نيجيرفان بارزاني يتوسط بين أنقرة و"قسد".. لا فيدرالية ولا مركزية كحل لسوريا
شفق نيوز- ترجمة خاصة
كشفت تقارير غربية، عن الدور الحاسم الذي يؤديه رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، في إيجاد "حل وسط" يتعلق بوضع الكورد السوريين، من خلال مباحثات كبرى بين حكومة أحمد الشرع المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وتناول موقع "المونيتور" الأمريكي الدور الذي يؤديه الرئيس نيجيرفان بارزاني في الوساطة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبين قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي كوباني.
وبحسب التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن الاجتماع الذي عقد في 19 يوليو/تموز في عمان بين المبعوث الأمريكي توم براك ومظلوم عبدي، كان افضل بكثير من لقائهما الأول قبل 10 أيام في دمشق، مشيراً إلى أن موقف الكورد يعزز بعد العنف الطائفي الذي اجتاح محافظة السويداء.
كما نقل التقرير عن مصدر قوله إن "براك كان أكثر لطفاً، وانكسر الجليد بينهما".
وأضاف أن الرئيس نيجيرفان بارزاني، "يؤدي دوراً حاسماً في دعم الكورد السوريين، خاصة من خلال علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تربطه به علاقات قوية"، مبيناً أن نيجيرفان بارزاني، ساهم في تليين موقف أنقرة تجاه "قسد" حيث أوقفت تركيا منذ كانون الثاني/يناير الماضي هجماتها على "قسد"، في ظل سعيها لتحقيق السلام مع حزب العمال الكوردستاني.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الرئيس بارزاني يحاول اقناع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن رؤية الرئيس السوري احمد الشرع، لدولة مركزية ليست واقعية في بلد متنوع عرقياً وطائفياً كسوريا، لافتاً إلى أن الرئيس بارزاني يسعى إلى تسويق صيغة "لا هي فيدرالية، ولا مركزية"، كحل وسط.
ويتحدث التقرير: "يجري التخطيط لعقد اجتماع لاحق بعد اجتماع براك وعبدي، من المحتمل أن يكون في باريس، وقد يشارك فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وذلك بهدف الإعلان عن تقدم ملموس في دمج (قسد)، والمؤسسات المدنية الكوردية في الحكومة المركزية، في إطار جهود تقودها الولايات المتحدة لدعم الشرع في سيطرته الكاملة على البلد".
كما نقل التقرير عن مصادر قولها إن "الكورد اصبحوا الآن في موقف تفاوضي أكثر قوة، بسبب احداث السويداء، تماما مثلما كانوا في مارس/اذار، عندما واجه الشرع، أول ازمة كبرى منذ توليه السلطة، حيث قتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من المدنيين العلويين، عندما هاجم مسلحون من السنة المناطق الساحلية السورية".
وأوضح التقرير، أن الشرع التقى بشكل سريع مع مظلوم عبدي، في 10 مارس/آذار بعد ظل طوال شهور يتجنبه، ووقع معه وثيقة عمل لتوحيد الإدارة الذاتية الكوردية وقوات سوريا الديمقراطية مع دمشق، إلا أن القليل من التقدم تحقق منذ ذلك الوقت.
وفي الوقت نفسه، قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن الولايات المتحدة وتركيا منحتا "قسد" مهلة 30 يوماً لاستكمال عملية الاندماج مع الحكومة السورية، والتوقف عن المماطلة خلال هذه المهلة.
ووفقاً التقرير، فإن "قسد" وجماعات كوردية أخرى تطالب بإدارة ذاتية، ورفضت الاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع السورية، مصرة على الاحتفاظ بقيادة عسكرية وهيكل تنظيمي منفصلين داخل الجيش السوري، مؤكداً أن صبر الامريكيين والاتراك بدأ ينفد.
وأضاف أن حكومة دمشق ليست مهتمة بدمج وحدات النساء التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، والمعروفة باسم وحدات حماية المراة "يو بي جي" والتي توصف بأنها فرع من حزب العمال الكوردستاني في صفوفها.
من جانبه، قال أوضح توماس باراك، السفير الامريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص الى سوريا، في عدة مقابلات إن "واشنطن تعارض مثل هذه المطالب وتؤيد سوريا موحدة بامة واحدة وجيش واحد ودولة واحدة".
وبعدما أشار التقرير، إلى محادثات جرت في وقت سابق من الشهر الجاري، جمعت "قسد" مع مسؤولين في الحكومة السورية، بالاضافة الى ممثلين أمريكيين وفرنسيين، ولم تسفر عن أي تقدم يذكر.
وفي نفس السياق، قال توم براك قوله بعد الاجتماع، إنه "سنجمعكم معاً، وسنقوم بالتحكيم، وسنتوسط، وسنساعد، لكننا لن نبقى هنا"، مستطرداً بالقول: "اذا لم تتفقوا، فلا تتفقوا، لكننا لن نبقى هنا الى الابد كحاضنين ووسطاء".
وبحسب التقرير، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، والتي اشعلت اشتباكات السويداء بين البدو والدروز، أدت إلى تصعيد التوترات في أنقرة حيث تخشى مصادر حكومية تركية من أن يشجع التدخل الاسرائيلي قوات "قسد" على التمسك بمطالبها بالحكم الذاتي، خصوصاً أن دمشق تبدو عاجزة عن تسوية النزاع وتواجه في الوقت نفسه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الاقلية الدرزية.
وسبق أن قال الرئيس التركي، قبل أيام إن "موقف الشرع الحازم حول السويداء ينبغي أن يكون بمثابة رسالة واضحة لقوات قسد بأنه لن يكون هناك أي تنازل في محادثات نزع سلاح الفصائل والقوى الكوردية".
وبحسب التقرير، فإنه خلال اجتماع الأسبوع الماضي، طلب المسؤولون الأتراك من "وحدات حماية الشعب" الكوردية تقديم معلومات عن شبكات الإنفاق على طول الحدود التركية ومستودعات الأسلحة في المناطق المدنية.
اما "المونيتور" فقد أشار إلى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي شارك في اجتماع 9 يوليو/تموز، حدد نهاية شهر يوليو/تموز كموعد نهائي لانسحاب قوات "قسد" من المناطق الخاضعة لسيطرتها في دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق.
وأوضح التقرير، أن مظلوم عبدي رفض هذا الطلب، وانتهى الاجتماع بشكل مأساوي، حيث تحدثت التقارير عن انسحاب براك من الاجتماع.
إلى ذلك، نقل التقرير عن أحد المصادر قولها إن "أزمة السويداء منحت مظلوم عبدي كوباني، بعض الوقت"، مضيفاً أنه "لا أحد يستطيع المراهنة على بقاء الشرع، ونظامه على المدى المتوسط، أو على أي تطورات كبيرة، لذلك لا يريد مظلوم كوباني أن يتم ترك شعبه بلا حماية بعد أن يسلموا أسلحتهم الى دمشق".