السليمانية.. مركز للأمراض السرطانية "بلا دواء" وتحذير من انهيار القطاع الصحي

السليمانية.. مركز للأمراض السرطانية "بلا دواء" وتحذير من انهيار القطاع الصحي
2022-04-04T07:35:37+00:00

شفق نيوز/ ألقت الأزمة المالية الخانقة في محافظة السليمانية وعموم إقليم كوردستان بظلالها على القطاع الصحي الذي حذر مسؤولون فيه من انهياره مستقبلاً في حال عدم وصول التخصيصات المالية المطلوبة.

وتشهد محافظة السليمانية أزمة مالية ناجمة عن قلة السيولة المالية في البنوك والمصارف الحكومية.

وحذرت الجهات المعنية في المديرية العامة للصحة في السليمانية منذ فترة غير قليلة بأزمة مرتقبة متعلقة بالأدوية والمستلزمات الصحية في أغلب مستشفيات المحافظة، في حين أكدت نقابة الكوادر الصحية في السليمانية وجود نقص حاد في الوقود الخاص بسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المراكز الصحية والمستشفيات في تشغيل جميع الأجهزة الصحية بما فيها البرادات الخاصة باللقاح المضاد لفيروس كورونا.

كل تلك التحذيرات في ظل عدم وجود الحلول الناجعة انعكست سلباً على الواقع الصحي في المحافظة بنسب كافية تجعل من المراقبين بأن يتنبأوا بانهيار للقطاع الصحي في حال عدم إيجاد الحلول الاستراتيجية.

الدكتور ياد النقشبندي مدير مستشفى هيوا للأمراض السرطانية وفي مقابلة مع وكالة شفق نيوز، أكد أن "القطاع الصحي يعاني منذ أشهر من مشكلة قلة وانعدام الأدوية والأدوات الصحية في أغلب مستشفيات المحافظة بما فيها مركز هيوا للأمراض السرطانية الا أن جهود الكوادر الصحية لم تتوقف وتستسلم للازمة بل حاولت وبطرق شتى عبور تلك الازمة باقل الاضرار، لكن عدم وجود الحلول منذ تلك الفترة انعكس سلبا على الواقع الخدمي في مستشفيات المحافظة وبما فيها مركز هيوا للأمراض السرطانية.

واضاف النقشبندي أن "الخدمات الصحية تعتبر من أهم الخدمات العاجلة والمهمة التي ينتظرها المواطن والمجتمع لارتباطها بحياتهم، وكذلك يعتبر مركز هيوا مهماً للكثير من المرضى والمصابين بالأمراض السرطانية"، موضحاً أن "اي تأثيرات سلبية تقع على المركز سيكون لها انعكاساتها على المصابين بالرغم من أن كوادر المركز لم تدخر جهدا في تقديم أفضل الخدمات للمراجعين طوال الفترات الماضية وفي ظل تلك الازمة الخانقة".

انعدام التخصصات المالية

اما عن التخصصات المالية اللازمة لادامة الأعمال اليومية لمركز هيوا للأمراض السرطانية فيقول النقشبندي إنه "منذ شهر تشرين الثاني العام الماضي ولغاية الان لم يتم صرف اي مبلغ للمركز حيث وصلت المبالغ التي يحتاج لها المركز إلى قرابة "مليار واربعمائة مليون دينار".

وعن الحلول المطروحة من قبل الجهات المعنية لتلك المشكلة بين النقشبندي أن "جميع الحلول المطروح لا تتلاءم وحجم المشكلة حيث تم طرح مبالغ لا تتجاوز مليونين أو ثلاثة ملايين دينار والتي لاتكفي لسد حاجة الادوية لمريض واحد وليوم واحد"، مؤكداً عدم استلام دينار واحد منذ أربعة أشهر".

سابقا كانت تقدم نوعيات خاصة من الأدوية لبعض المصابين في المركز وحسب حاجتهم لها وكانت ذو أسعار عالية الا ان النقشبندي يؤكد أن المركز غير قادر الان على توفير تلك الادوية للمصابين بالامراض السرطانية بسبب عدم توفر السيولة المالية التي تتناسب مع أسعار تلك العلاجات.

ويضيف، "مع الأسف الشديد هنالك الكثير من الاطفال المصابين بالسرطان هم بحاجة إلى تلك الادوية لكن هذا العام لا نستطيع تقديم تلك الادوية لهم".

صندوق تبرعات الأمراض السرطانية

وعن صندوق تبرعات الأمراض السرطانية يقول مدير مركز هيوا، "إننا اصبنا بخيبة امل عن واردات هذا الصندوق والتي تراجعت هذا العام في وقت كنا نتوقع ووفقا للمعطيات أن تزداد هذا العام بسبب زيادة الضرائب الحكومية التي فرضت على السجائر والمشروبات الكحولية".

ويبين النقشبندي أن "واردات هذا الصندوق تجبى بنسب من الضرائب والرسوم على استيراد وتصدير بعض المواد الاستهلاكية إضافة الى ما تم تخصيصه من الضرائب المرورية لهذا الصندوق الذي كنا قد سنعول عليه في ظل هذه الازمة القاهرة".

نفاذ الادوية الاساسية

وتوقع الدكتور ياد النقشبندي، أن "تنفذ الادوية الاساسية في المركز في حال بقية الازمة دون حلول ناجعة، مؤكداً أن "الحل بحاجة إلى عمل حكومي وخيري كبيرا لتجاوز الازمة والمرور بها إلى بر الأمان".

واستدرك، أننا "قد لا نستطيع توفير "المغذيات الصحية" في حال أستمرت الازمة على حالها دون حلول".

وبين الدكتور ياد مدير مركز هيوا للأمراض السرطانية أن "المركز طلب عروض تجهيز ادوية ومستلزمات طبية من بعض الصيدليات والمذاخر والشركات الدوائية الا ان تلك الجهات رفضت تقديم عروضها للمركز بسبب عدم استطاعة المركز توفير السيولة المالية لتلك الجهات، بالرغم من أن تلك الجهات لم تتدخر جهدا في توفير الادوية للمركز في الفترات الماضية لكن ثقل الديون بذمة الحكومة جعل تلك الجهات تستاء من التعامل بالآجل مع المركز بسبب الازمة المالية".

وأوضح الدكتور ياد النقشبندي أن "ميزانية المركز كانت في الاعوام السابقة قرابة (80) مليون دولار سنويا في حين كان أعداد المصابين لا يزيد عن 3 آلاف مصاب سنويا، اما الان وتحديدا هذا العام تزايدت حالات الإصابة بالامراض السرطانية حيث يصل يوميا عدد المراجعين إلى أكثر من (600) مراجع وهذا يعني أنه خلال العام سيكون العدد أكثر من 3 آلاف، مصاب وهذا يعني أن التخصيصات لن تتناسب وعدد المصابين والمراجعين لمركزنا".

وطالب النقشبندي الجهات الحكومية المعنية وكذلك الخيرين الذين لم يدخروا جهدا في تقديم الدعم المتواصل للمركز طالبهم بايجاد حلول جذرية لمشكلة تمويل المركز لما له من أهمية بالغة كون المركز يتعامل مع حالات حرجة وعدم توفر الدواء ليوم واحد لأي مصاب قد يعرض حياته للخطر"، مشيدا في الوقت نفسه بـ"جهود العاملين في المركز والجهات الخيرية والدعم للمركز خلال الفترة الماضية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon