مزج بين الأسلوب العراقي و"الهندي المخفف".. "قصري" نسيم يهبّ بين رياح قصر شيرين

مزج بين الأسلوب العراقي و"الهندي المخفف".. "قصري" نسيم يهبّ بين رياح قصر شيرين
2025-11-15T21:00:34+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة

يعد كيومرث عباسي قصري، واحدا من أبرز أصوات الشعر في قصر شيرين بمحافظة كرمانشاه الكوردية في إيران، ورغم مضي سنوات على رحيله، لكن أثره ما زال يتردد بين محبيه ووسط البيئة الثقافية التي احتفت به طوال حياته.

وبحسب تقرير لوكالة فارس الإيرانية، وترجمته شفق نيوز، وُلد عباسي المعروف بلقبه "قصري" عام 1941 في قصر شيرين. نشأ في أسرة تهتم بالأدب، وكان منزل والده ملتقى لدواوين الشعر وقراءات حافظ، ما شكّل جوهر البيئة التي صقلت ذائقته الشعرية منذ طفولته.

أنهى دراسته الثانوية في مسقط رأسه، قبل أن يتجه إلى طهران ليلتحق بجامعة العلوم القضائية ويحصل على شهادة البكالوريوس. ورغم حضوره البارز في الشعر، لم يقتصر عطاؤه على الجانب الثقافي، إذ أمضى سنوات في الخدمة العامة وتولى إدارة قسم المرور في كرمانشاه، ثم تقاعد برتبة عقيد ليستقر لاحقاً في العاصمة طهران.

ولم تكن لغته الشعرية محصورة بلسان واحد؛ فقد كتب «قصري» بالكوردية والفارسية معاً. وأصدر عدة مجموعات كوردية مثل: حسن ختام (حسن الختام)، زمزمة نار و ني (همس النار والقصب)، وشيرين شاره‌گه‌ی قصر (مدينة قصر شيرين الجميلة). كما نُشرت له أعمال شعرية فارسية بينها آیه‌های زمینی (آيات أرضية)، قناری در قفس (كناري في القفص)، وگزیده ادبیات معاصر (مختارات من الأدب المعاصر).

النقاد وصفوا أسلوبه بأنه يمزج بين «الأسلوب العراقي» و«الأسلوب الهندي المخفف»، لغة محمّلة بالعاطفة، قريبة من الناس، وبسيطة في ظاهرها لكنها عميقة الإيحاء. أما على المستوى الإنساني، فكان مثالاً للتواضع والهدوء والصدق، وهي صفات ظلّت تنعكس في حضوره وشعره.

رحل كيومرث عباسي قصري عام 2022 عن عمر 81 عاماً بسبب الشيخوخة والمرض في طهران. وأقيمت مراسم تشييعه في دائرة الفنون بالعاصمة، وسط حضور لافت لشعراء ومثقفين اعتبروا فقدانه خسارة للأدب الإيراني المعاصر.

وتوصف تجربة «قصري» بأنها جسر بين الشعر الكوردي والفارسي، جسر يربط الهوية المحلية لقصر شيرين بامتداد الثقافة الوطنية الأوسع. حملت قصائده رسائل إنسانية عن الحب والصمود والانتماء، بلغته السهلة العميقة التي لامست جمهوراً واسعاً.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon