الحناء.. صبغة للزينة والعلاج موطنها أقصى جنوبي العراق (صور)
شفق نيوز/ ما إن تدخل سوق كركوك الكبير، تنبعث مختلف روائح التوابل، ولكل منها ما يميزها، ومن ضمنها رائحة الحناء، ولعل أبرز أنواع الحناء العراقي، هو الذي يزرع في مدينة الفاو بمحافظة البصرة، وكذلك في إقليم كوردستان، فهي علامة عراقية بامتياز، ولكن رغم هذا فإن المستورد وجد موطئ قدم في السوق.
والحناء هي صبغة محضرة من نبات القناوية، المعروف أيضاً باسم شجرة الحناء، وتنفرد محافظة البصرة بزراعتها وتحديد قضاء الفاو أقصى الجنوب المطل على الخليج، حيث تكون زراعتها بصورة موسمية في أشهر آذار/ مارس، وآب/ أغسطس من كل سنة، عند اعتدال الأجواء وتكون درجات الحرارة غير مرتفعة وعندما تنمو الشجرة يتم قطف أوراقها على مدار العام.
تُزرع في الفاو وتُصنع بكوردستان
ويقول عباس العطار، أحد باعة الحناء في سوق العطارين في كركوك، لوكالة شفق نيوز، إن "نبتة الحناء تعتبر من الأشجار المهمة والتي تعطي أوراقها منتج الحناء، الذي يستخدم في طلاء الأيدي ووضعه على رؤوس النساء والرجال، ولعل العراق يزرع كميات محددة من الحناء حيث تشتهر مدينة الفاو بزراعتها وتصديرها إلى المحافظات كافة".
ويضيف أن "الحناء يستخرج من أوراق الشجرة التي تكون على جانبي الغصن الكبير لها، وتكون أشبه بشجرة الرمان، حيث يتم جني الأوراق وتجفيفها ومن ثم طحنها لتكون باودر من الحناء".
ويشير إلى أن "حناء الفاو قليلة جداً في الأسواق، وهناك تجار محددين يجلبونها لأسواق كركوك، ويصل سعر الكليو غرام الواحد منها إلى 20 دولاراً، وهذه الحناء تكون طبيعية بنسبة 100%، وكذلك توجد أصناف أخرى، ولكن حناء الفاو تعتبر رقم واحد في العرق".
ويؤكد "تتميز نبتة الحناء البصراوية بأوراقها الخضراء الجميلة وأزهارها التي تتخذ لوناً وردياً أو أبيضاً، ومن فوائدها تعزيز صحة الشعر، ومحاربة تساقطه والوقاية من قشرة الرأس وغيرها من الأمور المهمة للشعر، فضلاً عن زيادة نعومته".
حناء كوردستان
ويشير العطار، إلى أن "هناك حناء تنتج في إقليم كوردستان وتعتبر من النوعيات الجيدة وتباع بأسعار تصل إلى 10 دولارات للكيلو غرام الواحد، يتم توزيعها على الأسواق المحلية في كركوك ومدن الإقليم وكذلك إلى بغداد ومحافظات الجنوب"، مشيراً إلى أن "الحناء العراقية لها مشترين حتى من خارج البلاد".
الحناء الخليجية والإيرانية
محمد أحمد، وهو بائع حناء أيضاً في سوق كركوك، يشير إلى أن "الحناء فيها أنواع مختلفة، منها التي يتم استيرادها من دول الخليج وكذلك الحناء الإيرانية، وهذه يتم استيرادها وبيعها حسب الطلب والرغبة".
ويبيّن أحمد، لوكالة شفق نيوز، أن "سعر الكيلو غرام الواحد يتراوح بين 10 دولارات إلى 15 دولاراً، ولها ألوان متعددة كالأسود والبني وغيرها من الألوان، والنساء هن الأكثر شراء للحناء حيث يتم استهلاك كميات كبيرة منها تقدر بالأطنان، منها ما يُستخدم في الأعراس والمناسبات الخاصة والعامة".
ويتابع أن "الحناء تدخل أيضاً بفن الرسم المؤقت على الجسم كالوشم حيث تدوم لمدة تتراوح بين الأسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ويتم استخدام الحناء منذ العصور القديمة في مصر القديمة لصبغ الجلد والشعر والأظافر، وكذلك الأقمشة بما في ذلك الحرير والصوف والجلد، وتاريخياً، تم استخدام الحناء في غرب آسيا بما في ذلك شبه الجزيرة العربية".
فوائد الحناء الصحية
من جانبه، يبين المختص في الأدوية العشبية صباح خالد، لوكالة شفق نيوز، أن "نبات الحناء استخدم علاجاً في الثقافات الشرقية لآلاف السنين، واستخدم الزيت واللحاء والبذور للحصول على فوائد الحناء الطبية، لما تحتويه هذه الأجزاء من تركيز عالٍ لمواد كيميائية ومغذيات مفيدة في مقاومة الالتهابات والجراثيم والفيروسات، وأيضاً في خفض ضغط الدم، وغير ذلك الكثير من الفوائد، وهذه الفوائد يسرت قبول الحناء كعلاج عشبي على نطاق واسع في الدول الأوروبية".
ويتابع "معظم الناس يعتقدون أن الحناء تعمل على تلوين الشعر فقط، إلا أن دورها يتعدى ذلك بكثير، فهي تعمل على تقوية الشعر، والصبغة مؤقتة لا تؤثر على جذور الشعر كالأصباغ الكيميائية الأخرى، كما أنها تعمل على حماية الطبقة الخارجية من الشعرة (الكيوتكل)، مما يمنع التقصف والجفاف، ويعطي للشعر مظهراً متألقاً، وتساعد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشعر، والذين يعانون من القشرة".
ويشير إلى أن "زيت الحناء له دور في معالجة التجاعيد وآثار الشيخوخة الأخرى، هذا بالإضافة إلى دورها في تقليل آثار الندوب والنمش، كما أن خواصها المضادة للفيروسات والبكتيريا يمكن أن تحمي أكبر جهاز في الجسم وهو الجلد، لذا قد تعد مكافحة الشيخوخة واحدة من فوائد الحناء ولهذا نجد النساء والرجال يشترون الحناء لاستخداماتها المتعددة ولكونها نبته طبيعية ولها فوائد كثيرة للإنسان".