الكورد الفيليون في الانتخابات العراقية.. معركة إثبات وجود تواجه المال والنفوذ
شفق نيوز- بغداد
تستعد شريحة الكورد الفيليين لخوض انتخابات البرلمان العراقي المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 وسط واقع انتخابي معقد يحفل بالتحديات.
ففي الوقت الذي يضع فيه المرشحون الفيليون آمالهم على المشاركة الفاعلة كوسيلة لاسترداد الحقوق والهوية، يبقى السؤال ما أبرز العقبات التي تواجههم؟ وما هي الركائز التي يعتمدون عليها في خطابهم لكسب ثقة جمهورهم؟.
تحديات المرشحين
وفي هذا السياق، يتفق مرشحان خلال حديثهما لوكالة شفق نيوز على أن ضعف التمويل والاعتماد السياسي للأحزاب الكبرى يعدان من أبرز العوائق، بينما يضعان في صلب خطابهما فكرة الشراكة الوطنية والتوازن التمثيلي كمقوم أساسي للمشاركة.
ويقول المرشح الفيلي في بغداد، حيدر علي أبو تارة، إن "الكتل السياسية الكبيرة تصرف مالاً سياسياً كبيراً على مرشحين في حين الكتل الفيلية تفتقر لهذه الأموال".
ويضيف أبو تارة لوكالة شفق نيوز أن "مقعد الكوردي الفيلي (الكوتا) في محافظة واسط يمثل كل العراق بعد جعله دائرة واحدة"، مشيراً إلى تواجد الفيليين في مختلف محافظات البلاد من بغداد وواسط وديالى والنجف وكربلاء وبابل والديوانية وميسان والبصرة وذي قار وكركوك، بالإضافة إلى محافظات إقليم كوردستان.
من جهته، يشير المرشح الفيلي الآخر، عامر شوهان الفيلي، إلى أن أحد التحديات التي يواجهها هي"عرقلة تقديم الخدمات في مناطقه والتي تصل إلى حد الإيقاف"، ويُرجع ذلك إلى دوافع سياسية تهدف إلى إضعاف ثقة الناس.
ويؤكد لوكالة شفق نيوز، أن "المال السياسي" يتطلب من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تولي متابعة عملية شراء الأصوات، لافتاً إلى أن خطابهم يتجه إلى المساهمة في خدمة المواطنين عموماً وليس مكوناً بعينه.
بدورها، توضح رئيسة الجمعية الحرة للكورد الفيليين العراقية وعضو الأمانة العامة في الجبهة الكوردية الفيلية، نوال وهاب الفيلي، أن "الحملات الانتخابية أصبحت محصورة بدعم الأحزاب المتنفذة التي لديها المال، بينما نحن نواجه ضعفاً في الحملة الانتخابية".
وتشير خلال حديثها لوكالة شفق نيوز إلى أن قائمتهم في بغداد تضم 15 مرشحاً بينهم 4 نساء، مبينة أن قرار الدخول في المجال السياسي جاء لدعم المكون الفيلي، خاصة أن هناك مقعداً وحيداً مخصصاً لهم في محافظة واسط رغم عددهم الكبير، لا سيما في بغداد.
خطاب الهوية والمواطَنة
ومن منظار سياسي أوسع، يرى مستشار شؤون الكورد الفيليين في البرلمان العراقي، فؤاد علي أكبر، أن "المال السياسي غير متساوٍ وبالتالي فرص المرشحين غير منصفة".
ويضيف علي أكبر لوكالة شفق نيوز أن "خطاب الكورد الفيليين عادة وطني ينطلق من مظلومية وبحث عن الهوية الوطنية أمام تناحر الصراع السياسي للسلطة والنفوذ".
ويؤكد أن أحد التحديات هو أن الجيل الجديد "ليس لديه فكرة كاملة عن معاناة الفيليين"، الأمر الذي يستوجب إعادة بناء ثقافة تُذكّر بالمآسي التي جرت في حقهم.
ويلفت إلى أن خطاب الفيليين يعد جسراً بين المكونات، "لأن الكورد الفيلي هو نسيج ربط لبناء وتعزيز الوحدة الوطنية بين الكورد والعرب"، وأن معالجة قضاياهم يصب في مصلحة العراق أولاً.
وأخيراً، يقول المستشار منير حداد، إن عدداً كبيراً من المرشحين الفيليين يدخل الساحة "وكان من المفترض أن يتفق الكورد الفيليون على مرشحين محددين"، لكن الواقع أن هناك مرشحين في بغداد وديالى وواسط سواء مستقلين أو ضمن كتل سياسية.
ويضيف حداد لوكالة شفق نيوز أن "الكوتا مقعد واحد ومن المفترض أن تكون خمسة أسوة بالمسيحيين"، مشيراً إلى أن المحكمة الاتحادية سبق أن أقرت بذلك، لكن التطبيق تأخر لـ"خشية الشيعة من ذهاب هذه المقاعد الخمسة للأحزاب الكوردية".
يُذكر أن الكورد الفيليين - وهم شريحة كوردية شيعية - تعرضوا لجرائم تهجير واعتقال وإبادة ممنهجة إبان نظام البعث في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بسبب انتماءاتهم القومية والمذهبية.
وتم ترحيل نحو نصف مليون منهم إلى إيران، وسحب الجنسية من عشرات الآلاف، وغيّب ما لا يقل عن 15 ألف شاب فيلي لم يُعثر على رفاتهم حتى اليوم، رغم الاعتراف الرسمي بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحقهم.
وبعد أكثر من عقدين على سقوط النظام السابق، لم تُحل غالبية ملفاتهم العالقة، وأبرزها الجنسية والمفقودين والتعويضات واسترجاع الأملاك والتمثيل السياسي.