"هدوء" الفصائل العراقية في حرب الـ12 يوماً.. ترقب أم حماية لمصالحها؟
شفق
نيوز – واشنطن
بينت
صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية أنه من مكان في العالم العربي تتواجد
فيه مصالح للولايات المتحدة وإيران معا، مثل العراق، حيث للأولى آلاف الجنود في
قواعد عسكرية، والثانية تتواجد من خلال القوى السياسية والمسلحة المدعومة منها،
ومع ذلك فان هذه الجماعات المسلحة التزمت بـ"هدوء لافت للنظر" ولم تنخرط
في الانتقام ضد الهجمات الامريكية على إيران.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في خبر ترجمته وكالة
شفق نيوز، إن هذه القوى والجماعات العراقية سبق لها وأن تأثرت بالصراعات السابقة
على النفوذ في العراق بين الولايات المتحدة وإيران، لكنها الان كانت حذرة اكثر من
التورط في الصراعات الخارجية واكثر استقلالية عن الداعمين الخارجيين، مذكرا بأن
الميليشيات المرتبطة بايران اصبحت لاعبا اساسيا في الحكومة العراقية، وتكسب مليارات
الدولارات من خزينة الدولة، وتشرف على شبكات اعمال واسعة، ولها نفوذ اكبر من أي
وقت مضى، في حين يقول محللون ان هناك الكثير على المحك في حال أصبحت هذه الجماعات هدفا.
ونقل التقرير عن الباحثة في "مجموعة الأزمات"
لهيب هيجل قولها، إن "هذه الجماعات اصبت منخرطة في الدولة العراقية بشكل قوى
بشكل او بآخر، سواء من خلال الصفقات التجارية او من خلال السياسة، فلماذا يتخلون
عن ذلك؟"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "التوتر يمكن في حال تصاعد فان
هذه الجماعات قد تلجأ الى العنف، الا انها ستبقى هادئة بقدر ما تستطيع".
ونقلا عن خبراء، بين التقرير، أن "الجماعات المسلحة
العراقية استخلصت، وعلى العكس من حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، دروس
المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة بعدما قتل القيادي البارز ابو مهدي المهندس
بالغارة التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في بغداد قبل 5
سنوات، مما أجبر قادة كبار آخرين على الاختباء بينما تبادلت ايران والولايات المتحدة اطلاق
الصواريخ الباليستية والغارات الجوية على الاراضي العراقية"، مشيرا الى أن "الميليشيات
العراقية تحولت لاحقا من ارتباطها بالكامل بايران، الى جماعات اكثر استقلالية".
ونقل التقرير عن الباحث في معهد "مؤسسة
القرن" الأميركي سجاد جياد، قوله إن "اغتيال سليماني والمهندس أدى الى إزالة
نفوذ قوي كانت ايران تتمتع به على العديد من هذه الجماعات، حيث ان غياب شخصية الأب
الروحي، كان يعني أن هذه الجماعات رسمت مسيرها الخاص".
وبعدما لفت التقرير الى البيان المخفف لكتائب حزب
الله، والذي انتقد فيه عبور القاذفات الامريكية اجواء العراق لضرب المنشآت النووية
الايرانية، حيث أكدت هيجل، أن "رد فعل الجماعات المسلحة المعتدل يعكس رغبتها
في تجنب الانجرار الى صراعٍ كالذي ادى إلى تحطيم حزب الله اللبناني"، موضحة
"انهم لا يريدون مواجهة المصير ذاته، وانه مهما بلغ دعمهم لايران في الخطابات،
فقد شاهدنا التصدعات والتي بدأت بالفعل بعد مقتل سليماني، لكنها تسارعت بشكل ملحوظ
بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر في اسرائيل".
لكن التقرير نقل عن مسؤول عراقي بارز لم يحدد
هويته، قوله إن "إيران تستفيد ايضا من الهدوء في جوارها"، موضحا أن
"العراق بقي بمنأى عن الصراع، ويعود ذلك اساسا الى رغبة إيران في ابقاء الوضع
على هذا الشكل، فهم يدركون ان استقرار العراق شديد الاهمية لأمنهم القومي، ولوضعهم
الاقتصادي ايضا".
وبعدما
لفت التقرير إلى أن العراق اصبح بمثابة الرئة الحيوية للوصول الى الاقتصاد
العالمي، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على طهران، نقل عن جياد قوله، إنه "من
المرجح بقاء الجماعات المسلحة الموالية لايران على الحياد في الوقت الحالي"،
موضحا أن الإيرانيين "ربما يرون ذلك خيارا لاستخدامه لاحقا، واعتقد ان الايرانيين
لا يحاولون استخدام جميع اوراقهم دفعة واحدة".
وفي
السياق نفسه، قال المسؤول العراقي البارز، كما نقل عنه التقرير، إن "هذه
الجماعات هي آخر اوراق ايران".
ونقل التقرير عن مسؤول في جماعة عصائب أهل الحق
المرتبطة بإيران، والتي تتمتع بدور في الحكومة العراقية، قوله إن الفصائل المسلحة
لا تزال متأهبة "في ترقب حذر"، موضحا "لا نرغب في الانجرار الى
الحرب، مع ان فصائل المقاومة مستعدة للرد... لكن هذا سيعتمد على مسار الاحداث
وتداعياتها على بلدنا".