تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم

تسجيل 333 انتهاكاً بحقهم.. صحفيون عراقيون يكسرون صمتهم في اليوم العالمي لحريتهم
2024-05-03T13:34:09+00:00

شفق نيوز/ تراجع العراق مرتبتين في مؤشر 2024 لحرية الصحافة، حيث جاء بالمرتبة 169 عالمياً من أصل 180 دولة، في وقت وثقت جمعية "الدفاع عن حرية الصحافة في العراق"، تسجيل انتهاكات وصلت إلى 333 انتهاكاً خلال عام، ما يعكس واقع الصحافة العراقية في اليوم العالمي لحرية الصحافة.

وتحتفل دول العالم اليوم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو الذي يوافق الثالث من أيار من كل عام، في الوقت الذي تتعرض فيه حرية الصحافة هذا العام إلى تهديد في جميع أنحاء العالم، من قبل السلطات السياسية.

ويعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة، المُحدَّد من قبل الأمم المتحدة في اليوم الثالث من شهر أيار/ مايو كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على واقع هذه الحرية والتحديات التي تواجهها وتقوضها، وفرصة لتقديم جردة حساب سنوية للانتهاكات التي تعرض لها الجسم الإعلامي والصحفيون حول العالم، ما من شأنه أن يقدم صورة عن المخاطر والاستحقاقات التي تهدد واحدة من أبرز مقومات الديمقراطية حول العالم. 

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة، في كانون الأول/ ديسمبر عام 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية في جميع أنحاء العالم، في 3 أيار/ مايو، حيث يأتي كمناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ويُخصَّص للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وتقييم حالتها في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلاليتها، كما يمثّل تحية للصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم.

وتبدو الحرية الصحفية في عام 2024 مُهدَّدة أكثر من أي وقت مضى، بحسب المؤشرات والتقارير الصادرة عن الجهات المختصة بهذا الشأن، والأكثر تأثراً بالتطورات التي يشهدها العالم، لاسيما الحروب العسكرية والصراعات السياسية، في حين باتت أبرز مصادر هذه التهديدات هي الجهات ذاتها المخوَّلة والمسؤولة عن رعاية وصون الحريات الإعلامية، خاصة الحكومات والسلطات السياسية حول العالم، التي ما عادت تتوانى عن محاولاتها تطويع العمل الصحفي لينسجم مع أجنداتها.

العراق يتراجع مرتبتين

وبحسب تقرير حرية الصحافة لهذا العام الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود، فأن المؤشر السياسي كان الأكثر انخفاضاً بين المؤشرات الخمسة المتعلقة بحرية الصحافة حيث سجل انخفاضاً عالمياً قدره 7.6 نقطة.

وجاء العراق بالمرتبة 169 عالمياً بحرية الصحافة من أصل 180 دولة في العام 2024، منخفضاً بدرجتين عن العام الماضي 2023 والذي كان ترتيبه فيه 167 عالمياً.

وانخفضت نقاط العراق من 32.9 في عام 2023 بحرية الصحافة، إلى 25.4 في العام الحالي 2024.

وتظهر البيانات تراجع نقاط العراق في المؤشر السياسي من 39.2 إلى 20.6، وتراجع المؤشر الاقتصادي من 28 إلى 22.1، وتراجع المؤشر الاجتماعي من 36 إلى 29.4 نقاط، وتراجع مؤشر الأمان من 29.9 إلى 28.6.

ويصف تقرير مراسلون بلا حدود العراق، بأنه بين الإرهاب وعدم الاستقرار السياسي والاحتجاجات، يواجه الصحفيون تهديدات من جميع الجهات ويواجهون ضعف الدولة التي تفشل في واجبها في حمايتهم، ومنذ بدء العام الحالي، يبلغ عدد الصحفيين المعتقلين 2، بحسب التقرير.

وعلى المستوى الدولي، يتميز هذا العام بغياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لفرض مبادئ حماية الصحفيين، وخاصة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222.

وقد اتسمت الحرب في غزة بعدد قياسي من الأحداث من الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام منذ أكتوبر 2023، حيث قُتل أكثر من 100 صحفي فلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك 22 على الأقل أثناء عملهم، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود.

أبواب موصدة

وعن حرية الصحافة في العراق، تقول المراسلة الصحفية، شروق الغانم، إن "الصحفي يعاني من صعوبة في العمل وخاصة الميداني، حيث يواجه الكثير من الأبواب الموصدة في سبيل الحصول عن المعلومة من الجهات الرسمية، فضلاً عن طلب الجهات الأمنية تصاريح وتخاويل أمنية رغم إلغاء العمل بها منذ سنوات، لكنها تأتي في إطار عرقلة عمل الصحفي". 

وتؤكد الغانم خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "في العراق لا توجد حرية للصحافة ولا حرية للصحفي، وأن التغني بحرية الصحافة هي أكذوبة، بدليل أن الكثير من الزملاء يتعرضون للمضايقات ويتلقون تهديدات، ووصل الحال إلى اغتيال البعض منهم، دون كشف الأجهزة الأمنية للجناة حتى هذه اللحظة".

مخاطر فتح الملفات 

ويؤكد المراسل الصحفي، كرار العساف، ما ذهبت إليه شروق الغانم حول وجود معوقات كثيرة تواجه الصحفيين، منها حق الحصول على المعلومة ومضايقات القوات الأمنية للعاملين في الميدان من المراسلين وغيرهم، بالإضافة إلى المنع من دخول الدوائر، وفي بعض الأحيان المنع من الحصول على بعض الملفات وخاصة المتعلقة بالفساد".

ويضيف العساف خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "من يتناول ملفات الفساد أو الجماعات المسلحة أو السلاح المنفلت يتعرض للاعتداء والتصفية الجسدية، فيما يواجه الكثير من الصحفيين دعاوى واستدعاء واستقدام للمحاكم، ما يعرقل من مسيرة العمل الإعلامي الذي يقدمه الصحفي، ويحد من الموضوعات التي يتناولها من خلال رصد القضايا السلبية في الحكومة والمجتمع".

وتتفق الإعلامية منال المعتصم، مع طرحه كرار العساف وشروق الغانم بشأن المعوقات التي تواجه الصحفيين، مشيرة في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الإعلام الحقيقي سلطة وسلاح وحقيقة وشفافية، لكنه بدأ يبتعد عن كل ذلك في السنوات الأخيرة، فأصبح مغيباً وبعيداً كل البعد عن الكلمة الحقيقية وطرح المواضيع بشفافية ومهنية عالية".

333 انتهاك خلال عام

وكانت جمعية "الدفاع عن حرية الصحافة في العراق"، كشفت اليوم الجمعة، عن تسجيل ارتفاع بأعداد حالات الاحتجاز والاعتقال والملاحقات القضائية والمضايقات المتنوعة، لمنع التغطيات الإعلامية خلال الفترة (أيار 2023 – أيار 2024)، مؤكدة أن ذلك يشكل قلقاً مضاعفاً إزاء مستوى حرية العمل الصحفي المتدهورة في البلاد.

وبحسب تقرير للجمعية، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، تبرز في هذه الاثناء ارتفاع وتيرة الأحكام القضائية وأوامر القبض، والاستقدام، والحكم الغيابي ضد الصحفيين، وفقاً لقوانين موروثة من الحقبة الدكتاتورية السابقة، لتبرز منظومة القضاء العراقي كإحدى الجهات التي تدعم ملاحقة الصحفيين، وبطريقة غير مسبوقة.

ووفقاً لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق، تؤشر الانتهاكات منهجية عدوانية تستخدمها السلطات، بشكل فج، تارة من قبل الجهات السياسية والمتنفذين، باتخاذهم الملاحقات القانونية لإسكات الصحفيين، وتارة أخرى بالايعاز للأجهزة الأمنية بمطاردة الصحفيين في الشوارع ومنعهم من التصوير، كما حدث في البصرة بأوامر من قائد شرطة المحافظة.

وذكر التقرير السنوي للجمعية، أن "من بين الانتهاكات الجديدة التي شهدها العراق على صعيد حرية العمل الصحفي، قيام السلطات العراقية بخرق كل السياقات القانونية والدستورية، وحجب عدد من المواقع الخبرية الالكترونية، ومجموعات او صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة سرية وكتومة، دون أن تعلن أي هيئة أو جهة أو كيان حكومي أي تفسير لذلك".

ووثق التقرير، خلال الفترة التي غطاها، أعداد انتهاكات وصلت إلى (333) انتهاكا، توزعت بين الاحتجاز والاعتقال والإصابات، فضلاً عن مداهمة أو اقتحام أو هجوم مسلح ضد منازل الصحفيين ومقار وسائل الإعلام، واعتداء بالضرب، ومنع أو عرقلة العمل، ورفع دعاوى قضائية".

وتوزعت هذه الانتهاكات، وفق تقرير الجمعية، على 53 حالة احتجاز واعتقال، و6 إصابات، و12 هجوماً مسلحاً، إضافة إلى 232 حالة منع وعرقلة وضرب، فضلاً عن رفع 22 دعوى قضائية ضد الصحفيين، وثماني حالات أخرى متفرقة.

وخلال رصد أجرته الجمعية على مدار الأشهر الماضية، سجل شهر نيسان/ أبريل الماضي، أعلى الانتهاكات بواقع (57) حالة، يليه شهر آب/ أغسطس الماضي (47) حالة، من المجموع الكلي للانتهاكات خلال العام، كما احتلت بغداد صدارة المدن الأكثر انتهاكا ضد الصحفيين بـ(66) حالة، تليها أربيل (64) حالة، ثم البصرة (54).

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon