خاص.. جنرال أميركي عن عقد "إف-16": تأكيد لبقاء واشنطن في العراق
شفق نيوز- واشنطن/ مصطفى هاشم
عدّ الخبير العسكري الأميركي والجنرال المتقاعد، مارك كيميت، تجديد وزارة الحرب (البنتاغون) لعقد دعم طائرات F-16 العراقية، رسالة واضحة حول شكل العلاقة المستقبلية بين البلدين، مؤكداً أنه دليل على استمرار انخراط الولايات المتحدة في العراق بمعزل عن الجدل حول انسحاب القوات القتالية.
وقال كيميت - شغل سابقا منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية - في حديث خاص لوكالة شفق نيوز، تعليقاً على العقد البالغ قيمته 252 مليون دولار، إن "هذا العقد يتعلق في جوهره، بالحفاظ على القدرات الحالية للعراق".
وأوضح أن الأمر لا يتعلق بتوسع عسكري جديد بقدر ما هو إجراء روتيني لضمان استمرار عمل الأسطول الجوي العراقي الذي يمثل عماد السيادة الجوية.
وفي قراءته لأبعاد العقد الذي سيستمر حتى خريف 2026، ذكر كيميت: "إن تجديد عقد الإف-16 هو برهان على التزام الولايات المتحدة بالبقاء منخرطة في العراق، بغض النظر عن مستويات القوات الأميركية هناك".
وشبه الجنرال الأميركي المتقاعد، الذي شغل مناصب رفيعة في الخارجية والدفاع، هذا التواجد الفني المستقبلي بالتواجد الاقتصادي في قطاع الطاقة، وشأنها شأن الشركات الأميركية المشاركة في قطاع النفط العراقي، حيث سيبقى الخبراء المدنيون في العراق للحفاظ على جاهزية وقدرات أسطول الإف-16 الحيوي".
وأشار كيميت، إلى أن العقد الذي مُنح لشركة "فيكتروس" (التي اندمجت وأصبحت الآن جزءاً من شركة V2X العملاقة) هو استمرار لبرنامج طويل الأمد، لكن تجديده في هذا التوقيت يؤكد أن واشنطن وبغداد تعتمدان نموذجاً للشراكة يرتكز على الخبرات المدنية والدعم الفني المستدام بدلاً من الاعتماد الكلي على الوجود العسكري المباشر.
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) يوم السبت الماضي، عن منح عقد جديد لشركة "فيكتروس سيستمز" (Vectrus Systems LLC) بقيمة تجاوزت 252 مليون دولار، لتقديم خدمات الدعم اللوجستي والأمني لبرنامج طائرات "إف-16" في العراق.
وذكر البنتاغون في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن العقد الذي تبلغ قيمته الدقيقة (252,050,925 دولاراً) هو عقد ذو تكلفة زائدة ورسوم ثابتة، ويهدف إلى توفير خدمات تشغيل القاعدة، ودعم الحياة (الإعاشة والخدمات الأساسية)، بالإضافة إلى الخدمات الأمنية اللازمة.
وأوضح أن الأعمال المتعلقة بهذا العقد ستنفذ في "قاعدة الشهيد العميد علي فليح الجوية" (الجزء العراقي من قاعدة بلد الجوية)، ومن المتوقع أن يكتمل العمل بحلول 24 سبتمبر 2026.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا العقد يندرج ضمن "المبيعات العسكرية الأجنبية" (FMS) للعراق، وتمت ترسيته كـ "استحواذ من مصدر وحيد" (بدون مناقصة تنافسية). وقد تم تخصيص مبلغ يقارب 124 مليون دولار (123,994,954 دولاراً) من أموال المبيعات العسكرية الأجنبية عند توقيع العقد.