بعد سنوات من الجدل.. العراق يتجه لافتتاح منفذين بريين مع السعودية

بعد سنوات من الجدل.. العراق يتجه لافتتاح منفذين بريين مع السعودية معبر عرعر الحدودي بين العراق والسعودية (فرانس برس)
2025-12-13T20:13:33+00:00

شفق نيوز- بغداد/ المثنى/ النجف 

بعد جدل امتد لسنوات، ورفض من قبل جماعات مسلحة، تتجه الحكومة الاتحادية لافتتاح منفذين بريين مع السعودية، وهما الجميمة والعويقيلة، ضمن محافظتي المثنى والنجف، حيث ستكون مسؤولية الإنشاء مشتركة بين البلدين وتمتد لـ3 سنوات، في خطوة لتعزيز الجانب الاقتصادي وتحقيق توازن باستيراد البضائع من الدول الإقليمية.

ويقول مدير تخطيط محافظة المثنى، قابل حمود، إن "الكشوفات الخاصة بإنشاء منفذ الجميمة الحدودي لم تُستكمل حتى الآن، وأن التقديرات الأولية لكلفة المشروع قد تصل إلى نحو 400 مليار دينار".

وذكر حمود لوكالة شفق نيوز، أن "استكمال أعمال إنشاء المنفذ، في حال إدراجه ضمن موازنة عام 2026، قد يستغرق قرابة ثلاث سنوات".

وأوضح أن "منفذ الجميمة الحدودي يمثل محوراً مهماً من محاور التنمية في محافظة المثنى، لما له من دور في تطوير قطاعي النقل والتجارة، فضلاً عن تسهيل حركة الزائرين بين العراق والمملكة العربية السعودية".

وبين، أن "التداخلات السابقة بين محافظتي المثنى والنجف بشأن موقع المنفذ جرى حسمها، عقب زيارة السفير السعودي إلى موقع المشروع قبل عدة أشهر، حيث تم الاتفاق على إنشائه ضمن حدود محافظة المثنى في منطقة جميمة".

وأشار حمود إلى أن "الجانب السعودي أكد المباشرة بإنشاء منفذ مقابل داخل أراضيه، فيما تعهدت الحكومة الاتحادية بإنشاء المنفذ من الجانب العراقي"، لافتاً إلى "الشروع فعلياً بتأهيل الطريق الرابط بين المحافظة والمنفذ، من خلال إحدى الشركات المتخصصة".

وأعرب حمود عن أمله بـ"إدراج مشروع البنية التحتية وإنشاء المنفذ في أقرب موازنة اتحادية".

وكان النائب الأول لمحافظ المثنى، مؤيد الياسري، قال في 12 نيسان/ أبريل 2025، لوكالة شفق نيوز إن "منفذ الجميمة الحدودي، أثار خلافاً لسنوات حول عائديته بين محافظتي المثنى والنجف، وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة وزارية ورفعت توصياتها إلى مجلس الوزراء ليقرر عائدية المنفذ لمحافظة المثنى، كما أوصت اللجنة بإمكانية محادثة السعودية لإنشاء منفذ آخر في محافظة النجف".

وإلى جانب النزاع بين محافظتي المثنى والنجف، حذر عدد من النواب في أوقات سابقة من وجود "مخطط خطير" يحاك لاستقطاع أراضٍ من بادية السماوة لصالح السعودية تحت مسمى الاستثمار لأكثر من 25 عاماً، حيث طرحت السعودية قبل سنوات استثمار البادية، وهو ما قوبل برفض شديد من الفصائل المسلحة في حينها، وأدى لإلغاء المشروع وتأجيل افتتاح منفذ الجميمة.

وكان منصور البعيجي، النائب الأسبق والفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قد قال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 إن "السعودية تسعى من خلال استثمار بادية السماوة إلى الزحف داخل أراضينا ومن ثم الاستيلاء على بادية السماوة المحايدة لها تحت ذريعة الاستثمار".

كما أن الأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، كان قد نوه في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 الى، أن السعودية أبدت رغبتها بالمساهمة في استثمار مناطق البادية، بينما وجهت بحسم ملف مساحة (150) ألف دونم في محافظة المثنى لعرضها على السعودية.

النجف ترفض الحديث

وفي محافظة النجف، رفض مسؤولون بارزون في مجلس المحافظة الحديث عن منفذ العويقيلة، بحجة أن "الملف بيد المحافظ ولا يعلمون عن أخر إجراء فيه"، فيما حاول مراسل وكالة شفق نيوز التواصل مع مكتب المحافظ، لكن دون أي استجابة حتى ساعة كتابة هذا التقرير.

وقال المراسل أنه "لا توجد معلومات رسمية معتمدة تكشف عن كلفة إنشاء منفذ العويقيلة الحدودي بين العراق والمملكة العربية السعودية من جهة محافظة النجف، بشكل محدد".

وأضاف أن "المعلومات المتاحة حتى الآن هي أن حكومتي النجف والمركز (بغداد) شرعتا في استكمال إجراءات فتح وإنشاء المنفذ ضمن حدود محافظة النجف بهدف تعزيز التبادل التجاري وتنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين"، لافتاً إلى أن "الحكومة العراقية صادقت على المضي قدماً في المشروع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة".

خطوة استراتيجية

وعن الجانب الاقتصادي، يؤكد الخبير الاقتصادي رشيد السعدي، أن العراق يسعى إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، إلى جانب بقية الدول الإقليمية والدولية، مبيناً أن افتتاح المنافذ الحدودية الجديدة يمثل خطوة استراتيجية في هذا الاتجاه.

وذكر السعدي لوكالة شفق نيوز أن "أهمية هذه المنافذ، ومنها المنفذين المزمع افتتاحهما بين العراق والسعودية، تكمن في تعزيز التبادل التجاري، وتسهيل حركة البضائع والمسافرين، إضافة إلى دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وخلق فرص عمل جديدة للعراقيين".

وأضاف أن "العراق لا يسعى إلى تحقيق توازن اقتصادي مع السعودية وإيران فقط، بل مع مختلف دول الجوار والدول الإقليمية"، مشيراً إلى أن "البلاد تمتلك أكثر من 22 منفذاً حدودياً مع دول الجوار، من بينها السعودية وإيران".

وأوضح السعدي أن "افتتاح منفذا الجميمة والعويقيلة يسهمان في زيادة حجم التبادل التجاري، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي وحتى الأمني، ما ينعكس إيجاباً على موقع العراق الاقتصادي".

وبين أن "الموقع الجغرافي الاستراتيجي للعراق يمنحه فرصة كبيرة ليكون مركزاً تجارياً إقليمياً ودولياً"، لافتاً إلى أن "مشاريع التنمية والمنافذ الحدودية تمثل دليلاً واضحاً على أهمية هذا الموقع في خارطة الاقتصاد الإقليمي".

ويرتبط العراق مع السعودية، عبر معبرين بريين، هما عرعر، الذي افتتِح عام 2020، بعد إغلاق دام لنحو 29 عاماً، ويقع ضمن حدود محافظة الأنبار، أما المعبر الثاني فهو معبر الجميمة من جهة الجنوب، ويقع ضمن امتداد بادية محافظة المثنى، وتاريخياً يعتبر طريق حج رئيس.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon