بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: عراقيون بين أحلام هجرة تحققت وأخرى مكسورة

بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: عراقيون بين أحلام هجرة تحققت وأخرى مكسورة
2023-06-20T14:45:18+00:00

شفق نيوز/ استعرضت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالانجليزية، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، تجارب عراقيين نجحوا أو فشلوا في تحقيق مساعيهم بالهجرة الشاقة إلى أوروبا والتي خاضوا خلالها العديد من الاحداث القاسية، وصولا الى محاولتهم التأقلم مع بيئات النزوح الجديدة، أو التعايش مع تعثر محاولاتهم لإيجاد حياة أفضل في الخارج. 

وبحسب التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ فان العراقي محمد حسين (30 سنة) يعتبر أحد المحظوظين بعد أن وجد راحته داخل أحد المخيمات في ألمانيا قبل عامين، ونقلت الصحيفة عنه قوله "اشعر كأنني ولدت من جديد، وبرغم اننا ما زلنا في مخيم، الا ان الحياة هنا مختلفة عن تلك التي كانت لدينا في العراق".

وأشار التقرير الى أن محمد اضطر لمغادرة بغداد في ظل استمرار أعمال العنف التي اجتاحت البلد خلال السنوات الماضية والبطالة وسوء الخدمات العامة، مضيفا أنه بعد معاناته من رحلة حافلة بالمخاطر نقلته من تركيا الى بيلاروسيا الى ليتوانيا وبولندا، تمكن من الوصول إلى ألمانيا في صيف العام 2021، وهي هجرة كلفته 3 آلاف دولار على الرحلة.

ومع ذلك، نقل التقرير عن محمد قوله إنها "كانت رحلة فظيعة، إلا أنها كانت تستحق العناء".

ومنذ ذلك الوقت، لجأ محمد الى مخيم معد خصيصا لتقديم المساعدة والدعم لطالبي اللجوء، وهو برغم المصاعب، فإن تصميمه ساعده على اكتشاف شعور بالانتماء داخل مجتمع المخيم. ونقل التقرير عنه قوله إن "الحياة هنا ليست سهلة، إلا أنني وجدت املا ودعما وسط زملائي اللاجئين"، مضيفا ان المخيم وفر لهم الخدمات الاساسية والتعليم وفرص الاندماج في المجتمع الالماني. 

واضاف محمد "انني اتعلم اللغة وأحاول إعادة بناء حياتي"، مشيرا الى انه يمضي أيامه في التعرف على ثقافة ولغة غير مألوفة بالنسبة إليه، إلا أن إصراره على إعادة بناء حياته، يبقيه مستمرا. ولفت إلى أنه برغم الصعوبات إلا أنه يحافظ على تفاؤله ويجد الراحة في تكوين صداقات داخل المخيم. وقال محمد انه "ليس من السهل التخلي عن كل شيء خلفك، وبدء حياة جديدة، لكن علينا ان نتطلع الى الامام".

وتناول التقرير تجربة العراقية أميرة، وهي أم لطفلين، والتي كانت قررت قبل 4 سنوات، ان تغادر بغداد لكي تلتحق بأسرتها في المانيا، فسافرت الى تركيا ثم إلى اليونان. ونقل التقرير عن اميرة قولها انها "كانت محنة حقيقية، بداية من الشاحنة التي حشرنا بداخلها جميعا مثل الاغنام، وصولا الى رحلة محفوفة بالمجازفات بالقارب للعبور إلى اليونان ثم المشي حافية القدمين طوال ساعات في الغابة". 

واشار التقرير الى ان اميرة بعدما أمضت 8 شهور في اليونان، استقرت في ألمانيا مع شقيقها، ولديها الان اقامة وتعمل في دار لرعاية المسنين.وقالت أميرة انها "وجدت الامن والحب والاحترام".

لكن التقرير لفت إلى أن قصص محمد واميرة تتناقض بشكل كبير مع قصة امير الدليمي الذي واجه بتجرة الهجرة تحديات كبيرة كغيره من اللاجئين في سعيهم من أجل الوصول الى بر الامان والحياة الأفضل.

واوضح التقرير ان الدليمي كغيره من الساعين للهجرة، انطلق برحلة خطيرة استغرقت 7 شهور عبر بلدان متعددة، آملا بالعثور على الاستقرار والفرص في أوروبا وهي امال من الصعب تحقيقها في وطنه الذي مزقته الحرب. 

لكن الدليمي (26 سنة) الذي بدأ رحلته المحفوفة بالمخاطر في يوليو/تموز 2021، انتهى به الأمر بالعودة الى وطنه بخيبة أمل عميقة ومشاعر باحلامه المحطمة. ونقل التقرير عنه قوله "ان حياتي انقلبت رأسا على عقب بعد هذه التجربة. 

وقال الدليمي من الرمادي، وهو رسام ومصمم للديكور، كان سافر إلى العاصمة البيلاروسية مينسك حيث التحق بمجموعة من المهاجرين بهدف الوصول إلى أوروبا، وكان يحمل معه 2700 دولار فقط، الى جانب تصميمه على تحقيق احلامه، ان "هجرتنا الخطيرة تضمنت اجتياز بحار هائجة وحدود برية غادرة، والاعتماد في كثير من الأحيان على مهربي البشر وتحمل مصاعب لا يمكن تصورها". 

وتابع التقرير أن بعد وصول الدليمي ومجموعة المهاجرين الى ليتوانيا، اعتقلتهم قوات الأمن، واتخذ القرار الفظيع بالعودة الى العراق، وصار الآن يعاني من مشاعر الهزيمة والآمال المحطمة.

ونقل التقرير عن الدليمي قوله "ظلوا ينقلوننا من مخيم إلى آخر ثم وضعونا في سجن. ولم استطع تحمل ذلك، فقررت العودة عندما بدأت الحكومة العراقية في تسيير رحلات العودة". وأضاف الدليمي بصوت مرهق "كنت اتمنى ان انال حياة افضل، واشعر بخيبة امل وصدمة وضغط نفسي"، مشيرا الى انه "خاطرت بحياتي، بعبور الجبال والبحار والحدود، ولم اتلقى سوى الرفض واليأس". 

وتابع التقرير أن رحلة عودة الدليمي كانت أكثر صعوبة، وقال الدليمي انه "شعر بالهزيمة والانكسار، فمن الصعب تقبل حقيقة انني لم اتمكن من تحقيق ما خططت من أجله".

والان، يقول الدليمي؛ إن احلامه التي دفعته الى محاولة الهجرة، حل مكانها الواقع القاسي لمدينته الرمادي حيث تتفشى البطالة والبنى التحتية غير الملائمة والحياة الصعبة. ونقل التقرير عن الدليمي قوله "حلم التوجه إلى أوروبا، لا يزال قائما، لكن ليس لدي الموارد الكافية الان للقيام بهذه الرحلة، ربما مستقبلا".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon