الحكومات والمعارضة والشعب إلى أين؟

الحكومات والمعارضة والشعب إلى أين؟

جلال باقر

2025-01-29T19:46:39+00:00

إن الذي يحدث في دولنا الشرق أوسطية من الممكن أن يكون سببه التخلف او الانظمة او حتى المؤامرات التي قد لايصدقها البعض تماشياً مع الإعلام الذي واحيانا يرفض مبدأ المؤامرة او مسببات نحن لم نفرضها او ليست لدينا يد فيها.

حالات الفوضى التي فرضتها علينا القوى العظمى وأسمتها الفوضى الخلاقة وعمليات القتل اليومي للأبرياء والتفجيرات والعمليات الانتحارية وخلق المعارضات الورقية التي تحمل أسماء رنانة تحاول هي ايضاً بدورها أن تخلق وتطبق هذه الفوضى، ويرى المواطن العادي إليها محاولاً فهم الوضع برمته ومن خلال الإعلام المتلفز وعلى الفضائية التي تلبي طلبه وغاياته ويخرج الجميع بالنهاية بحالة من الفوضى الخلاقة أيضًا ولكن اعلامياً وينظر الجميع الى بعضهم البعض بعين الريبة لتفاوت وجهات النظر والاصطدام وأصبحوا يعانون هم ايضاً من حالة المؤامرة.

الجميع يدعي الوطنية وحب الوطن ويرفعون شعار الحفاظ على هذا الوطن الذي يعيشون وتعايشوا فيه ويصرخون ليل نهار بإسم الديمقراطية والإخوة والتعايش ولكنهم بعيدين كل البعد عن بعضهم البعض فالإختلاف بين مواطنين عاديين في وجهات النظر قد تؤدي ألى الخصومة والابتعاد دون الأخذ بالاعتبار أنهم يهتفون دائما بالديمقراطية وان الحوار لا يفسد للود قضية، أما في السياسة والأسلوب المتبع بين الأحزاب السياسية المعارضة منها والمؤيدة فنرى انهم ايضاً يعانون مثل المواطن العادي ولكن بوجه وبشكل اخر فيحدث بينهم التصادم الذي قد يؤدي الى ان يسقط المواطن العادي ضحية هذا التصادم وفي كيفية ادارة السلطة والآليات الصحيحة من قبل هؤلاء السياسيين.

ان المعارضة تتهم الحكومة بالديكتاتورية وبالعمالة لهذه الدولة او تلك في الوقت الذي نرى هذه المعارضة هي ايضاً تمول وتدعم من هذه الدولة أو تلك وتصبح هي وحسب المتطلبات والخطط التي أعدت مسبقاً من قبل دول تريد ان تكون المنطقة في حالة من الفوضى المنفذ الفعلي للمؤامرة بالاضافة للدعم الاعلامي الممنهج وطبعاً العسكري والمادي ايضاً ويصبح للاعلام دور في تشويه الصورة وجعل المتلقي في حالة لا يحسد عليها.

اما الحكومات التي بيدها السلطة والاعلام فهي ايضاً تحاول وبشتى الوسائل ان تحافظ على السلطة وتقوم بصد الهجمات العسكرية والإعلامية والإرهابية لمواجهة المؤامرة التي أُحيكت ضدها مع الاخذ بالاعتبار ان هذه الحكومات كانت هي شريكة في اللعبة السياسية الدولية وتعلم ما يدور حولها ووراء الكواليس بحكم خبرتها في التعامل مع هذه الدول التي هي الآن في صف هذه المعارضات.

والفرق بين الحكومات والمعارضات هي في الخبرة المكتسبة للحكومات بحكم انها مارست السلطة وتعرف خفايا السياسة وطريقة التعامل والعلاقات الدولية فتكون هي المتفوقة من هذه الناحية اما المعارضات فهي نراها قليلة الخبرة وتقودها الدول المخططة للمؤامرة وليس لديها من القوة والخبرة لإسقاط هذه الحكومات ولذلك تعتمد على القوة العسكرية التي تعطى لها بالاضافة الى الارهابيين الذين هم ايضاً لديهم اجنداتهم ومموليهم في المنطقة، ولاننسى ان هذه الحكومات لديها من الخبرات العسكرية التي قد تفوق المعارضة كثيراً، وتحتدم المعارك بين جميع الأطراف لتحقيق ما يريدون الوصول اليه.

وعندما ترى الدول الداعمة للمعارضات انه لا يمكنها تحقيق مآربها في المنطقة تقوم بالاستعانة بأقذر الوسائل الا وهو الإرهاب الدولي والذي هو أيضاً تدعمه وقد يكون في البداية دون علم هذه المعارضات او التلويح لها ان هذه الجماعات الارهابية تقف في صف واحد معهم وفي النهاية تحدث ايضاً فوضى في طريقة تنفيذ المخططات الموكلة إليها ولا تبقى أمامها سوى التصادم فيما بينها وهنا تحدث المفارقة فيصبح المشهد برمته غريباً وهو ما يحدث بالفعل على ارض الواقع وسوريا مثلاً واضحاً .

وان لاننسى ان الصراع للاستحواذ على المنطقة ايضاً له تأثيره في الحفاظ على هذه الحكومة او تلك والمصالح لهذه الدول تقتضي ان تقوم بصد اي مخطط قد يؤدي الى هيمنة وسيطرة بعض الاطراف على مقدرات المنطقة وتأثيرها عليها مستقبلاً فتقوم بدعم هذه الحكومات لأفشال تلك المخططات عسكرياً واعلامياً ومادياً وفي المحافل الدولية .

هذا الصراع بين القوى العظمى للسيطرة والهيمنة يستمر مادامت هذه الشعوب لا تريد ان تستفيق من غيبوبتها وتحاول ان تعي مايدور حولها وتقول كلمتها، وتصدق ما يملى عليها من اكاذيب وشعارات ولا ننسى الدور الخبيث للانتهازيين والمنتفعين الذين يصبحون اليد المنفذة لهذه المخططات القذرة والحكومات التي لا تريد ان تعي ان المواطن يحتاج إلى سلطة حاكمة تعمل بأخلاقيات الحكم بالعدالة والمساواة ويعيش المواطن بكرامة في بلده حتى لا تصل البلاد الى الفوضى التي تفرضها القوى العظمى والتي اسمتها بالفوضى الخلاقة لتستمر المؤامرة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon