السفير الروسي لشفق نيوز: نعترف بحكومة الشرع واقنعناهم بأن تسليم الأسد ليس في مصلحتهم
بوتين يستقبل الشرع خلال لقائهما في موسكو. via REUTERS
شفق نيوز- بغداد
قال السفير الروسي في بغداد إن تطوير العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع منفصل تمامًا عن ملف الرئيس المعزول بشار الأسد، مؤكدًا أن موسكو لن تسلّم الأسد وأن وجوده في روسيا "إنساني لا سياسي.
أوضح ألبروس كوتراشيف في مقابلة مطولة مع وكالة شفق نيوز تنشر لاحقاً، أنّ روسيا اعترفت بالحكومة السورية الجديدة وتعمل معها على "ملفات عملية تصبّ في مصلحة البلدين"، مضيفًا أنّ استقبال الشرع في الكرملين يأتي ضمن مسار إعادة تنظيم العلاقات بعد التغييرات في دمشق.
وأشار إلى أنّ "هناك قضايا نتفق عليها وأخرى نختلف بشأنها، لكننا نتجاوز الخلافات بما يخدم المصالح المشتركة".
وفيما يخص تواجد بشار الأسد على الأراضي الروسية، قال كوتراشيف إن الرئيس بشار الأسد يُمنَح في روسيا لجوءًَا إنسانيًا لا سياسيًا، ويُقيم حاليًا في موسكو.
وبيّن أن الفرق بينهما جوهري: "ففي حالة اللجوء السياسي، يجوز لصاحبه الانخراط في أنشطة سياسية، وقد تُسلَّم له جهة طالبة، أما اللجوء الإنساني فهدفه حماية الشخص من الخطر على حياته، ولا يعطيه حقًا في العمل السياسي أو الإعلامي".
وأشار إلى أن هذا الترتيب تم الاتفاق عليه مع السلطات السورية الجديدة بشكل مُسبق، وأن روسيا ترفض تسليم الأسد لأي جهة، وقد "قدمنا تفسيراً لها أن المطالبة بتسليم الأسد ليست في مصلحتهم، وقد اقتنعوا بذلك"، من دون إعطاء تفاصيل أكثر.
وتأتي التصريحات بعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين أمس الأول وهي أول زيارة رسمية له منذ توليه السلطة.
وأفادت تقارير بأن الشرع أبلغ بوتين أنه سيحترم الاتفاقات السابقة مع موسكو مع السعي لإعادة تعريف العلاقات، لا سيما ما يتعلق بوجود القواعد الروسية في حميميم وطرطوس.
في كانون الأول ديسمبر 2024 قاد أحمد الشرع (الذي كان يعرف باسم أبو محمد الجولاني) هجومًا منسّقًا مع عدة فصائل مسلحة على العاصمة دمشق وأجزاء مؤثرة من سوريا، مما أدى إلى إسقاط نظام بشار الأسد الذي كان يحظى بدعم روسي لسنوات طويلة.
وبعد هذا التغيير، صعد الشرع إلى رئاسة حكومة انتقالية يعاد معها تشكيل الأجهزة والمفاصل السياسية في البلاد.