العراق يفرض استحواذه على سوق الأرز التايلاندي

العراق يفرض استحواذه على سوق الأرز التايلاندي
2022-05-25T11:31:36+00:00

شفق نيوز/ سيطر العراق على سوق الأرز التايلندي خلال الفترة الأخير من عام 2021 والعام الحالي 2022 ليكون أكبر مستورد منها نظرا لجودته، فيما اعتبر تاجر عراقي رخص ثمن الأرز التايلندي، وراء توجه البلاد لاستيراده لا لجودته.

وبحلول منتصف عام 2021، كانت الحكومة العراقية تقاطع بحكم الأمر الواقع الأرز التايلاندي لمدة سبع سنوات، بينما كان هذا جزئيًا بسبب ذكريات مشكلات الجودة مع آخر شحنة أرز تايلاندي تلقتها الحكومة العراقية، فقد نشأ هذا أيضًا في السنوات الأخيرة عن أسعار الأرز الأبيض التايلاندي غير التنافسية للغاية.

وبحسب منصة S&P Global Commodity Insights، الذي جاء في تقريرها واطلعت عليه وكالة شفق نيوز، فإن "التغيير في الثروة جاء على خلفية عاملين: انخفاض الأسعار التايلاندية بشكل كبير في النصف الأول من عام 2021 بعد عام كامل من تسعيرها أعلى بكثير من الأصول الآسيوية وتغيير في عمليات الشراء الحكومية العراقية".

في حين أن الحكومة العراقية قد عقدت منذ سنوات عديدة عطاءات خاصة لمصدر الأرز لخطة التوزيع العامة الخاصة بها ، إلا أن هذا تغير في يونيو/ حزيران 2021 عندما نقلت وزارة التجارة هذه المسؤولية إلى طرف ثالث، هو العويس.

مفاوضات خاصة

وعلى عكس الحكومة، لم يُظهر العويس أي رغبة في تقديم العطاءات، فبدلاً من ذلك، أظهر المستورد تفضيلاً للشراء عبر مفاوضات خاصة مع التجار المعروفين. في أعقاب حصوله على مسؤوليته الجديدة، أجرى العويس بعض عمليات الشراء الآمنة، حيث اشترى أرز الولايات المتحدة وأوروغواي، الذي كان من العناصر الأساسية للسوق العراقي في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، بعد فترة ليست طويلة من هذه المشتريات ، تم الإبلاغ عن بيع أولي للعراق قدره 40.000 طن متري من الأرز الأبيض التايلاندي 100٪ من الدرجة B في أوائل أغسطس/ آب، ثم تبع ذلك آخر وآخر، مع نمو المبيعات بشكل مطرد مع اقتراب عام 2021 من نهايته.

مع زيادة هذه المشتريات، ومن الواضح أن العراق طور مذاقًا متجددًا للأرز التايلندي، مع تزايد عدد الأطراف المقابلة أيضًا. ظهرت شركة LDC كمورد جديد للعراق في أوائل عام 2022، حيث تستخدم كلتا الشركتين التجاريتين الآن مصانع متعددة لتلبية متطلبات العراق.

وصدّرت تايلاند 293362 طنًا من الأرز إلى العراق بين يناير/ كانون الأول ومارس/ آذار، وفقًا لوزارة التجارة، مما يجعل العراق أكبر وجهة تصدير للبلاد خلال هذه الفترة، واستنادًا إلى تأكيدات المصادر بأن حوالي ثلاث شحنات من الأرز التايلاندي - تحتوي كل منها على ما يقرب من 40.000 طن متري - تغادر إلى العراق كل شهر، يمكن الافتراض بشكل معقول أن تايلاند ستصدر أكثر من 500000 طن متري إلى العراق بحلول نهاية مايو/ أيار.

الجودة التايلاندية

وعلى الرغم من الارتفاع الأخير في الأسعار على خلفية المبيعات، هناك القليل من الدلائل على أن العراق يبحث في مكان آخر، ولاحظ أحد التجار أن السبب وراء شعبية الأرز التايلاندي الآن في العراق هو قدرة البلاد على تلبية المواصفات المطلوبة.

وقال مصدر مطلع: "يمكن لتايلاند أن تفعل ذلك بسهولة وأفضل بكثير" من الأصول الآسيوية الأخرى"، مضيفًا أن "الأرز التايلاندي يمكن أن "يضاهي الجودة الأمريكية بشكل وثيق".

وتحدثت مصادر أخرى أن الأرز الباكستاني والهندي قد يكون أكثر تنافسية من الأرز التايلاندي، إلا أنهما لا يقتربان من تلبية متطلبات الحد الأدنى لمتوسط طول الحبوب البالغ 6.7 ملم، حتى عندما يتم خلط الأرز الأبيض العادي مع أصناف مخصصة عادة للخلط مع بسمتي.

وتتوقع المصادر القريبة من المبيعات إلى العراق أن صادرات الأرز إلى البلاد في عام 2022 ستبلغ حوالي مليون طن متري.

ويجري التفاوض بالفعل بشأن المبيعات للأشهر المقبلة، حيث قال أحد المصدرين المشاركين في التجارة إلى العراق إنه من المتوقع شحن ثلاثة أو أربعة 40 ألف طن متري من البضائع في شهري يونيو ويوليو.

ومع ذلك، قال تاجر رئيسي، إن "في حالة اختفاء الطلب العراقي، فمن المحتمل أن ينخفض سعر الأرز الأبيض التايلاندي بنسبة 5٪ إلى 380 دولارًا - 385 دولارًا للطن الواحد على ظهر السفينة، وعند هذه النقطة ستستأنف عمليات الشراء المنتظمة في غرب إفريقيا بعد اختفائها نتيجة الطلب العراقي".

من جانبه، اعتبر تاجر المواد الغذائية في منطقة جميلة الصناعية (أهم مراكز لبيع المواد الغذائية والفواكه والخضار في العراق) محمد جواد الحسيني، في حديث لوكالة شفق نيوز، ان "اتجاه العراق لاستيراد الأرز التايلندي ليس لجودته وإنما لرخص ثمنه"، مبيناً أن "سعر الأرز البسمتي الهندي من المنشأ يتراوح ما بين 750 الى 1300 دولار للطن الواحد وحسب نوع الرز وحجم الحبة، في حين يتراوح سعر الأرز التايلندي 500 دولار للطن الواحد".

وأضاف الحسيني، أن "حجم حبة الأرز البسمتي الهندي تصل إلى معدل 8 وأكثر من ذلك كما أن البسمتي يكون مستساغ ومرغوب لدى العوائل العراقية عكس الرز التايلندي الذي يكون غير مرغوبا وطبخه غير سهلة، وبالتالي فإننا نشاهد أن أغلب العوائل تقوم ببيع الأرز التايلندي عند استلامه عن طريق البطاقة التموينية واستبداله بالرز البسمتي"، مستدركا بالقول "الأرز التايلاندي له نفس القيمة الغذائية للأرز البسمتي".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon