"إلى العالمية بقدم واحدة".. شفق نيوز ترصد حلمًا لم يُهزم في غزة (صور)

"إلى العالمية بقدم واحدة".. شفق نيوز ترصد حلمًا لم يُهزم في غزة (صور)
2025-08-04T09:00:18+00:00

شفق نيوز – غزة

في زقاق داخل غزة، يجلس الفتى عبيدة عبد الله عطوان، البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، محاطاً بنظرات حزينة من أهله وجيرانه، لم يكن يتصور أن يوماً عادياً في حياته سيتحوّل إلى نقطة فاصلة تغيّر مسار طفولته، بعد أن فقد ساقه ويده في غارة إسرائيلية استهدفت شقته السكنية من دون سابق إنذار.

عبيدة، الذي كان يعيش حياته بشكل طبيعي، يروي تلك اللحظات لوكالة شفق نيوز قائلاً: “كنت جالساً في البيت بشكل طبيعي، وفجأة وقع القصف، لم أشعر بشيء، وعندما فتحت عيني في المستشفى وجدت الناس من حولي، ولم أكن أعلم ما الذي جرى، وبعد أيام بدأت أستوعب أن ساقي ويدي قد بُترتا، بينما أصيبت شقيقتي بجروح طفيفة من شظية في ظهرها”.

لم تكن صدمة الإصابة الجسدية وحدها ما أثقل قلب عبيدة، بل وقع الخبر النفسي حين علم بما فقده.

يضيف: “في البداية حاولت عائلتي أن تخفي عني الحقيقة، لكنني شعرت أنني لا أستطيع تحريك أصابع قدمي، وعندما علمت أنني فقدت ساقي ويدي، انهرت بالبكاء ولم أتوقف عن الصراخ من شدة الحزن”.

حلم لم ينكسر

قبل الحرب، كان حلم عبيدة أن يصبح لاعب كرة قدم محترفاً، كان يقضي ساعات طويلة في التدريبات، يحلم باليوم الذي يحمل فيه قميص أحد الأندية الكبيرة، ورغم ما أصابه، فإن الحلم لم يمت داخله.

يتابع حديثه: “كنت أحلم أن أصبح لاعب كرة مشهور، اليوم، إذا ركبت أطرافاً صناعية وسافرت لتلقي العلاج المناسب، سأعود لتحقيق حلمي، وسألعب كرة القدم كما كنت، وربما أفضل”.

ولم تقتصر مأساة القصف على عبيدة وحده، بل تركت أثراً بالغاً على عائلته التي وجدت نفسها أمام تحديات جديدة للتأقلم مع وضع ابنها.

بهذا الصدد، يقول إبراهيم مروان عطوان، خال عبيدة، لوكالة شفق نيوز، إن "الحادث شكّل صدمة كبيرة لنا جميعاً، فقد كان عبيدة ينجز مهام حياته بنفسه، لكنه الآن أصبح بحاجة إلى المساعدة”.

ويضيف: “عندما تلقينا الخبر، اعتقدنا أنها إصابة خفيفة، ولم نتوقع بتر أطرافه، فقدان عبيدة لأطرافه سيؤثر على حياته ومستقبله بالتأكيد، وأهم شيء بالنسبة له الآن هو السفر وتركيب أطراف صناعية لكي تتحسن حياته ويستعيد قدرته على القيام بوظائفه اليومية بشكل طبيعي”.

انتظار بلا نهاية

بعد إصابته، حصل عبيدة على تحويلة طبية من المستشفى الأوروبي، كما وُعد من مستشفى الصليب الأحمر بتركيب طرف صناعي يساعده على استعادة جزء من حياته الطبيعية، لكن خمسة أشهر مرّت، ولم يصل أي خبر أو طرف صناعي حتى الآن.

وكلما مرّ عبيدة على الحيّ الذي كان شاهداً على طفولته وضحكاته، يعود قلبه إلى الوراء.

يستدرك قائلاً: “عندما أرى المكان الذي دُمّر فيه حلمي، أتذكر الأيام الجميلة التي كنت ألعب فيها كرة القدم، وأقول يا الله، أين ذهبت تلك اللحظات؟”.

ورغم الألم، يرفض عبيدة الاستسلام، طفولة بترتها الحرب، لكن الأمل ما زال يرفرف في قلبه، يحلم بيومٍ يحمل فيه الكرة من جديد، ويعود إلى الملعب ليكتب فصلاً جديداً من حياته.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon