السليمانية تودع أكبر معمّرة بإقليم كوردستان عن عمر ناهز 111 عاماً
السيدة آمنة صالح محمد
شفق نيوز- السليمانية
ودعت محافظة السليمانية يوم السبت، السيدة آمنة صالح محمد، التي تُعد - بحسب ذويها - أكبر معمّرة في إقليم كوردستان، بعد أن فارقت الحياة عن عمر ناهز 111 عاماً.
وتنحدر الراحلة، المولودة عام 1914 في قرية سياگويز التابعة لقضاء بينجوين، من عائلة البگزادة الكوردية المعروفة بمكانتها الاجتماعية المرموقة، حيث حافظت على احترام واسع بين أبناء منطقتها طوال حياتها.
وشكلت السيدة آمنة خلال أكثر من قرن من العمر "ذاكرة حية" للتحولات التي شهدتها كوردستان، إذ عاصرت مراحل سياسية واجتماعية متعاقبة منذ أواخر العهد العثماني مروراً بفترة الحكم الملكي والجمهوري في العراق، ووصولاً إلى الحقبة الحالية في الإقليم.
وبحسب مقربين منها، احتفظت الراحلة بذاكرة قوية وروت لأبنائها وأحفادها ملامح مراحل تاريخية مهمة، ما جعلها تمثل جزءاً من الذاكرة الشعبية للمنطقة.
ولم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن بياناً يؤكد عمر الراحلة وفق الوثائق المدنية، وهو أمر متكرر في حالات المعمرين في العراق نظراً لغياب السجلات الدقيقة قبل عقود طويلة، إلا أن عائلتها تؤكد أن سجلها الشفهي والعائلي يوثق عمرها الحقيقي.
ويشير مختصون في التراث الاجتماعي إلى أن رحيل هذه الفئة من كبار السن يعني فقدان جزء من الرواية الشفوية التي تحفظ تفاصيل تاريخية وثقافية لا تتوفر عادة في الوثائق الرسمية.
وشيع ذوو الراحلة جثمانها في مسقط رأسها بمراسم شارك فيها عدد من أهالي المنطقة، فيما عبر سكان بينجوين بمحافظة السليمانية عن تقديرهم لسيرتها الطويلة وما مثلته من شاهد على ذاكرة تمتد لأكثر من مئة عام.