التاسع من نيسان يوم الانسان العراقي

التاسع من نيسان يوم الانسان العراقي

خضر دوملي

2025-04-09T17:55:24+00:00

ما كان احد يتصور انه بعد التاسع من نيسان سيصبح حال العراق على هذا المآل -- لقد تغيير كل شيء في هذه البلاد العجيبة، حتى نفوسنا جميعاً تغيرت، ولم تعد كما هي، لقدر تغيرت احوالنا وطموحاتنا وأحلامنا لقد تغيرت حتى نظرتنا تجاه بعضنا البعض ولم نعد نعرف قيمة التاسع من نيسان في سيرة حياة كل أنسان عاش سنوات قبل نهاية الطاغوت....

التاسع من نيسان ليس يوما عاديا يتم الاحتفال بسقوط اكبر دكتاتوريي العصر، في هذه السنة حتى نسي البعض لماذا يتم الاحتفال بهذا اليوم، وشاهدت تعليقات تسال لماذا هذا اليوم عطلة.

عليه كان يتطلب ان يتحول هذا اليوم فعلا ليوم وطني – يوما لكل فرد يحمل الجنسية العراقية ويوما لكل من تمت مصادرة الجنسية منهم – الكورد الفيليية - يوم تراجع فيه كل القوى المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الانسان حساباتها وتعلن رؤيتها لمستقل العراق الفدرالي ..

التاسع مع نيسان كان يتطلب ان تكون مناسبة يعرف كل فرد عراقي وكل فرد من المواليد التي ولدت في تسعينات القرن الماضي والسنوات العشرة الاولى من هذا القرن في كل زاوية، ما هي الجرائم التي ارتكبها حزب البعث وأجهزته القمعية منذ ثورة شباط 1963 وصولا الى التاسع من نيسان 2003... حتى لايأتي الينا بعض الشباب الذين لم يذاقوا عذابات ايام الحصار والحرب العراقية الايرانية والانفال و تصفية الثوار في الاهوار ليقولوا كان العراق كذا وكذا ... !

لو توفرت لنا أجهزة ومؤسسات تؤمن ببناء عراق ديمقراطي / فدرالي – أتحادي، كان يتطلب ان يجعلوا من هذا اليوم يوم الانسان العراقي يوم خلاصه من الدكتاتورية حتى لايقع فريسة الدكتاتوريات الجديدة، وحتى يتم بناء مؤسسات تؤمن بان ضمان حقوق جميع العراقيين ووضع حد لأصحاب الافكار القمعية / الرجعية الذين يحملون المسؤوليات التي ترفض الايمان والاعترف بالاخر وحقه في الحياة وأنهاء وجودهم وتاثيرهم....كان يفترض ان يتم جعل هذا اليوم في ذاكرة العراقيين يوما لأنصاف الضحايا والاعتذار لكل الذين قتلتهم ودفنتهم اجهزة وجلاوزة حزب البعث أحياءا وأمواتا من بدايات تصفية القادة والشخصيات الوطنية المؤثرة بحملة ابو ساطور، وصولا الى إبادة الكورد الفيليين وضحايا الحرب العراقية الايرانية وضحايا إبادة البارزانيين والانفال و الابادة الجماعية للكورد في حلبجة، وضحايا الانفتاضية الشعبانية و ضحايا الهجرة المليونية وضحايا الانقلابات وتصفية مئات الشخصيات والضباط الوطنيين بطرق واساليب وحشية، وضحايا التعريب في سنجار وكركوك وخانقين وضحايا من كل المكونات العراقية من الكورد والعرب والتركمان والاشوريين والشبك ومن المسلمين من السنة والشيعة، والمندائيين والكاكائية ومن الايزيدية الذين لايزالوا يعانوا من اثار التعريب، من المسيحيين الذين مزقت سياسات حزب البعث موطنهم الاصلي في تسعينات القرن الماضي في سهل نينوى بسياسات التغيير الديمغرافي التي لم تتوقف الى الان، من الشبك الذين تشردوا وتم ترحيل الالاف منهم الى اربيل وحرير، من البهائية التي صادرت اجهزة حزب البعث ومجلس قيادة الثورة هويتها وغيرهم الكثير الكثير، ولاننسى الاف الاسرى والمفقودين من الحرب العراقية الايرانية التي يتصور الكثيرين ان منحهم راتب شهري هو كل ما يجب ان يحصل لهم، فالالاف من المفقودين لم يتم انصافهم فأليس من حق ذويهم الاقرار بـ - ماذا حصل لهم وكيف تم تصفيتهم واين ولماذا حصل الذي حصل ..؟؟

يجب ان يتم دراسة كل هذه الملفات وجعلها محاور ومواضيع للنقاش عليها كل سنة في التاسع من نيسان حتى فعلا نشعر أننا تجاوزنا الماضي، كان يفترض ان يتم جعل هذا اليوم يوم للعدالة في العراق وإنصاف الضحايا وتعويض المتضررين حتى يشعر كل مواطن يحمل الجنسية العراقية يفتخر بأن اسقاط النظام جاءت بفرصة بناء الانسان الجديد وليس كما هو الحال الان -- دولة لايعرف كيف يتم أدارة دفتها نهارا وما الذي يحصل في سجونها ليلا ... واخر ضحايا الادارة هي المهندس بشير وكم بشير راح ضحية سياسات تعلمها الالاف من مدرسة البعث.

ولازال الوقت مبكرا وأن كان متأخر بضرورة جعل التاسع من نيسان من كل عام يوم العراق الفدرالي يوم الانسانية يوم العدالة وأنصاف الضحايا يوم تحقيق الاستقرار والتنمية والسلام في عموم العراق حتى يعيش جميع العراقيين في نعيم الخيرات التي يشتهر بها هذا البلد اسوة بعشرات البلدان الذي لايمتلكون لانصف ثروات العراق، ولا ربع قيادات وخبراء ومحبي ومؤمنين بالديمقراطية وحقوق الانسان..

أن يتم في كل عام في هذا اليوم أحياء ذكرى ضحايا البعث في مواقع حصول الجرائم من البصرة الى زاخو ومن خانقين الى القائم، اذ في كل بقعة هناك دماء سالت، وفي كل وادي وكل جبل وتحت رمال كل صحراء ووديان وبادية، تم دفن الالاف، ولازال البعض ينتظر ان يعرف مصير ذويه رغم مضي 22 عاما على نهاية سلطة حزب البعث في العراق...

أفلا يستحق ذوي هؤلاء الضحايا يوما يشعرون بأن من كان السبب في مأساتهم قد نال جزائه وتحققت العدالة؟

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon