ترامب يعلن "حصاراً شاملاً على ناقلات نفط فنزويلا الخاضعة للعقوبات" وحكومة مادورو تردّ "هذه تهديدات مثيرة للحرب"
انتقدت كاركاس أمراً أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض حصار "كامل وشامل" على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا أو تغادرها.
ووصفت الحكومة الفنزويلية الخطوة الأمريكية بأنها "تهديدات مثيرة للحرب".
وقال ترامب إن حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد صُنّفت كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، متهماً إياها بالتورّط في قضايا "تهريب مخدرات واتجار بالبشر".
وجاءت تصريحات ترامب بعد أسبوع من قيام الولايات المتحدة باحتجاز ناقلة نفط قُبالة سواحل فنزويلا- في تحرّك وصفه مراقبون بالخطير؛ كون فنزويلا تعتمد على النفط.
ونفّذت البحرية الأمريكية مؤخراً هجمات مدمّرة استهدفت قوارب فنزويلية يُشتبه في تهريبها للمخدرات، كما عزّزت الولايات المتحدة وجودها العسكري عن قُرب.
وعلى مدار الأسبوع الأخير، خضعت أكثر من 30 سفينة- من أصل 80 دخلت المياه الإقليمية الفنزويلية أو اقتربت منها- للعقوبات الأمريكية، وذلك وفقاً لموقع تتبُّع حركة السفن والناقلات "تانكر تراكرز دوت كوم".
في المقابل، وجّهت فنزويلا- التي تضمّ أكبر احتياطي نفطي مؤكَّد في العالم- اتهامات إلى واشنطن بالسعي لسرقة مواردها.
وفي منشور له على منصة تروث سوشيال، قال ترامب إن "فنزويلا محاصَرة بالكامل بأكبر أسطول بحري تمّ حشده في تاريخ أمريكا الجنوبية". وأضاف أن ذلك الأسطول "سيزداد حجماً وسيكون مختلفاً عن أيّ شيء رأوه من قبل".
كما اتّهم ترامب حكومة مادورو باستخدام النفط المسروق "لتمويل أنشطتها، وإرهاب المخدرات، والاتجار بالبشر، والقتل والاختطاف".
ودأب الرئيس الأمريكي على اتهام فنزويلا بتهريب المخدرات. ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، قتل الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 90 شخصاً في غارات استهدفت قوارب، زعم أنها كانت تحمل الفنتانيل ومواد مخدرة أخرى غير مشروعة إلى الولايات المتحدة.
ولم يقدّم الجيش الأمريكي أيّ دليل على أن هذه القوارب كانت تحمل مواد مخدرة، سواء كانت الفنتانيل- الذي يُنتَج بشكل أساسي في المكسيك- أو الكوكايين.
ويتضح من منشور ترامب أنّ التصنيف الذي سبق للولايات المتحدة أنْ وصمتْ به مادورو أصبح ينسحب على كل حكومته.
وفي الشهر الماضي، صنّفت الولايات المتحدة بشكل رسمي جماعة "كارتل دي لوس سولس" بأنها منظمة إرهابية أجنبية؛ ويعني هذا التصنيف ضمنياً أن مادورو تمّ تصنيفه بالفعل إرهابياً، كونه زعيماً لهذه المنظمة بحسب مزاعم أمريكية ينفيها الرئيس الفنزويلي.
ولم يُعط ترامب مزيداً من التفاصيل حول كيفية تطبيق الحصار الشامل على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات.
وكانت الولايات المتحدة صادرت في الأسبوع الماضي ناقلة يُعتقد أنها تحمل نفطاً فنزويليا، قبل أن تمضي قُدماً في فرض عقوبات جديدة على سِت سُفن إضافية.
كما فُرضت عقوبات على بعض أقارب الرئيس مادورو، وعلى شركات مرتبطة بما وصفته الولايات المتحدة بنظامه غير الشرعي.
ويعتمد الاقتصاد الفنزويلي بشكل كبير على صادرات البلاد من النفط، رغم أن كمية النفط التي تنتجها البلاد فِعلياً من النفط تعتبر ضئيلة في ظلّ حقيقة امتلاك البلاد لأكبر احتياطي نفطي مؤكَّد عالمياً.
ولدى مصادرة السفينة قبالة السواحل الفنزويلية الأسبوع الماضي، صرّح البيت الأبيض بأن السفينة المصادَرة، المسمّاة "سكيبر"، كانت متورطة في "تهريب النفط" وستُنقل إلى ميناء أمريكي.
وندّدت الحكومة الفنزويلية بالعملية، حيث اتهم مادورو الولايات المتحدة بـ "اختطاف الطاقم" وبـ"سرقة" السفينة.
وكانت الولايات المتحدة قد عزّزتْ وجودها العسكري في البحر الكاريبي، الذي يحُدّ فنزويلا من الشمال، في الأيام التي سبقت العملية.
وشمل ذلك نشْر آلاف الجنود وحاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد"- أكبر حاملة طائرات في العالم- على مسافة تتيح توجيه ضربات إلى فنزويلا.
وقال السيناتور الديمقراطي خواكين كاسترو، إن أمر الحصار الذي أصدره ترامب هو بمثابة "عمل حربي بشكل لا يقبل الشك".
ونوّه كاسترو، النائب عن تكساس، إلى أن المشرّعين الأمريكيين من المتوقَّع أن يصوّتوا يوم الخميس على قرار "يوجّهون فيه الرئيس لإنهاء التحركات العدائية تجاه فنزويلا".
وفي ظل إدارتَي ترامب وسَلفه جو بايدن، عارضت الولايات المتحدة حكومة مادورو، ودفعت صوب الإطاحة به عبر فرض عقوبات صارمة على فنزويلا.
وعلى مدى سنوات، وجّهت دول عديدة حول العالم اتهامات لحكومة مادورو بانتهاكات حقوقية.
كما واجهت الانتخابات الرئاسية الفنزويلية التي أُجريت العام الماضي انتقادات من جانب كل من المعارضة الفنزويلية ودول أخرى عديدة بينها الولايات المتحدة- التي وصفتْها بالمزوّرة ومن ثمّ بعدم شرعية نظام مادورو.
وفي يوم الثلاثاء، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ممّا وصفه بـ "تشديد الخناق على الحريات المدنية" في فنزويلا.
- ترامب يعلن الاستيلاء على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، ما علاقة إيران وحزب الله؟
- فنزويلا تردّ على إعلان ترامب إغلاق مجالها الجوي: "تهديد استعماري"
- ترامب يهدد مادورو، وواشنطن ترسل سفناً حربية إلى منطقة البحر الكاريبي، ماذا يحدث؟