الغماري.. من هو الرجل الثاني بعد الحوثي؟
شفق نيوز- متابعة
جاء الإعلان عن مقتل رئيس هيئة الأركان التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، محمد عبد الكريم الغماري، ليكشف عن حقائق بخصوصه، حيث يعد أحد أبرز القيادات العسكرية في صفوف الجماعة، ويُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه الرجل العسكري الأول فيها.
والغماري، هو لواء ركن ورئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، ويُعد ثاني أهم شخصية عسكرية في صفوف الجماعة، الموالية لإيران، بعد زعيمها عبد الملك الحوثي.
وتولى الغماري منصب رئيس هيئة الأركان التابعة للحوثيين، واعتبر حلقة الوصل الأساسية بين الجماعة والحرس الثوري الإيراني، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق العسكري والدعم الميداني.
كما أن الغماري، تلقى تدريبه العسكري في إيران لمدة طويلة، وتلقى دعماً وتأهيلاً من قبل حزب الله اللبناني، حيث انتشر في وقت سابق مقطع فيديو يظهر أحد قادة حزب الله وهو يقدم توجيهات مباشرة للغماري خلال المعارك التي دارت بين الحكومية اليمنية والحوثيين، ما يعكس حجم نفوذه العسكري ومدى ارتباطه الوثيق بالمحور الإيراني في المنطقة.
ويعتبر الغماري من الأسماء المدرجة على قائمة المطلوبين لدى التحالف العربي، حيث رصد التحالف مكافأة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات عنه.
وولد الغماري في عزلة ضاعن، بمديرية وشحة في محافظة حجة شمال غرب اليمن.
والتحق بمعهد حسين بدر الدين الحوثي في عام 2003، حيث تلقى تعليماً عقائدياً، وفي عام 2012، سافر الغماري إلى لبنان، حيث خضع لتدريبات في الضاحية الجنوبية لبيروت على يد حزب الله، كما تلقى دورات متقدمة في إيران على أيدي الحرس الثوري الإيراني، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية والتكتيكات القتالية.
وتدرج الغماري في المناصب الميدانية والعسكرية داخل الجماعة، حيث شغل منصب المشرف العسكري لمحافظة حجة، ثم القائد الميداني في الحديدة، فالمسؤول الأمني في صنعاء.
وفي كانون الأول/ ديسمبر عام 2016، عُيِّن الغماري رئيساً لهيئة الأركان العامة في ما يسمى "حكومة الإنقاذ الوطني" غير المعترف بها دولياً.
وتولى منذ ذلك الحين مسؤولية التخطيط والتنسيق للعمليات العسكرية للحوثيين، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود.
وارتبط اسم الغماري منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2023 بالهجمات البحرية التي استهدفت سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك الهجمات التي طالت إسرائيل.
وفي أيار/ مايو عام 2021، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على الغماري بتهمة تهديد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.
وفي نوفمبر من العام نفسه، أدرجته الأمم المتحدة ضمن قائمة العقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن 2140 و2216 لدوره المحوري في تأجيج النزاع المسلح.
وفي يونيو الماضي، كشف موقع إخباري أميركي أن إسرائيل حاولت تصفية الغماري، بقصف اجتماع للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين في صنعاء.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن "إسرائيل حاولت تصفية رئيس أركان الحوثيين في هجوم باليمن".
وأشارت مصادر يمنية إلى أن الهدف من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حينها اجتماعا للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين في صنعاء، كان رئيس أركان الحوثيين محمد عبد الكريم الغماري.
وأعلنت جماعة الحوثي، يوم الخميس، مقتل الغماري، بعد حوالي 4 أشهر من استهدافه من قبل إسرائيل، بقصف اجتماع للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين في صنعاء.
وأشار بيان الجماعة إلى أن "جولات الصراع مع العدو لم تنتهِ، وسيتلقى العدو الصهيوني بما ارتكبه من جرائم جزاءه الرادع"، في إشارة إلى اتهام إسرائيل بقتل الغماري.
ولم يذكر بيان الحوثي موعد مقتل المسؤول العسكري، الذي نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي، إلا أنه أصيب بجراح خطيرة، بعد أن شنت إسرائيل غارة جوية استهدفته خلال اجتماع سري في العاصمة اليمنية صنعاء.