بيانو وغرفة صامتة.. دانيار يوحّد العربية والكوردية صوب العالمية

بيانو وغرفة صامتة.. دانيار يوحّد العربية والكوردية صوب العالمية
2025-02-15T21:51:46+00:00

شفق نيوز/ بدأ مشواره بالعمل إلى جانب والده في تصوير حفلات الزفاف والأعراس، فتشرّب الأجواء الفنية وأصوات الموسيقى المتنوعة. ومن خانقين مروراً ببغداد ووصولاً إلى السليمانية، تعلّم دانيار محمد حسين فن التوزيع الموسيقي وأبدع فيه ليصبح اسماً مطلوباً لدى العديد من الفنانين العراقيين من الكورد والعرب.

دانيار، من مواليد خانقين عام 1991، حائز على شهادة البكالوريوس من جامعة البوليتكنيك في اختصاص الصحة المجتمعية، إلّا أنّ شغفه بالموسيقى دفعه إلى البحث عن آفاق أرحب للتعبير عن موهبته الفذة، لينجح في تحويل أعماله إلى "تريند" ويحقق ملايين المشاهدات على منصة يوتيوب.

وكالة شفق نيوز التقت به، فكان لنا معه الحوار التالي:

• كيف انتقلت من مجال الصحة المجتمعية إلى عالم الموسيقى؟

دانيار: بحكم عمل والدي مصوراً لحفلات الزفاف والأعراس، كانت علاقتي بالموسيقى والفن وثيقة منذ الصغر. كنت أتابعه في عملية المونتاج وتنسيق الموسيقى مع المقاطع المصوّرة، فأُعجِبت بالأغاني الكوردية والعربية والفارسية والتركية. حين تعشق شيئاً ما، لا بُدّ أن تتفاعل معه وتتوصّل إلى نتيجة؛ هكذا بدأت رحلتي.

• ما طبيعة عملك الحالي، وكيف يُطلَق على من يمارس مهامك الفنية؟

دانيار: أعمل كمنتج موسيقي (Music Producer). أنا فنان كوردي، لكن مجالي الرئيس هو عالم الموسيقى والصوت، حيث أعمل في التوزيع الموسيقي والـ"مكس" والـ"ماستر".

• منذ متى بدأت بشكل احترافي في هذا العمل؟

دانيار: أذكر أنني بدأت في عام 2009، ولكن أوّل عمل رسمي وحقيقي قدّمته كان سنة 2014.

• عند إعداد مقطوعة موسيقية، عادة ما يحتاج الملحن إلى آلة معينة. ما الآلة الأقرب إلى قلبك؟

دانيار: غالباً ما أبدأ أعمالي بآلة البيانو، فهي الركيزة الأساسية لديّ في التأليف والتوزيع. أمّا الآلة المفضلة عندي فهي الناي الكوردي.

• برأيك، هل الموهبة الموسيقية تأتي من الدراسة أم من عوامل أخرى؟

دانيار: الموهبة الموسيقية، كغيرها من المواهب، ترتبط بالدماغ وقدرته على التمييز السمعي. هناك مواهب في الكتابة والشعر والرياضة وغيرها، ولكن الموسيقى تحديداً تعتمد بشكل كبير على الأذن واستقبالها للأصوات. بالتأكيد تُصقل هذه الموهبة بالدراسة والتعلم واستخدام التكنولوجيا والتواصل مع الوسط الفني، لكي تنمو وتتطوّر.

• كثيرون يصفون الموسيقى بأنّها فلسفة كونية. من الناحية الفيزيائية والعاطفية، كيف تُسهم الموسيقى في ربط الإنسان بهذا الكون؟

دانيار: يتكون الكون من جزيئات كالالكترونات والفوتونات التي تتصرّف كأمواج. أمّا الموسيقى فهي في الأصل موجة صوتية، وعندما نستمع إليها فإننا نتفاعل مع موجات صوتية. أرى أنّ الشخص الذي يتعمّق في الموسيقى يرقّ قلبه وتستكين روحه، فيحبّ الحياة بشكل أكبر ويقدّر قيمتها وجمالها.

• عملية التلحين تُعدّ خلقاً لموسيقى جديدة، فما هي مصادر إلهامك؟

دانيار: أكثر ما يلهمني هو عزلتي في غرفتي؛ الصمت الذي يحيط بي هناك يجعلني متفرغاً تماماً لعالم الموسيقى، فأشعر أنّي منفصل عن العالم الخارجي ومتصِل فقط بالألحان التي أعمل عليها.

• ما مدى استفادتك من المقامات الكوردية في تطوير أسلوبك الموسيقي؟

دانيار: لقد استفدت كثيراً من المقامات الكوردية، فهي تمتاز بخصوصية فريدة. بذلت جهداً كبيراً لأدمجها مع الموسيقى العالمية، سعياً لإبراز هُويتنا الموسيقية بأسلوبٍ حديثٍ ومتجدد.

• للموسيقى تباينٌ (Contrast) في مختلف أنماطها. كيف ترى دور التوزيع الموسيقي في إنتاج الفيديو كليب؟

دانيار: للتوزيع الموسيقي أهمية كبيرة في صناعة الفيديو كليب. فهو لا يقتصر على صياغة الألحان فقط، بل يلعب دوراً في تحديد "ريتم" الأغنية الذي يجب أن يتناغم مع السيناريو والمونتاج وطريقة التصوير، ليخرج العمل متكاملاً.

• ما الذي حققته من إنجازات على صعيد التوزيع الموسيقي؟

دانيار: عملت على توزيع ومزج (مكس) وماستر العديد من الأغاني التي حقّقت مشاهدات عالية وتصدّرت قوائم الترند في العراق والدول العربية، إذ تجاوز إجمالي المشاهدات لأعمالي على يوتيوب نحو 800 مليون مشاهدة. كما قدمت أغنيتين مزجت فيهما الكوردية بالعربية في سابقة لم يسبقني إليها أحد، وصل ترتيب إحداهما إلى المركز (45) عالميّاً، والأخرى إلى المركز (68).

• ما مميزات الموسيقى الكوردية الجنوبية؟

دانيار: تتميّز الموسيقى الكوردية الجنوبية بتنوّعها تبعاً للمدن والمناطق؛ فلكل مدينة لهجتها وأسلوبها في المقامات وصيغة أداء مغنيها. على سبيل المثال، آلة الطنبور (الساز) واحدة، لكن طريقة العزف والدوزان والألحان تختلف من منطقة لأخرى، تبعاً للبيئة واللهجة التي تنتمي إليها.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon