العطش يجبر عشرات العائلات على هجر منازلها ببقعة موصلية (صور)

العطش يجبر عشرات العائلات على هجر منازلها ببقعة موصلية (صور)
2022-05-20T09:58:41+00:00

شفق نيوز / بدأت عشرات العائلات بترك منازلها في قرية السحاجي الواقعة جنوب غرب الموصل، بسبب عدم وجود ماء صالح للشرب.

أزمة مياه

مختار القرية الشيخ مشعل العبيدي، تحدث لوكالة شفق نيوز، عن الأزمة قائلاً إن "العطش أتعبهم كثيراً ومياه الآبار قد ارتفعت نسبة الكبريت فيها بسبب قلة الأمطار وأصبحت لا تصلح حتى للاستهلاك الحيواني وليس البشري".

وأضاف العبيدي، أن "مشكلتهم ومأساتهم الحقيقية هي في ماء الشرب فقط الذي يشترونه منذ عشرات السنين من العجلات الحوضية التي تنقله من مشاريع الماء إلى قريتهم، إذ يبلغ تعداد سكان السحاجي أكثر من 6000 نسمة، ومع ذلك فإن الحكومة المحلية لم تؤسس لهم مشروعاً للماء حتى اليوم".

وعود زائفة

وأشار إلى أن "الحكومة المحلية وعدتهم مراراً بإيجاد حل لهم لكن لا شيء على أرض الواقع، مردفاً بالقول: "من المفترض أن يكون في هذه المنطقة مطار السحاجي الدولي والذي طالما تتحدث الحكومة المحلية عنه وعن الوعود ببنائه وهو مطار يعتبر بوابة اقتصادية للعراق مع العالم لموقعه الجغرافي ومكانه المتميز لكن الحقيقة أن هذا المطار لن يكون موجوداً، فهم غير قادرين على توفير الماء لنا فكيف سيبنون مطاراً ضخماً مثل هذا في المنطقة".

معاناة متفاقمة

أما ياسين النايف، (أحد سكان السحاجي) فنوه خلال حديثه للوكالة إلى أنه "بدأ يبحث عن منزل للإيجار داخل الموصل من أجل ترك المنطقة فحياتهم لم تعد تحتمل ولا يمكن بقاؤهم دون ماء للشرب واستمرارهم بشراء الماء من الحوضيات أثقل كاهلهم".

وأوضح النايف، أن "هنالك فقراء لا يستطيعون حتى شراء الماء بكميات كبيرة، فيقومون بشراء ما يحتاجونه للشرب وأما الاستحمام فيكون من مياه الآبار التي تعج منها رائحة الكبريت ولكنهم مضطرين على هذا الأمر".

من جانبه، قال ثامر أحمد، للوكالة، إن "الأمر الذي فاقم معاناتهم بصورة كبيرة هو جفاف الآبار التي كانت مياهها صالحة للاستهلاك البشري وما بقي من آبار فإن مياهها ممتلئة بالكبريت وهم يشترون الحوض الواحد من حوضيات النقل بـ50 ألف دينار ومن لا يمتلك القدرة فيقوم بتقاسم الحوضية مع جيرانه".

وبين أحمد، أن "الصيف على الابواب واستهلاك الماء سيزداد والناس تفكر في النزوح فبدلاً من شراء الماء بـ 100 ألف دينار سيبحثون عن منازل للإيجار في داخل المدينة ويعيشون فيها للخلاص من هذه المعاناة".

وأكد ثامر أن "الحكومة المحلية أهملتهم ولم يزرهم اي مسؤول منها طوال السنين الماضية وكأنهم ليسوا من أبناء المحافظة، ولا علاقة لهم بها ويقولون إن هناك مشروعاً للماء لكن لا شيء سوى الوعود ولا نعلم متى سيصل الينا الماء".

في المقابل، لم يتحدث محمود طارق، كثيراً عندما التقته الوكالة، عن معاناتهم واختزل حديثه بعبارة "(كل حلمنا نشرب الماي داخل منازلنا راح أموت وما شربت ماي من داخل بيت)".

من جانبها، ردت الحكومة المحلية لنينوى، على موضوع هذه المنطقة وعلى لسان معاون المحافظ رعد العباسي، أنهم "يعملون على إكمال مشروع ماء السحاجي، هذا العام وما تبقى من مراحله ستنتهي مع نهاية العام الحالي أو المقبل كأقصى حد".

ورغم وعود الحكومة المحلية، إلا أن "سكان المنطقة أكدوا أنه "لم يعد لديهم الثقة بالوعود والتصريحات، فسنوات العطش قد قتلت الأمل في نفوسهم".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon