غداً.. العالم يترقب الكسوف الشمسي الأخير لعام 2025
شفق نيوز- متابعة
يترقب عشاق الفلك يوم غد الأحد لمتابعة الكسوف الشمسي الثاني والأخير لعام 2025، في حدث فلكي يُعرف باسم "كسوف الاعتدال" يُرى عند سكان نصف الكرة الجنوبي.
وأوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، أشرف تادرس، أن ظاهرة كسوف الشمس الجزئي تؤكد أن خسوف القمر لا يحدث إلا إذا كان القمر بدراً، وكسوف الشمس لا يحدث إلا إذا كان القمر محاقاً.
وأشار تادرس إلى أن كسوف الشمس الجزئي يحدث بعد حوالي أسبوعين من الخسوف الكلي للقمر، عندما يكون القمر محاقاً.
وذكر أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية أن هذا الكسوف لا يُرى في العالم سوى في المنطقة الجنوبية من الكرة الأرضية، وتشمل جنوب قارة أستراليا والمحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية.
ولفت إلى إمكانية الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث تعكس الظواهر بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
وأضاف عبر حسابه في "فيسبوك" أن الخسوف القمري يحدث في وضع التقابل، أي في منتصف الشهر الهجري عندما يكون القمر بدراً، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر مع مستوى مدار الشمس (البروج)، أو قريباً منها. وفي هذه الحالة، تقع الأرض بين الشمس والقمر، على خط الاقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريباً منه.
وبيّن أن كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهاراً، وخسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلاً.
وأردف أن "كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث إلا إذا كان القمر محاقاً، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليُسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث إلا إذا كان القمر بدراً، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليُسقط ظل الأرض على القمر)".
وتابع أن هناك دورة منتظمة لكسوف الشمس وخسوف القمر تُعرف بدورة ساروس (Saros Cycle)، طول هذه الدورة 18 سنة و11 يوماً و8 ساعات (أي حوالي 6585.3 يوماً، أو ما يعادل 223 شهراً قمرياً). بعد انقضاء هذه الفترة، تعود الأرض والقمر والشمس تقريباً إلى نفس المواضع النسبية في مداراتها، فيتكرر الكسوف والخسوف بنمط مشابه جداً لما حدث قبل 18 عاماً. وقد اكتشف هذه الدورة البابليون والكلدانيون والمصريون القدماء.
وأكمل أن "القمر سبب رئيسي في هذه الظواهر، ويدور حول الأرض في شهر تقريباً، إلا أن الكسوف والخسوف لا يحدثان شهرياً لأن مدار القمر حول الأرض يميل حوالي 5 درجات على مدار الأرض حول الشمس (دائرة البروج)، ولذلك، لا يكون القمر دائماً في نفس المستوى الهندسي الذي يسمح له بحدوث الكسوف أو الخسوف".
واستدرك، "لكن، لابد أن يكون القمر قريباً من إحدى العقدتين (العقدة الصاعدة الشمالية أو العقدة الهابطة الجنوبية)، وهما النقطتان اللتان يتقاطع فيهما مستوى مدار القمر حول الأرض مع مستوى مدار الأرض حول الشمس، حيث تكون الزاوية بين القمر والشمس صغيرة بدرجة تكفي لجعل ظل أحدهما يسقط على الآخر".
ويمكن رؤية الكسوف في نيوزيلندا، والمحيط الهادئ، والقارة القطبية الجنوبية. وعند ذروة الكسوف الجزئي، يغطي قرص القمر حوالي 85.5% من قرص الشمس.
وسيستغرق الكسوف الجزئي، منذ بدايته وحتى نهايته، أربع ساعات وأربعاً وعشرين دقيقة تقريباً، ولا يمكن رؤيته في مصر.
وسيكون حدث 21 أيلول/سبتمبر هو الكسوف الشمسي الثاني والأخير لعام 2025، حيث يتوقع أن يصل الحد الأقصى لكسوف الشمس إلى 80% في المحيط الجنوبي بين نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية، بينما تشهد شبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية كسوفاً جزئياً بنسبة 12% فقط قبل غروب الشمس.