رئيس وزراء أستراليا: اعتداء سيدني مدفوع بـ"أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية"

رئيس وزراء أستراليا: اعتداء سيدني مدفوع بـ"أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية"
EPA
Tue, 16 Dec 2025 11:51:43 GMT
bbc news arabic header storypage
زهور عند نصب تذكاري مصنوع من الزهور بجوار شاطئ بوندي في سيدني
EPA
زهور عند نصب تذكاري مصنوع من الزهور بجوار شاطئ بوندي في سيدني

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الثلاثاء، إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني كان "مدفوعاً بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية".

وقالت الشرطة الأسترالية إن "المسلحين هما أب وابنه".

وأضافت الشرطة في مؤتمر صحفي أن "الأب البالغ من العمر 50 عاماً قُتل في موقع الهجوم ليرتفع عدد القتلى إلى 16، بينما يرقد ابنه (24 عاماً) في حالة حرجة بالمستشفى".

ووصفت السلطات الهجوم بأنه "عمل إرهابي معادٍ للسامية"، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

لكن ألبانيزي قدّم الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب "مذبحة جماعية".

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي
Reuters
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي

وقال "يبدو أن ذلك كان مدفوعاً بأيديولوجية تنظيم الدّولة الإسلامية... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد، والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي".

وقال في مقابلة منفصلة "مع صعود تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من عقد، أصبح العالم يعاني التطرف وهذه الأيديولوجية".

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 "بسبب صلته بآخرين" لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.

وما زالت الشرطة تحاول تجميع خيوط تحركات المشتبه بهما في الفترة التي سبقت إطلاق النار، وأعلنت الثلاثاء أنها تحقق في سبب سفرهما إلى الفيليبين قبل شهر من تنفيذ العملية.

في هذا الإطار، أكدت إدارة الهجرة في مانيلا الثلاثاء أن الرجل وابنه أمضيا نوفمبر/تشرين الثاني بأكمله تقريباً في الفيليبين حيث دخل الأب البلاد بصفته "مواطناً هندياً".

وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة دانا ساندوفال لوكالة فرانس برس "وصل ساجد أكرم (50 عاماً) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاماً)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفيليبين معاً في 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 من سيدني، أستراليا" وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجة كوجهتهما النهائية، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتنشط بالفلبين شبكات مرتبطة بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" خاصة في الجنوب لكن نفوذها تراجع في السنوات الأخيرة إلى خلايا ضعيفة في جزيرة مينداناو الجنوبية، وفق رويترز.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر "تنظيم الدولة الإسلامية" على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين وتمكنوا من الاحتفاظ بها لخمسة أشهر رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنها.

وأدى حصار ماراوي، الذي شكل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100 معظمهم من المسلحين.

ووفق التقارير، أخبر نافيد والدته يوم الهجوم بأنه سيغادر المدينة للذهاب في رحلة صيد.

وبدلاً من ذلك، تعتقد السلطات أنه كان في شقة مستأجرة مع والده حيث كانا يخططان للهجوم.

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على علمين لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" بالإضافة إلى قنابل، وهي مسجّلة باسم الابن.

الرقابة على الأسلحة

اتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك ستة أسلحة نارية.

وأصبحت حوادث إطلاق النار نادرة في أستراليا منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة دولية تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكنّ العديد من الأستراليين يتساءلون الآن عما إذا كانت تلك القوانين قادرة على التعامل مع المبيعات عبر الإنترنت، والزيادة المطّردة في الأسلحة التي يملكها الأفراد.

تبرع بالدم

 بنك دم تابع للصليب الأحمر الأسترالي في سيدني
Reuters
بنك دم تابع للصليب الأحمر الأسترالي في سيدني

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية.

وقال سفير إسرائيل لدى أستراليا أمير ميمون أثناء زيارته نصباً تذكارياً للضحايا الثلاثاء "خلال السنوات الأربع الماضية، كنت واضحاً جداً. بشأن مخاطر تصاعد معاداة السامية".

وفي وقت سابق من العام الحالي، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سياسة أستراليا "غذّت معاداة السامية" بقرارها الاعتراف بدولة فلسطين.

وفي محاولة يائسة للمساعدة، اصطف الأستراليون بالآلاف للتبرع بالدم للجرحى.

وأعلن الصليب الأحمر الأسترالي أن أكثر من 7 آلاف شخص تبرعوا بالدم الاثنين، محطمين بذلك الرقم القياسي الوطني السابق.

كذلك، تجمع معزون أمام نصب تذكاري مصنوع من الزهور بجوار شاطئ بوندي مساء الاثنين تكريماً للضحايا وإحياء لذكرى اليوم الثاني من عيد حانوكا.

والثلاثاء، زار رئيس الوزراء أحمد الأحمد، "بطل" حادثة إطلاق النار، في المستشفى مشيداً بجهوده للمساعدة في وقف أعنف هجوم مسلح تشهده البلاد منذ عقود.

وأظهرت لقطات مصورة الأحمد، وهو بائع فاكهة من أصل سوري جاء إلى البلاد قبل قرابة 10 سنوات، وهو يتنقل بين سيارات متوقفة أثناء إطلاق النار، ليصل إلى المهاجمين ويتمكن من انتزاع سلاح ناري من يد أحدهما.

وقال ألبانيزي بعد زيارته "كان يحاول شرب فنجان من القهوة ووجد نفسه في لحظة يتم فيها إطلاق النار على الناس أمامه ... قرر أن تحرّك، وشجاعته هي مصدر إلهام لجميع الأستراليين".

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon