"هددهم بأموالهم".. سافايا يتلقى نصائح بنقاط ضعف ساسة العراق
شفق نيوز- ترجمة خاصة
قدم موقع "ميدل إيست مونيتور"، نصيحة للمبعوث الأميركي الخاص إلى العراق مارك سافايا، إذا أراد النجاح في مهمته العراقية والنجاة مما أسماه التقرير بـ"مسرح الأوهام" المتمثل ببغداد، فعليه التدقيق فيمن يكسبون الأموال.
وبعدما أشار الموقع الذي يتخذ من لندن مقرا له، إلى أن سافايا جاء إلى منصبه كمكافأة على ولائه، وليس من خلال تصلب عوده من أحداث الشرق الأوسط وحساباتها، لفت إلى أنه يأتي إلى عرين الذئاب وهو مسلح بابتسامة وبيد ممدودة، لكن تجربته ضحلة ويتمثل تفويضه بتفكيك قوات الحشد الشعبي، وقطع حبل الولاء المتين الذي يربط بغداد بطهران، لانتزاع العراق مجددا إلى ضوء الشمس من ظلام إيران.
وقال التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إن سافايا سيسير عبر متاهة من الخداع، حيث كل باب أمامه هو فخ، مضيفا أن القادة الذين سيتعامل معهم تغلبوا على الديكتاتوريات والغزوات والانقلابات والعقوبات والثورات والحروب، ودفنوا أعدائهم، وهم يتحدثون بتحايل وسيضللونه بإغراقه بتفاصيل غير مهمة، مشيراً إلى أنهم ماهرون في التمويه وأن تهذيبهم مجرد سيف مغطى الحرير، وأنه سيتحتم عليه تحديد القوى التوأم التي تقف وراء أفعالهم لفهمها.
وتابع التقرير قائلاً: "هؤلاء ليسوا وطنيين، بل حاشية للجشع، وهم لا يعبدون الايديولوجية، وإنما يعبدون القوة، وهم لا يتمسكون بالإيمان، وإنما يتمسكون بالثروة، وهم ليسوا وزراء وبرلمانيين، وإنما هم زعماء رابطة يرتدون ملابس حكومية، وهم يقودون مجموعات الميليشيات، ويأمرون بالخطف، وهم يكممون أفواه الصحفيين"، مضيفا انهم "نهبوا العراق منذ عام 2003، ويقتاتون على أسد جريح مثل الضباع".
وقال التقرير إنه على غرار كل المجرمين، فإنهم "ارتكبوا خطأ رئيسيا واحدا: لقد تركوا أثرا ماليا".
وأوضح التقرير أن ثرواتهم ليست في بغداد، وإنما يتم إخفاء أموالهم في خزائن في سويسرا، وفي البنوك الايرانية، وفي الشركات المخفية، وفي الحسابات الخارجية، وفي العقارات في أوروبا وأميركا الشمالية، وداخل الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن فضيحة "وثائق بنما" ساهمت في رفع الستار وفي تتبع مكتب الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأميركية لها.
ودعا التقرير سافايا الى استخدام سلاح "قوة الخوف" ضد هؤلاء لأنهم يخشون من الفقر والإفلاس وليس من القوات والقنابل، وذلك إذا أراد لمهمته ان تنجح.
ورسم التقرير هذا المشهد المقترح وهو يتوجه إلى سافايا قائلاً: "أجلس أمامهم، وابتسم بدبلوماسية، وقدم لهم وثيقة تمنح حكومة الولايات المتحدة سلطة قانونية كاملة للتحقيق في أي أصل أو حساب أو استثمار في أسمائهم أو أسماء أطفالهم أو أسماء الدائرة المحيطة بهم، وتتبعها والاستيلاء عليها". وأضاف قائلاً: "أبلغهم أن هذه الوثيقة لا تعني شيئا إذا كانوا أبرياء حقا، وشاهد أيديهم ترتجف، وشاهد اقنعتهم تنكسر، ومن هو صادق سيوقع. لكن الفاسدين سيماطلون، وسينفجرون غضبا من الانتهاك المفاجي لسيادتهم على مكاسبهم غير المشروعة".
وأضاف أن "هؤلاء الرجال لا تحركهم الكرامة او المعتقد. الرهبة من فقدان كل ما سرقوا، هو ما يحركهم".
وذكر التقرير أن "المال هو واحد فقط من أسلحتهم، فسلاحهم الثاني هو الخداع، فهم خبراء في الابتسامة والعناق والمخططات، وهم من جماعة الوعد والخيانة، وهم يطبقون التقية"، مشيراً إلى أن هذا لا يمثل اللاهوت ولا العلوم، وإنما هو "فن مقدس للكذب" وكل مصافحة لا قيمة لها.
وتابع التقرير بالقول: "سوف يعرقلونه، ويخنقونه بالتأخير إلى أن يتعب ويهزم"، مضيفاً انه "يجب ان نتذكر أن المأساة العراقية لم تنشأ فقط في حالة من الفوضى، وإنما نشأت في التعاون بين الأجانب الساخرين والعراقيين الانتهازيين، وبين القوة الخارجية والخيانة الداخلية".
واعتبر التقرير أن سافايا لم يوفد للتعامل مع كيان ديمقراطي، وإنما مع سوق، حيث الولاء سلعة، حيث يمكن بيع التحالف بالمزاد العلني، ويمكن فيه تزوير الوطنية"، مضيفا أنه "إذا كان سافايا يرغب في تفكيك الحشد الشعبي، وإذا كان يرغب في تدمير قبضة طهران، فإنه يجب عليه تسخير الشيء الوحيد الذي يخشاه هؤلاء الرجال، وهم المال، وليس الحقيقة، وليست المبادئ، وليست العدالة".
وختم التقرير متوجها إلى سافايا بالقول "اتبع المال. استول عليه. هدد، واستخدمه، وعندها فقط سوف ينحنون. عندها فقط يستسلمون. عندها فقط سترتجف إمبراطورية اللصوص". وتابع قائلاً "اتبع المال، ولا تتوقف ابدا إلى أن ينهار عالمهم".