الصمت العقابي في العراق.. النساء أكبر المتضررين والطبيب النفسي طريقهم

الصمت العقابي في العراق.. النساء أكبر المتضررين والطبيب النفسي طريقهم
2022-12-23T09:20:17+00:00

شفق نيوز/ يلجأ الكثير من الأشخاص في العديد من العلاقات، بما في ذلك علاقة الأم أو الأب مع الأطفال، أو ما بين الزوجين، أو حتى في العمل، إلى استخدام الصمت كوسيلة عقاب للطرف الآخر، ما قد يتسبب له بمشكلات نفسية.

والعقاب بالصمت، هو عقاب نفسي يتم من خلاله رفض التواصل اللفظي مع شخص آخر بغرض توصيل رسالة معينة له، وهو سلوك غير صحي تماماً، ويعد من أسوأ الأساليب التي يستخدمها شخص ضد آخر للتلاعب بمشاعره، وفق مختصين.

"ساكت 24 ساعة"

وتعاني المواطنة أم علي من محافظة كربلاء، منذ نحو 17 عاما، من صمت زوجها لفترات طويلة، فلا يشاركها الحديث ولا حتى مع أطفالهما.

"ساكت 24 ساعة" بهذه العبارة وصفت أم علي زوجها الذي لا يتحدث ولا يضحك، ما سبب لها ولأطفالها عقدا نفسية وحالة من الاكتئاب.

وأشارت أم علي، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أنها عندما تسأل زوجها عن سبب هذا الصمت، يرد بنبرة حادة: "هذا طبعي!".  

في العمل

أما علياء، مواطنة من بغداد، تشكو من تعرضها لعقوبة الصمت والتجاهل من قبل مديرها في العمل، تقول "لمدة 3 أشهر لم يتكلم معي مديري في العمل، وذلك لمعاقبتي على خطأ لم ارتكبه اصلا، ما سبب لي أمراضا نفسية".

وقالت علياء التي تعمل في مؤسسة بالقطاع الخاص، للوكالة: "هذا الأمر اضطرني في النهاية إلى ترك العمل بعد كرهي لمديري وللمكان أيضاً".

فترة خطوبة

بدورها، لفتت المواطنة سارة من محافظة بابل، إلى أن "الصمت العقابي سبب لها مشكلة نفسية".

وروت سارة للوكالة، تفاصيل تجربتها مع هذا السلوك بالقول: "مررت بفترة خطوبة دامت 3 سنوات، وطول هذه المدة كان يعاقبني بالصمت، وأبقى في حيرة من أمري، فلا أعلم ماذا يريد أو ماذا سوف يفعل، وبسببه بدأت أراجع عيادات الأطباء النفسيين".

فارق كبير

يجب التفرقة بين الصمت العقابي كحيلة ابتزاز شرسة، والتزام الصمت في الخلافات حتى تهدأ الأمور، والتي عادة يرجع فيها الشخص إلى نقطة الخلاف للنقاش مرة أخرى مع الطرف الآخر، فقد يرغب الشخص الهدوء والعزلة لفترة؛ ليرتب أفكاره، ويحلل الأمور، ثم يحل الخلاف الذي نشب.

وعمّا تقدم، ذكرت الباحثة الاجتماعية، رغد صبار، أن "الصمت العقابي من أخطر أنوع العقاب، لأن الشخص المقابل يبقى في حيرة ما يسبب له أمراضا نفسية خاصة بين الأزواج".

وشددت صبار، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، على ضرورة "الابتعاد عن هذا الأسلوب، واللجوء إلى التفاهم المباشر لحل المشاكل".

طلاق عاطفي

في المقابل، أشارت الأستاذة في جامعة بغداد، د.فرح غانم، إلى أن "الصمت العقابي يمارس بين الأزواج في البيت، ويطلق عليه الطلاق العاطفي، وأصعب ما يقع على المرأة هو صمت الرجل تجاهها، اذ تتأذى الزوجة نتيجة الإهمال وقلّة الكلام لدرجة قد تصاب بأمراض نفسية".

وأوضحت غانم، للوكالة، أن "بعض الازواج يصمتون كثيرا، ويجعلون الحياة الزوجية باردة، وهم لا يعرفون أن الزوجة بهذا التصرف ستعاني أكثر ما تعانيه الزوجة التي يقع عليها العنف الجسدي، لذلك يجب الابتعاد عنه، ويكون الحوار هو الحل عند وقوع أي مشكلة".

وإن كان مسؤول العمل يمارس الصمت تجاه موظفيه، فهذا السلوك بحسب غانم "سوف يؤدي بالشخص إلى أن يكره عمله ووجوده في ذلك المكان، وكذلك لا يرغب بالتعامل مع مرؤوسيه، وهو أسوأ أنواع العقاب، فلن يتعلم الموظف من الصمت شيئا، بل سيصيبه جراء ذلك مرض نفسي".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon