أطباء بلا حدود تحيي الأمل في الموصل بـ"شريان حياة" في مجتمع "محروم"

أطباء بلا حدود تحيي الأمل في الموصل بـ"شريان حياة" في مجتمع "محروم"
2025-08-18T20:58:25+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة

سلطت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الضوء على الدور الذي تؤديه كشريان حياة ضروري لسد فجوات الحاجات الطبية والصحية التي يعانيها آلاف العراقيين في منطقة "العبور" بالقرب من مدينة الموصل.

وبحسب تقرير للمنظمة الدولية على موقعها الإلكتروني، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن "العبور" هي منطقة مهملة ومكتظة، حيث يقطنها نحو 30 ألف شخص، بالقرب من الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، وهي تعاني منذ سنوات من ضعف الخدمات العامة والناس فيها أكثر ضعفاً وعرضة للأمراض والظروف الصحية الأخرى.

وتابع التقرير أن فرق أطباء بلا حدود توفر الرعاية الصحية في مركز العبور الصحي منذ العام 2023، وهو مركز تحول إلى شريان الحياة لسكان المنطقة.

ونقل التقرير عن المريضة بشاير أحمد، قولها "لقد كنا نأتي إلى هنا منذ عامين من أجل الصحة النفسية وتنظيم الأسرة.. وزوجي يعاني من إصابة في الحبل الشوكي وليس بامكانه العمل، والخدمات هنا مجانية"، مضيفة أن "جيراني أخبروني عن المركز، ونحن نأتي إلى هنا مشياً على الأقدام لمدة نصف ساعة".

ولفت التقرير إلى أن المركز الصحي يساعد على سد الفجوات الحيوية من خلال تقديم الرعاية الأساسية للعائلات حيث أنه بالنسبة للعديد من الناس في المنطقة، فإن المركز يمثل أحد الأماكن القليلة التي يمكنهم الحصول على الرعاية الضرورية بدون قيود مالية.

وتابع التقرير، إنه بالإضافة إلى الحصول على الرعاية الصحية، فإن سكان منطقة العبور يواجهون التحديات اليومية المتمثلة بالتلوث والقدرة المحدودة على التنقل، وتداعيات غياب الخدمات العامة.

وبحسب بشاير أحمد، كما نقل التقرير، فإنه "لا توجد عيادات أو مدارس، والأطفال يسيرون مسافات طويلة لحضور دروسهم، والمياه تأتي كل خمسة أيام، وشاهدنا حالات الجرب تنتشر بسرعة لأنه لا يوجد صرف صحي". 

ونقل التقرير عن المشرفة في المركز إسراء الحسن قولها إنه "قبل تدخل منظمة أطباء بلا حدود، فإن العديد من السكان كانوا يكافحون من أجل الحصول على الرعاية الصحية بسبب المسافة ونقص وسائل النقل والطرق غير المعبدة وغياب المرافق المحلية"، مضيفة أنه "خلال حالات الطوارئ، يمكن أن يكون للتأخيرات والعقبات، حتى عند نقاط التفتيش، تداعيات مهددة للحياة".

وتناول التقرير عدداً من الخدمات التي توفرها منظمة أطباء بلا حدود بما في ذلك للأطفال والمراهقين من الفتيات والفتية، مثل الاستشارات العامة، وسيارة إسعاف لنقل المرضى إلى مراكز صحية أخرى في الموصل، وتقديم الأدوية، وبرنامج تطعيم الأطفال بالشراكة مع مديرية الصحة في نينوى، لمواجهة أمراض مثل السل والحصبة والجدري وشلل الأطفال والسعال الديكي.

ونقل التقرير عن ضحى الغازي (19 عاماً) وهي أم بينما كانت تنتظر تطعيم طفلها، قولها "أنا وزوجي نعيش مع حماتي، ونأتي إلى هنا لأن المركز مجاني".

وبحسب التقرير، فإن الطلب ليس مقصوراً على الرعاية فيما يتعلق بالأمراض الأساسية، حيث تأتي العائلات إلى المركز العبور للحصول على مجموعة واسعة من خدمات صحة الأم والصحة الإنجابية، بما في ذلك خدمات تنظيم الأسرة والرعاية الأساسية للنساء طوال فترة الحمل وبعد الولادة، وتأمين خدمات الموجات فوق الصوتية واختبار العدوى ولقاحات الكزاز والمراقبة الروتينية، بينما تتلقى النسوة رعاية متابعة لمدة تصل إلى 40 يوماً بعد الولادة لدعم تعافيهن.

وختم التقرير بالقول إنه في بيئة تكون فيها خدمات الصحة العامة شحيحة، فإن مركز العبور الصحي تحول الى مساحة موثوقة، حيث يتم تطعيم الأطفال، ويتم دعم الأمهات، ويتم الاعتراف بالصحة النفسية، ويتم سماع أصوات المجتمع.

ونقل التقرير عن المدير في أطباء بلا حدود، باسيفيك اورياتو، قوله إنه "منذ أن بدأنا العمل في العبور، شاهدنا أمهات وأطفال أكثر صحة، وسبل عيش أفضل، وإحساس أقوى بالأمل حيث يتلقى الناس رعاية مجانية وجيدة بلا حواجز، ويشعر المجتمع بالأمان والثقة إزاء المستقبل".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon