الأنبار.. أئمة المساجد في مرمى ضغوطات الانتخابات و"استغلال السلطة"

الأنبار.. أئمة المساجد في مرمى ضغوطات الانتخابات و"استغلال السلطة"
2021-09-20T17:54:21+00:00

شفق نيوز/ يشكو أئمة وخطباء وعلماء الدين في مساجد محافظة الأنبار، من الضغط الذي يمارسه عدد من المرشحين عن الأحزاب المتنفذة في المحافظة، لترويج دعايتهم الانتخابية، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة إجراؤها في العاشر من الشهر المقبل.

ويؤكد شيوخ وأئمة المساجد، بأنه رغم عدم شرعية الأمر، وإبلاغ المرشحين بذلك، كونه أمر مُحرم باتفاق كافة المذاهب الإسلامية، إلا أن العشائرية لعبت دورا كبيرا في ذلك، كون المرشحين في الأنبار، يستخدمون عامل العشائرية كورقة ضغط على أبناء عمومتهم لمساندتهم في الوصول إلى قبة البرلمان المقبل.

وفي هذا السياق، يقول الشيخ محمد الكحلي، وهو احد شيوخ مساجد محافظة الانبار لوكالة شفق نيوز، إن "الائمة والخطباء وعلماء الدين في مساجد محافظة الانبار هم ابناء عشائر، وغالبية المرشحين للانتخابات هم من ابناء عشائرهم ايضا، وقد دعا المرشحين الائمة والخطباء للوقوف بجانبهم من خلال منابر الجوامع بالترويج لهم".

وأكد الكحلي، بالقول "كان جوابنا لهذه الدعوات هو عدم السماح للمساجد بأن تسلك هذا الطريق وابعادها عن قضية الانتخابات والمساجلات السياسية، كونها وجدت للإصلاح وهداية الناس وادارة المجتمع، وليس للترويج لـ"فلان وعلّان"، بغض النظر عن اسماء المرشحين وكتلهم سواء كانت اسلامية او مدنية".

وبين الكحلي، أن "الائمة والخطباء داعمين للعملية الانتخابية وليس للمرشحين، كوننا رأينا بأن المرشحين والاحزاب تعمل وفق اجنداتها ومصالحها، أما نحن فننظر الى مصلحة السكان والبلد بصورة عامة".

واما الشيخ طلال عبد الله، فيقول، إن "الله تعالى يقول في كتابه الكريم ( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا)"، اي لا يجوز ان ندعوا عبر منابرها لا للانتخابات ولا غيرها، وانما المساجد تدعوا للصلاح والعبادة لا اكثر".

وأضاف، في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلا "الله سبحانه وتعالى امر بإنشاء المساجد للصلاة وتلاوة القرآن والدعوى للهداية، فلا يجوز الترويج للحملات الانتخابية ولا القضايا السياسية في الجوامع، فهذا حرام باتفاق كل المذاهب الإسلامية".

من جهته يقول مدير مكتب مفوضية الانتخابات في الانبار، نصرت اياد، إنه "بحسب قوانين وتوجيهات المفوضية العليا، فيمنع استغلال او استخدام دور العبادة في الدعايات الانتخابية للمرشحين".

وأكد أياد، خلال حديث له مع وكالة شفق نيوز، أن "محافظة الانبار لم تسجل حتى اللحظة اي خرق للدعاية الانتخابية في المساجد، ولم تردنا اي شكوى بخصوص استخدام المساجد الترويج للدعايات الانتخابية"، متابعاً "فيما لو وردتنا شكوى بهذا الشأن وتم التأكد منها، فيتم رفع الدعوى الى مجلس المفوضين ويتم على اثرها اتخاذ الاجراءات اللازمة".

بدوره يرى المراقب لشأن الانتخابات في محافظة الانبار، عدي أحمد، أن "كل التحالفات السياسية في الانبار تستخدم نفوذها في ترويج دعاياتهم الانتخابية باتجاه معين، حيث ان هناك بعض المرشحين المستقلين في المناطق الغربية من الانبار، يقوموا باستغلال الحشد العشائري في دعاياتهم الانتخابية".

واضاف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "مرشحي حزب تقدم بزعامة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، يستخدمون الدوائر الحكومية المرتبطة بالمحافظة لترويج دعاياتهم الانتخابية، وذلك من خلال تجرير انشطة الدوائر للمرشحين".

وتابع أحمد، بالقول "المرشحون الذين سبق وان تسنموا مناصب في الدولة، ايضا بدأوا باستخدام نفوذهم من خلال علاقاتهم السابقة، وابرز هؤلاء، هم المرشحين العسكريين".

ولفت أحمد، الى ان "ترويج الدعايات داخل دور العبادة، امر ليس بالغريب، كونها تابعة للوقف السني الذي يدير شؤونه المالية والادارية مرشح في الانتخابات ايضا، وبالتالي فان شيوخ وائمة المساجد، مجبرين على الخضوع للضغوطات، كونهم امام خيارين، اما الخضوع او الرفض، والخيار الاخير قد يعرضهم للعقوبات الادارية من ادارة الوقف".

واختتم أحمد، حديثه بالقول "هذا ان دل على شيء، فأنه يدل على ان ليس هنالك فرص متساوية للمرشحين، وهذا ما اغفلت عنه مفوضية الانتخابات، حيث كان من المفترض وضع مواد قانونية ضمن شروط الدعاية الانتخابية، تتيح للمرشحين التساوي في الدعاية الانتخابية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon