موقع إسترالي: الانتخابات العراقية تحولت إلى طقس ورقصة تفتقر للقناعة
شفق نيوز- ترجمة خاصة
سلط موقع إسترالي الضوء على التحديات التي تواجه
النظام الديمقراطي في العراق، عبر محاولة انقاذ النظام، الذي وصفه بانه تحول إلى "مجرد
رقصة تفتقر الى القناعة والايمان"، وذلك من خلال الاصلاحات الجوهرية
والمحاسبة والحد من النظام الاقتصادي الزبائني، لاستعادة العراقيين ثقتهم بدولتهم،
والخروج مما اسماها بـ"العجز المكتسب".
وقال موقع "ذا كونفرزيشن" الاسترالي،
في تقرير له، وترجمته وكالة شفق نيوز، إن الانتخابات التي لم تفض الى فوز أي من
الكتل باغلبية حاكمة داخل البلاد، فإن الحكومة المقبلة، ستشكل مثلما جرت العادة
منذ سقوط صدام حسين العام 2003، من خلال مساومات نخبوية بدلا من تفويض واضح من
الناخبين، معتبرا ان الانتخابات العراقية تحولت الى طقس للاستمرارية بدلا من ان
تكون وسيلة للتغيير.
وفي حين لفت التقرير الى ما يبدو انه ارتفاع في
نسبة مشاركة الناخبين في التصويت، اعتبر ان كل الانتخابات التي جرت خلال العقدين
الماضيين، اعادت تدوير نفس الوجوه النخبوية، والصفقات الطائفية، وشبكات المحسوبية،
مضيفا ان معظم العراقيين يشعرون ان التصويت لم يعد يشعرهم بالانخراط، وانما
بالاداء فقط.
ورأى التقرير ان المشهد الانتخابي العراقي يمثل
جزئيا عملية تبادل بسيطة من خلال وظائف مقابل اصوات، مشيرا الى ان الاقتصاد القائم
على النفط، يمول رواتب موظفي القطاع العام المقدرين بنحو 4 ملايين موظف، مما يجعل
الدولة المصدر الرئيسي للدخل.
وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير ان هناك 3.1 مليون
متقاعد، وحوالي 1.5 مليون اسرة تتقاضى رواتب شهرية من برامج الحماية الاجتماعية،
مضيفا انه بناء على ذلك، فان الاصوات الـ 12 مليون التي أدلي بها في انتخابات 2025
تمثل قوة عاملة يعتمد دخلها او استقرارها الاسري بشكل كبير على رواتب الحكومة.
وتابع التقرير انه في ظل مثل هذا النظام، فان الحدود
بين الناخب والموظف، تتبدد مما يجعل الاقتراع بمثابة آلية للاخضاع، مشيرا ايضا الى
ان موظفي القطاع العام يدركون ان الرواتب والترقيات غالبا ما تعتمد على الانتماء
الحزبي، مذكرا بان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، عبر عن ذلك بوضوح خلال
مقابلة مؤخرا وصف فيها الانتخابات بانها اصبحت عملية "شراء اصوات".
وبعدما ذكر التقرير باحتجاجات العام 2019 والتي
جرى قمعها، واغتيال المرشح صفاء المشهداني مؤخرا، قال انه بالنسبة الى العديد من
العراقيين بانه برغم استمرار العمليات الانتخابية، فإن الايمان قد تبدد، مضيفا ان
"ديمقراطية العراق باقية كرقصة، يجري الحفاظ عليها من اجل الشرعية، لكنها
تفتقر الى القناعة".
وخلص التقرير الاسترالي الى القول ان الانتخابات
الاخيرة، تكشف عن أزمة اعمق من مجرد خيبة امل، موضحا أن "مشكلة العراق تكمن
في الاعتقاد الراسخ بان لا شيء سيتغير ابدا، وهو ما يطلق عليه علماء النفس اسم
العجز المكتسب، حيث تعلم خيبة الامل المتكررة الناس، ان افعالهم لا تشكل فرقا".
ولهذا، دعا التقرير الى اصلاحات جوهرية من اجل كسر
هذه الحلقة المفرغة، وذلك من خلال تقليل اعتماد العراق على عائدات النفط وتقليص
القطاع العام القائم على الزبائنية، ومن خلال اقتصاد حرة حقيقي اكثر من اي وقت مضى،
بينما سحتاج العراق على الصعيد السياسي الى مبدأ المحاسبة لمساءلة اصحاب السلطة
العليا، معتبرا انه الى حين القيام بهذه التغييرات، فان الانتخابات العراقية ستبقى
بمثابة "رقصة ديمقراطية.. ومجرد طقوس فارغة، حيث سيظل النفط يتدفق، والرواتب
سيتم دفعها، والاصوات سيجري احتسابها".