"الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون".. تقرير بريطاني: في اربيل ما يعكس أن الحياة في العراق تتغير

"الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون".. تقرير بريطاني: في اربيل ما يعكس أن الحياة في العراق تتغير
2023-07-31T17:37:07+00:00

شفق نيوز/ نشر موقع "ايفنينغ نيوز" البريطاني انطباعات لمراسلتها نيكول ووتون حول مشاهدتها تحديدا في مدينتي اربيل والسليمانية في إقليم كوردستان، بعد مرور 20 سنة على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي مشاهد غيرت وجهة نظرها إزاء ما وصفته بأنه الجانب الذي يعرفه كثيرون الآن عن العراق. 

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ انه بعد غزو العام 2003، فإن الحياة في العراق تبدو الآن مختلفة تماما، واستحضرت مشاهد من اربيل حيث تتقد شوارع المدينة بحرارة الصيف التي تصل إلى 40 درجة، ويتحتم على الناس أن يلتزموا بيوتهم، فيما يضطر من يخرج الى التحرك بسرعة. 

وتابع التقرير أنه مع حلول الغسق، فإن مدينة اربيل تتغير، إذ تمتلئ مئات الطاولات في حديقة شاسعة بأشخاص يشربون ويدخنون ويضحكون تحت وهج أضواء المدينة، مضيفا انه "بعد 20 عاما من الغزو البريطاني، هذا هو الجانب العراقي الذي لا يعرفه الكثيرون". 

وبالنسبة الى من نشأ في بريطانيا، فإن أي ذكر للعراق يأتي في سياق الحرب والنزاع، كما لفت التقرير، مضيفا أن العناوين الرئيسية تحولت لاحقا الى فظائع تنظيم داعش، ومع ذلك ظل الرابط متشابها، والذي يعني ان العراق لم يكن مكانا امنا.

وتابع قائلا إن واقع اربيل الان، في ليلة دافئة في حزيران/ يونيو 2023، صار مختلفا بشكل تام، مشيرا الى ان القيادة على الطرق العريضة فيما تصطف عليها لافتات مضيئة لمشروب "غلينفيديتش"، فوق مقاهي النرجيلة ما يعكس مشهدا حيا لدرجة انك قد تشعر بالغرابة عندما تتباطأ مع اقترابك من نقطة تفتيش لقوات البيشمركة، ما يعيد الذاكرة الى التاريخ الحديث المضطرب لهذه المنطقة.

وتناول التقرير ظاهرة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والدور الذي تقوم به منظمة "ماغ" الخيرية المتخصصة بمكافحة الألغام، للتخلص من مخلفات الحروب الدموية المتتالية، بما في ذلك الحرب الايرانية -العراقية في الثمانينيات، ثم حربي الخليج ، وحرب داعش، والتي كان لها أدوارها في تلويث أرض العراق بالألغام. 

ولفت التقرير الى كيفية اضطرار العراق الى العيش جنبا الى جنب مع ماضيه، لكنه يتضمن ايضا الأرض الجميلة والناس اللطفاء، والدولة التي صارت مختلفة تماما عن العراق الموجود في نشرات الاخبار.

واشار الى ان معظم اخطر انواع التلوث بالألغام الارضية هو في اقليم كوردستان، في منطقة الحدود مع ايران وتركيا، والتي تنتشر فيها قرى جبلية صغيرة ونائية، مضيفا أن هذه المجتمعات هي التي كثيرا ما تكون محاصرة في دوامة الفقر والخوف بسبب الالغام حيث يضطر أهلها الى الاختيار ما بين استخدام الأراضي غير الآمنة بسبب الألغام من أجل كسب العيش، أو الوقوع في الفقر.

وحول زيارة حقول الألغام هذه، ذكر التقرير أنه خلال القيادة باتجاهها تكون هناك حاجة للتوقف عبر الطرقات الهادئة والجبال المبيضة باشعة الشمس، وتناول الافطار على جانب الطريق المكون من حساء العدس أو الخبز المحشو بالجبن.

لكن التقرير اشار الى ان هذا السلام الذي تعكسه هذه الرحلات، والقرى نفسها، يتعارض بشكل تام مع الرعب القائم تحت الأرض، موضحا أنه في السليمانية، على بعد أميال قليلة من الحدود الايرانية، يتحدث امان ممرش عن خسارته لشقيقه بسبب الألغام الارضية عندما كان عمره 14 عاما، مضيفا أن ممرش شاهد عددا كبيرا من الناس الذين فقدوا سيقانهم أو عيونهم أو أذرعهم. 

وتابع التقرير؛ أنه عندما نقول للمرش كم هو بيته جميل في اطلالته على سفح الجبل، يرد قائلا  وهو يتنهد "لكنها مغطاة بالألغام الأرضية". 

هذه القصة يرددها رشيد، وهو مختار منطقة شمانكي، حيث أنه طوال 40 سنة ظل يرى عددا لا يحصى من الإصابات من حقول الألغام التي تحيط بمنزله، ويقول إنه يأمل في يوم من الايام ان يبني فندقا على الأرض. 

ونقل التقرير عن مدير الاتصالات في العراق في مجموعة "ماغ" كوردو حسن قوله وهو يشير إلى فيلا كبيرة تقع على قمة منحدرة، على بعد أمتار قليلة من أحد أشهر المواقع السياحية في المنطقة، أن "هذا المنزل كان صدام حسين". 

وختم التقرير بالقول إنه لا يوجد تاريخ يتلاشى، في غضون أيام كان بالامكان مشاهدة الدمار الناجم عن الألغام الارضية والذخائر غير المنفجرة المنتشرة كجزء من الماضي الثقيل لهذه المنطقة، كما كان بالامكان مشاهدة وتيرة الحياة اليومية التي لم تكن ممكنة هنا قبل 20 سنة. 

وخلص الى القول ان "هذا المكان تعلم ان يعيش الى جانب تاريخه وليس على الرغم منه". وتابع قائلا إن أشهر صورة لغزو 2003 تظهر مدنيين عراقيين وجنودا امريكيين يسقطون تمثال صدام حسين في بغداد، وأنه منذ ذلك الحين، اجتذب الحدث انتقادات باعتباره رمزا مبالغا فيه للنصر الأمريكي، وتذكيرا صعبا بقضايا التدخل الغربي هنا". وختم قائلا "إنها صورة مدهشة ، ولكن بعد 20 سنة، يستحق العراق أفضل من ذلك".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon