بغداد تسيء العلاقة.. تساؤلات أمريكية عن مستقبل "الدولة الكوردية"

بغداد تسيء العلاقة.. تساؤلات أمريكية عن مستقبل "الدولة الكوردية"
2024-03-31T17:12:44+00:00

شفق نيوز/ انتقدت تقارير أمريكية، يوم الأحد، عدم حصول الكورد في العراق والمنطقة على حقوقهم الطبيعية بعدما ظلوا يتعرضون للاضطهاد والابادة، والتعامل معهم كأقليات، حتى من جانب الدول الغربية التي تفضل دائما مصالحها الجيوسياسية، فيما تساءلت لماذاً لا يحصلون على دولة خاصة بهم؟ ولماذا لا تقوم واشنطن بـ"استثمار ذكي" باقليم كوردستان؟

وذكّر تقرير لصحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية ترجمته وكالة شفق نيوز، بهجوم حلبجة في مارس/آذار 1988 والذي وصفه بأنه أخطر استخدام للأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين في التاريخ، عندما أمر صدام حسين، الذي وصفه بأنه مصاب بجنون العظمة، بهجوم الطائرات الحربية بالنابالم وغاز الخردل وغيرها على المدينة الكوردية حيث قتل نحو 5 آلاف شخص.

وكان ذلك الهجوم، جزءاً من حملة أكبر، بدأت خلال الخمسينيات، وكثفها صدام حسين، لاستهداف الأقليات غير العربية، بحسب التقرير الأمريكي، الذي أشار إلى أن الكورد يمثلون مجتمعاً عرقياً متميزاً ممتد إلى آلاف السنين، ولم يكونوا يرغبون بأن يطبق عليهم "التعريب"، ولهذا حاول النظام تطبيق خطة خبيثة لإبادتهم أو إجبارهم على الخضوع والتعريب.

الدولة الكوردية 

ووفق التقرير، كان للكورد حلم قديم في تقرير مصيرهم، ولم يكن صدام حسين مستعداً للسماح بذلك، فيما اعتبر أن الشيء المخزي هو عيش عشرات الملايين من الكورد داخل منطقة متجاورة لكنهم يعانون من الحرمان من الحصول على وطن قومي خاص بهم، ويجدون أنفسهم كأقليات، وغالباً ما يتعرضون للاضطهاد، في أربع دول هي إيران والعراق وسوريا وتركيا.

وأعرب التقرير الأمريكي، عن أسفه لأن مذبحة حلبجة لم تكن هجوم الإبادة الجماعية الوحيد ضد الكورد، بل كانت هناك هجمات غيرها تسببت في مقتل مئات الآلاف منهم.

لكن وبحسب التقرير، فإن المجتمع الدولي استخف بدرجة كبيرة بأهمية هذه الجرائم ضد الإنسانية، وذلك لأسباب جيوسياسية، مضيفاً أن هذه الدول تصرفت كما لو كانت هناك قضايا سياسية ومصالح اقتصادية مهمة يتحتم حمايتها أكثر من التركيز على المعاناة التي لا تنتهي للأقلية الكوردية.

ولفت التقرير، إلى أن أكبر ما حصل عليه الكورد هو منطقة حظر الطيران في العام 1991، حيث تعيش الغالبية الأكبر من الكورد في أعقاب حرب الخليج الأولى، والتي قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بتطبيقها إلى أن تمت الإطاحة بصدام حسين في العام 2003.

وتساءل: "لماذا لا يتم اعتبار أن الكورد يستحقون دولة خاصة بهم؟ أليس لديهم أرض محددة وحكومة مستقرة وهوية وطنية وتاريخية مميزة لهم؟ لماذا يولي زعماء الغرب أهمية أكبر لإقامة دولة عراقية موحدة، والتي ليس لديها الكثير لتقدمه للغرب، أكثر من إقامة دولة كوردستان الصديقة المستقلة في شمال البلاد؟".

تقويض السلطة

وإلى جانب ذلك، تمكن الكورد من الحصول على حكم ذاتي محلي، بنظام يتمتع بوجود رئيس ورئيس وزراء ومجلس برلماني في مدينة أربيل، لكن "لا يوجد احتمال للاستقلال الكامل"، في وقت تبذل بغداد قصارى جهدها لإلغاء حتى السلطات المحدودة القائمة في عاصمة الإقليم.

وذكر التقرير أنه عندما تم إجراء الاستفتاء غير الملزم في إقليم كوردستان في العام 2017، فإن 93% صوتوا لصالح الحرية والاستقلال، مضيفاً أن نتيجة ذلك كانت أن بغداد التي أصبحت تابعة لإيران، شنت حملة عسكرية عقابية وحصاراً اقتصادياً.

ولفت التقرير، إلى أن "ردة الفعل على ذلك كانت الصمت، وأن الأسوأ من ذلك أنه كان هناك تواطؤ في واشنطن، اذ انها عارضت الاستفتاء، معطية الاولوية بالنسبة اليها لـ"استقرار" العراق فوق رغبات الأغلبية الساحقة في المنطقة الكوردية، مضيفا ان الحكومة المركزية في بغداد فسرت الموقف الامريكي على انه بمثابة ضوء اخضر لكي تشدد الخناق على الاقليم الكوردي، حيث سيطرت القوات العراقية على كركوك، الغنية بالنفط والتي تقطنها أغلبية كوردية، كما أنه جرى منع الإقليم لاحقا من تصدير النفط، الذي يعتبر المصدر الرئيسي لإيرادات حكومة الإقليم.

دور إيراني

وتابع التقرير أن إيران تشارك في قمع الكورد في العراق، الذين لا يرغبون في الخضوع لطهران، ويؤمنون لواشنطن حضوراً دبلوماسياً وعسكرياً في إقليم كوردستان، كما أقر التقرير بأن الصورة تبدو معقدة ومتناقضة.

وزاد بالقول: "هذا هو الشرق الاوسط.. الولايات المتحدة تحتاج إلى الكورد، إلا أنها في الوقت نفسه ليست صديقتهم الدائم، على الرغم من انه عندما كانت المعركة ضد داعش دائرة قبل نحو عقد، فإن الكورد هم من كانوا الجهة الرئيسية في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الارهابي".

وأضاف التقرير، أن واشنطن "لا تقوم بتزويد الإقليم بأنظمة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ العراقية والإيرانية التي يتم إطلاقها على الإقليم".

وأضاف انه عندما كان رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني في واشنطن مؤخرا، لم يجتمع به الرئيس جو بايدن ولا نائبة الرئيس كامالا هاريس، في حين جرى توجيه دعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للقاء بايدن في أبريل/نيسان حيث سيطلب المساعدة من الولايات المتحدة.

ورأى أن الجواب الأمريكي على طلب هذه المساعدة يجب أن يكون "لا"، طالما أن العراق ينفذ أوامر إيران ويحاول خنق الكورد، كما اعتبر، أن الكورد مقاتلون شجعان، وقد وقفوا دائما إلى جانب الولايات المتحدة، سواء ضد صدام حسين أو داعش او القاعدة، ولهذا فان تقديم المساعدة للكورد، تمثل استثمارا ذكياً في الأمن الأمريكي.

ووصف التقرير الأمريكي، اقليم كوردستان، بأنه يمثل المجتمع الأكثر استنارة وانفتاحا في المنطقة، حيث يؤمن الملاذ للأقليات المحاصرة الأخرى، مثل الايزيديين والمسيحيين، ويعمل من أجل تعزيز حقوق المرأة.

 وختم تقرير "نيويورك بوست" بالتساؤل مجدداً "ألم يحن الوقت للولايات المتحدة لكي تظهر المزيد من الالتزام تجاه الكورد وتقليل الاكتراث ببغداد وأسيادها في طهران؟".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon