100 يوم من مباحثات الزوايا الثلاث لنيجيرفان بارزاني، فما هي رسالته؟

100 يوم من مباحثات الزوايا الثلاث لنيجيرفان بارزاني، فما هي رسالته؟
2023-04-13T10:04:02+00:00

شفق نيوز/ الهمة الاستثنائية لرئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الذي بدأ زيارة الى الفاتيكان وروما، وسبقها بزيارة توافقية في بغداد، وبلقاءات مكثفة منذ بداية العام الجديدة، تسلط الضوء على حيثيات تلك المباحثات بالنسبة للمراقبين ولكل من يعرفون "أبو إدريس" عن كثب، حيث لا يظهر كللا، ولا يحيد عن رسالته بدعواته إلى الحوار والتعايش والتفاهم، خدمة الاقليم والعراق والعالم.

ولن تكون زيارة نيجيرفان بارزاني الفاتيكانية-الايطالية بعيدة عن هذه المبادئ التي تحكم حركته بالزوايا الثلاث، بين الشأن الداخلي في الاقليم، او المشكلات التي تنشأ في العلاقة مع بغداد والذي مثلا جعل رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يشيد في كلمة له السبت الماضي، برئيس الإقليم "لما قدمه من جهد لتمتين العلاقات بين بغداد واربيل ومواجهة كل المعوقات وتخطيها"، في اشارة واضحة الى الانفراج الذي حصل فيما يتعلق بملف النفط والغاز، أو المباحثات الخاصة بالشأن الإقليمي والدولي.

وبالتأكيد، فإن أبواب الفاتيكان مفتوحة لشخصية كنيجيرفان بارزاني الذي كان استقبل البابا فرانسيس في اذار/مارس العام 2021 عندما قام بزيارته التاريخية الى بغداد بالاضافة الى اربيل، التي قال خلالها ان "صبركم هو ما جعلني احج الى العراق". وكان بارزاني زار الفاتيكان ايضا في كانون الثاني/يناير العام 2018 عندما كان رئيسا لحكومة الاقليم.

والى جانب الروابط السياسية والامنية الخاصة التي تربط روما واربيل، فان قضية الوجود المسيحي في العراق والاقليم ستكون ضمن محادثات بارزاني في الفاتيكان، اذ يدرك بارزاني الدور المهم الذي يؤديه مسيحيو الاقليم باعتبار انهم مكون رئيسي ودورهم بارز في خدمة وبناء وتطوير كوردستان. وكان سفير الفاتيكان في العراق ميتيا ليسكوفار شكر بارزاني واقليم كوردستان خلال لقائهما الاول في نيسان/ابريل 2021، على فتح الأبواب للنازحين المسيحيين مع باقي النازحين من العراق، مشيدا بثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر في الاقليم.

وفي بغداد التي كان لنيجيرفان بارزاني لقاءات فيها مع الرئاسات الاربع، اظهر بارزاني التزامه ايضا بمد الجسور والتلاقي، حيث شارك في مراسم الذكرى 42 لتأسيس منظمة بدر"، وعقد اجتماعات مع السوداني ورئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.

واغتنم بارزاني اطلالته العراقية، ليوجه دعوته الى زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر من اجل "البدء بحوار جديد ومتعدد الاطراف مع جميع القوى السياسية من اجل تثبيت النظام السياسي في العراق وتقوية الحركة الاصلاحية، وايجاد حل سياسي داخل العراق".

ويعكس بارزاني قناعاته بإعلانه امام الحضور في ذكرى تأسيس "منظمة بدر"، بقوله "يكون العراق مستقراً ومنتصراً عندما يجد الشيعة والسنة والكورد والمسيحيون والتركمان وسائر المكونات، أنفسهم شركاء ومنتصرين فيه. العراق التنوعي هو الذي ينتصر".

ويتابع فيما ينسجم مع مواقفه وتحركاته داخليا وخارجيا، ان "الحل العراقي هو خير الحلول.. وهو يعزز سيادة وانتصار العراق، ويقوي ثقة الشعب بالسلطة، ويوطد الثقة بين مكونات العراق".

بذل نيجيرفان بارزاني الكثير على من الجهد على خط أربيل-بغداد خلال السنوات الماضية، سواء بصفته رئيس الاقليم او كرئيس للوزراء، واشادة السوداني كانت في هذا السياق، مثلما كان يسخر الكثير من الجهود والحراك تجاه حكومة مصطفى الكاظمي من قبل.

ويلاقي بارزاني في حركته ورؤيته هذه مساندة امريكية عبرت عنها السفير الامريكية إلينا رومانوسكي التي عبرت له في 9 نيسان/أبريل الحالي، بعد زيارته الى بغداد، عن اهتمام الولايات المتحدة بحوار اربيل – بغداد وحل مشاكلهما، وكذلك أكدت على دعم امريكا للعراق واقليم كوردستان.

واسهم نيجيرفان بارزاني في نزع فتيل ازمة توتر داخل الاقليم ايضا ودفع باتجاه تعزيز شعور ناخبي الاقليم بقدرتهم على اختيار ممثليهم المنتخبين والمشاركة في معالجة التحديات، عندما اصدر مرسوما اقليميا حدد فيه يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية في الاقليم، والتي تأخرت لسنوات عديدة، وهي خطوة اتخذها بعدما "قامت رئاسة الاقليم باجراء زيارات الى جميع الاطراف السياسية".

كما تصرفت رئاسة الاقليم بحكمة واتزان عندما اصدرت بيانا ندد بالقصف الذي تعرض له مطار السليمانية، وفي الوقت نفسه اعربت عن القلق إزاء التوترات التي أعقبت الحادث بين حكومة الإقليم وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني.

يختصر هذا الحراك والمواقف الكثير من رؤى نيجيرفان بارزاني والتي يوازيها ايضا بحركته وعلاقاته الخارجية، مثلما فعل في اذار/مارس الماضي، عندما لبى دعوة من رئيس الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، لزيارة ابوظبي، تتويجا لسنوات من التقارب والمصالح الاقتصادية والسياسية، والعلاقة الشخصية التي اقامها مع قادة الامارات، وحولها الى ثقل يصب في صالح وزن اقليم كوردستان ودوره في المنطقة، فيما لا تخفي ابوظبي تقديرها لدور بارزاني ورمزيته كرجل حوار وسلام واعمار، في هذا المحيط الاقليمي الذي شهد توترا طوال سنوات.

في الفاتيكان يؤكد على التعايش بين كل المكونات، وتجده في بغداد يطلق دعوة الى المصالحات والحفاظ على الارث المشترك في النضال ضد الديكتاتورية، ثم تراه يهنئ الكلدانيين والآشوريين والسريان بمناسبة رأس السنة البابلية الآشورية وعيد أكيتو، ثم تراه يبادر باتجاه حتى المختلفين معه ايديولوجيا، كتهنئته للحزبين الشيوعي والكوردستاني بذكرى تأسيسهما قائلا "ننظر باحترام وتقدير الى نضالهما". وخلال المؤتمر ال14 للحزب الديمقراطي الكوردستاني في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يعلن عن اطلاق حوار حقيقي مع القوى والاحزاب الكوردستانية.

وفي غمرة هذه الاهتمامات الداخلية الكثيفة، تجد نيجيرفان بارزاني مستقبلا وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن الذي حرص على المجيء الى اربيل للقائه، في اطار زيارته الى العراق، للتأكيد على الشراكة الامريكية.

ويستقبل ايضا وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك في اربيل، والتي اكدت على دعم بلادها للعراق واقليم كوردستان حيث ان برلين جددت التزام المانيا العسكري بالتواجد في الاقليم في اطار مساعدة قوات البيشمركة في مواجهة التحديات والارهاب، وذلك بعد ان كان اجرى محادثات مع ضيف استثنائي اخر هو الامين العام للام المتحدة انطونيو غوتيريش الذي قايم بزيارة الى اربيل في بداية اذار/مارس، الذي عمد الى ملاقاة نيجيرفان بارزاني بموقفه الثابت الداعي الى الحوار والتلاقي مع بغداد، حيث حث المسؤول الاممي حكومتي بغداد واربيل "للانتقال من الإدارة المستمرة للأزمات إلى ترتيب أكثر قوة واستدامة، هو أكثر طريق مضمون للسلام والازدهار للعراقيين جميعاً".

خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الامني في شباط/فبراير الماضي، كان جدول لقاءات واعمال بارزاني حافلا حيث اجرى خلال 3 ايام، محادثات مكثفة مع كبار المسؤولين السياسيين وممثلي الدول، بما في ذلك وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، واعضاء في الكونجرس الامريكي بينهم السيناتور البارز ليندزي غراهام، بالاضافة الى رئيس جمهورية أذربيجان، ورؤساء وزراء بولندا وأرمينيا، وزراء خارجية من إيطاليا والفاتيكان والنرويج وقطر والكويت والأردن، ورئيسة المفوضية الأوروبية، نائب الرئيس مسؤول الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للمفوضية الأوروبية، ومساعدة وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي، ووزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي والتنمية، ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني ووفد برلماني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، وعدد آخر من الشخصيات والحاضرين في المؤتمر.

الموقع الرسمي لرئاسة الاقليم، يقول ان "الركن الأساس في سياسة نيجيرفان بارزانى الخارجية، يقوم على تعزيز السلم والاستقرار في المنطقة، إلى جانب الاهتمام بالتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الحرب والإرهاب، وفي ترسيخ السلم. وقد أدت هذه السياسة إلى قيام أكثر من 30 دولة بفتح ممثليات رسمية لها في إقليم كوردستان".

يقول مراقبون ان بصمات نيجيرفان بارزاني حاضرة بقوة في كل ما تحقق، وانه ماض بثقة في صناعة المزيد من اجل هذا المستقبل للاقليم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon