بابل.. شح المياه يفاقم معاناة أهالي الشوملي وأملهم الأخير "تبرعات الجيران" (صور)

بابل.. شح المياه يفاقم معاناة أهالي الشوملي وأملهم الأخير "تبرعات الجيران" (صور)
2025-09-15T18:25:36+00:00

شفق نيوز- بابل

تواجه قرى ناحية الشوملي، جنوبي محافظة بابل، أزمة خانقة بسبب شح المياه المستمرة منذ العام 2020، ما دفع العشرات من العائلات إلى الهجرة من مناطقها بعد أن جفت الجداول وتراجعت مناسيب شط الحلة إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي قرية الحضرية، يقف الأهالي يومياً في طوابير طويلة بسياراتهم بانتظار وصول صهاريج الماء التي يوفرها المتبرعون وأهل الخير، إذ تعد هذه المبادرات الإنسانية المصدر الوحيد لإرواء عطش الأسر التي فقدت مصادرها الطبيعية للمياه.

المزارع عباس أبو جعفر، أحد أبناء القرية، يصف الوضع قائلاً: "شح المياه أهلكنا هلاكاً تاماً. عندي خمسة أطفال ولا أعرف أين أذهب بهم. لولا المتبرعون لكان علينا أن نقطع مسافة 25 كيلومتراً لنحضر الماء لأهلنا".

ويضيف أبو جعفر، لوكالة شفق نيوز، أن "أكثر من 15 رأس بقر ومئات الأغنام قمنا ببيعها بسبب العطش، والناس كلها هجرت المنطقة".

ولم تقتصر أزمة المياه على ماء الشرب فحسب، بل ألحقت ضرراً كبيراً بالثروة الحيوانية والزراعية، حيث كان سكان الشوملي يعتمدون على تربية الأبقار وزراعة المحاصيل الموسمية كمصدر رئيسي للعيش، قبل أن تجبرهم الظروف على ترك أراضيهم وبيع ماشيتهم.

من جانبه، يؤكد مدير ناحية الشوملي عادل الخيكاني، لوكالة شفق نيوز، أن "انخفاض مناسيب شط الحلة من 150 متراً مكعباً في الثانية، إلى أقل من 60 متراً مكعباً تسبب بأزمة غير مسبوقة".

وتعمل المحافظة بالتنسيق مع الوزارات والجهات الخدمية لإيجاد حلول، أبرزها مشروع "الألف متر مكعب" الذي من شأنه تأمين المياه للمنطقة، إلا أن التمويل المتأخر عرقل إنجازه حتى الآن، بحسب الخيكاني.

ويشير الخيكاني إلى أن "الأهالي يعيشون معاناة يومية، والجهود الحالية تقتصر على حفر الآبار وتوفير معالجات وقتية بانتظار اكتمال المشاريع الإستراتيجية".

ورغم قسوة الأزمة، ما زال أهل الخير والمتبرعون يمدون يد العون لأهالي المطرية والقرى المجاورة، حيث وثقت كاميرا وكالة شفق نيوز، تسيير صهاريج الماء بشكل متواصل، في مشهد يعكس تضامن المجتمع في مواجهة أزمة مائية باتت تهدد استقرار آلاف العائلات في جنوب بابل.

ويعاني العراق من أزمة مائية استثنائية أدت إلى جفاف العديد من الأنهر الفرعية ومساحات شاسعة من الأهوار والمسطحات المائية إلى جانب انخفاض مناسيب المياه في السدود الخزنية، جراء شح الأمطار وحرمان تركيا من حصص العراق المائية.

وتعرض العراق إلى أربعة مواسم جفاف خلال الأعوام 2017، 2021، 2023، 2025، وكان الجفاف الأخير هو "الأقسى منذ نحو 80 عاماً"، بحسب الخبير البيئي أحمد صالح.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon