 290 كيلومترا شمال بغداد. لكنه الان يرحب بأفراد من العشائر العائدين في غرفة الاستقبال الخاصة به، حيث رفعت لافتة ترحيب بارزة بهم.

شجاعة المسامحة

وينقل التقرير عن المهيري قوله ان "الامر يتطلب شجاعة للتكلم عما حدث، لانه مؤلم للغاية"، مشيرا الى انه من المهم ان تظهر المسامحة وان لا يؤثر الغضب على حياته.

ويلفت الموقع الالماني الى ان هذا "أمر نادر" الحدوث في العراق، حيث تم تدمير منازل اعضاء داعش لمنع عائلاتهم من العودة. ومع ذلك، فإن الشيخ المهيري يقول ان هؤلاء النساء والاطفال هم تحت مسؤوليته، موضحا "لقد سامحت العائلات التي كانت على صلة بداعش".

ونقل التقرير عن المهيري قوله ان "النساء والاطفال لا يشكلون اي خطر، وهم ايضا جزء من العشيرة، ولا يمكننا ان نسمح بانقطاع هذه الروابط، اما الجناة فهم من مسؤولية الشرطة"، مشيرا الى ان البديل عن هذا السلوك، سيكون مدمرا.

واوضح انه اذا لم يكن المجتمع بمقدوره استيعاب هذه العائلات العائدة، فسيكون هناك خطر ظهور التطرف بين الاقارب، بما في ذلك الاطفال.

وبرغم اقراره بأن جهود المصالحة تراوح مكانها، الا انه يشير الى ان زعماء العشائر الاخرين قد بدأوا في اتباع اسلوبه، على الرغم من انه بالنسبة لغالبية الناس، فان الامر ما زال مؤلما للغاية.

العائلات العائدة

وذكر التقرير ان عودة ارامل عناصر داعش الى بلداتهن وقراهن تعني انتقالهن الى المنزل المجاور لاشخاص كانوا ضحايا التنظيم الذي انتمى اليه ازواجهن او ابناؤهن، ومن ناحية اخرى فإن ذلك يشكل خطوة نحو التطبيع في العراق.

واشار الى انه "يمكن ان يعود ما يصل الى 30 الف شخص يوما ما من المخيمات في سوريا التي تؤوي الان عائلات داعش، بالاضافة الى وجود اكثر من 17 الف شخص منخرطين مع داعش، وما يزالون في العراق".

خطر الانتقام من داعش

وتناول التقرير قصة انتصار علي حمد، التي غادرت مع اطفالها الخمسة مخيما عراقيا للنازحين، وذلك بهدف الاستقرار في حي فقير في الموصل، بعدما كان زوجها وابنها البكر ووالدها قد انضموا الى داعش، وهي مدركة تماما ان السماح لها بالعودة كان بفضل جيرانها فقط.

وبرغم ذلك، فقد جرى اضرام النار بمنزلها جزئيا، واضطرت السيدة البالغة من العمر 45 عاما الى نصب خيمة ينام فيها افراد الاسرة، وساعدتها منظمة غير حكومية في اقامة جدار حول العقار لحمايتها من جيران اخرين يسعون للانتقام منها.

وذكر التقرير انه "حتى الجدار الوقائي اثار الغيرة بين الجيران، وقال احدهم: هؤلاء الدواعش يحصلون على كل شيء، ونحن لا نحصل على شيء".

لكن انتصار حمد قالت وهي تتنهد "ابني كان يبلغ من العمر 13 عاما فقط عندما انضم الى داعش"، لكنها اليوم تعتبر ان التنظيم الارهابي "ليس جيدا"، وتوضح "ليست هذه هي الحياة التي اردتها. لقد عانينا، نحن العائلات".

ولا تشير انتصار حمد فقط الى السنتين اللتين قضتهما في معسكر اعتقال، لكن مصدر قلقها الاساسي هو الفقر الذي لحق بالعائلة ، والطريقة التي يُعاملون بها الان، وتقول "الناس خائفون، واذا ابلغوا عني، فسيتم اعتقالي على الفور".

ولفت التقرير الى انه من دون حماية جيرانها الطيبين، فان انتصار حمد لن تتمكن من البقاء في منزلها، كما ان الحياة صعبة ايضا على اطفالها حيث تطلق بحقهم نعوت مختلفة اثناء لعبهم خارج المنزل.

وصمة العار

واوضح التقرير ان ارامل تنظيم داعش مثل انتصار حمد ممنوعون من الاستحقاقات الحكومية، مثل الرواتب المخصصة للارامل، ومن المرجح ان تنتقل وصمة العار التي يحملونها الى الجيل القادم.

وتابع انه منذ ان ولد ابنها علي البالغ من العمر 5 سنوات في مستشفى تابع لتنظيم داعش، لا يمكن لامه انتصار حمد الحصول على شهادة ميلاد عراقية سارية المفعول من دون موافقة والده، ونظرا لان اعلان وفاة زوجها لم يتم رسميا، فهي ما تزال بحاجة الى توقيعه في كل شيء، بما في ذلك تسجيل ابنها في المدرسة.

واوضح التقرير ان الحكومة العراقية لم تطرح حتى الان اطارا للاندماج بالنسبة الى العائلات العائدة، مشيرا الى انه فيما يتم اغلاق مخيمات النازحين داخليا، فان المصالحة على مستوى المحافظات لم تتحقق.

"عاصمة الخلافة الداعشية"

وفي مدينة الموصل، التي كانت ذات يوم عاصمة خلافة داعش، بذل نائب المحافظ علي عمر كبعو، جهوده من خلال وظيفته لمساعدة العائلات على العودة الى ديارهم او نقلهم، وجرى حتى الان اعادة توطين اكثر من الف عائلة من عائلات داعش في منطقة المهلبية بالموصل.

وقال كبعو "هذا شديد البعد عن المكان الذي أتوا منه في الاصل، لذلك لا يوجد نزاع مباشر بين العائلات وجيرانهم".

ويشير التقرير الى ان نائب المحافظ يشكو من "افتقار بغداد" للرؤية حول كيفية اعادة دمج اعضاء داعش وعائلاتهم، ويقول انه "اذا لم تقم الحكومة بإعادة تأهيلهم، فسوف ينضمون الى الجماعات المتطرفة الاخرى ولن نكسر دائرة العنف ابدا".

ويعتقد كبعو ان "النساء والاطفال ليسوا مسؤولين"، وانه بالنسبة اليه فان البديل اسوأ، موضحا "اذا لم نحل مشكلتهم، فانها ستزداد، ومعها، سيزيد خطر نشوب صراع جديد".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon