بعيداً عن "الحساسية" الأميركية-الروسية.. العراق يبدّل بوصلته العسكرية صوب كوريا الجنوبية
شفق نيوز- ترجمة
في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، تتجه بغداد نحو توسيع تعاونها العسكري مع كوريا الجنوبية، بعد أن اشترى الجيش العراقي صواريخ ومقاتلات كورية في السنوات الماضية، في مسعى لتعزيز قدراته الدفاعية وتطوير منظومته الردعية بعيداً عن الحساسية السياسية التي ترافق صفقات السلاح مع واشنطن أو موسكو.
وقال تقرير لصحيفة Korea JoongAng Daily ترجمته وكالة شفق نيوز، إن العراق يعتزم توسيع صفقاته مع شركات الدفاع الكورية الجنوبية في إطار سعيه لتعزيز قدراته الردعية وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، بعد أن اشترى في وقت سابق صواريخ ومقاتلات من كوريا.
وأضاف التقرير أن سيول قد تمثل بديلاً جذاباً لبغداد لاستبدال المعدات الأميركية والروسية القديمة، في ظل رغبة العراق بتجنب الأبعاد الجيوسياسية التي ترافق التعامل مع واشنطن أو موسكو، مع الحفاظ على جودة التسليح والالتزام بمواعيد التسليم.
وتقع في صلب هذه الجهود صفقة بقيمة 2.8 مليار دولار لشراء منظومات دفاع جوي متوسطة المدى (M-SAM) من شركة LIG Nex1 الكورية، والمعروفة باسم Skybolt، والتي أُعلن عنها عام 2024 ومن المقرر تسليمها مطلع عام 2026.
وأشار التقرير إلى أن العراق قد يتجه كذلك لشراء مقاتلات KF-21 من شركة الصناعات الجوية الكورية (KAI)، ومدافع K9 ذاتية الحركة من Hanwha Aerospace، ودبابات K2 من Hyundai Rotem.
ورغم عدم توقيع عقود جديدة حتى الآن، نقلت الصحيفة عن مصادر أن وفداً من الجيش العراقي زار مصانع Hanwha Aerospace هذا العام وأبدى إعجابه بخطوط الإنتاج.
وقال متحدث باسم KAI إن العراق سبق أن اشترى طائرات T-50 ومروحيات KUH-1 Surion، ما يجعله مهتماً بشكل طبيعي بمزيد من المعدات الكورية، لكنه أوضح أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن تقدم في المفاوضات.
ونقل التقرير عن محللين أن صفقة لشراء دبابات K2 بقيمة 6.2 مليار دولار قد تُبرم بنهاية عام 2025 لاستبدال دبابات M1 Abrams الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن اختيار منظومة M-SAM جاء لاعتبارات تتعلق بالكلفة المنخفضة والأداء الجيد وسرعة التسليم، ما منح شركة LIG Nex1 الأفضلية على منظومة S-400 الروسية رغم استمرار استخدام العراق لمنظومات Pantsir قصيرة المدى.
وقال مصدر في الصناعة الدفاعية الكورية طلب عدم ذكر اسمه إن كوريا الجنوبية "تُعد خياراً وسطاً مناسباً لدول الشرق الأوسط التي تسعى لتفادي الانحياز لأي من الولايات المتحدة أو روسيا".
ويستخدم الجيش العراقي حالياً مزيجاً من الأسلحة الأميركية والروسية والتشيكية منذ عام 2003، وتشمل دبابات M1 Abrams وT-90 ومقاتلات F-16IQ وSu-25 وL-159.
وذكر التقرير أن أول صفقة عراقية كورية تعود إلى عام 2013 حين اشترت بغداد طائرات T-50 للتدريب والقتال الخفيف من شركة KAI، مشيراً إلى أن هذه الطائرة تفوقت على عروض بريطانية وتشيكية وروسية بفضل تصميمها المستند إلى تقنيات F-16 وسرعة تسليمها.
وقال البروفيسور تشوي كي-إيل من جامعة سانغجي إن "رغم وجود مشاعر مناوئة للولايات المتحدة في العراق، فإن القوات العراقية تشغل كثيراً من الأنظمة الأميركية، لذا فإن الأسلحة الكورية، المصممة للعمل مع تلك الأنظمة، لا تثير حساسية سياسية".
وأضاف أن الأسلحة الكورية تواجه منافسة من الصين وأوروبا، لكن جودة التصنيع والتكلفة الأقل قد تجعل العراق يميل نحو المزيد من الصفقات مع كوريا. ومع ذلك، أشار إلى أن طريق سيول في تعزيز صادراتها الدفاعية "ما زال طويلاً ويتطلب دعماً حكومياً متواصلاً".