قضايا أمنية وتعاون اقتصادي وهدايا رمزية في القمة الأمريكية الكورية الجنوبية (صور وفيديو)
شفق نيوز- واشنطن
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، قمة ثنائية في البيت الأبيض، ناقشا خلالها قضايا الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي وتوازن العلاقات الدولية، في ظل توترات قائمة في شبه الجزيرة الكورية وتحولات سياسية تشهدها سول.
وغادر الرئيس لي جيه ميونغ، اليوم الثلاثاء 26 آب/ أغسطس 2025، واشنطن، بعد وصوله قادما من طوكيو بصحبة السيدة الأولى كيم هيه كيونغ ، في 24 آب/ أغسطس.
وتنشر وكالة شفق نيوز لقطات حصرية تظهر كواليس مراسم وداعه من قبل الرئيس الأمريكي قبل المغادرة، بالإضافة إلى لحظات صعوده على الطائرة.
وأكد الرئيس الكوري الجنوبي، في تصريحات أعقبت أول لقاء رسمي مع ترامب، أمس الاثنين، أن "بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على بذل جهود مشتركة لدفع عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية".
وأشار إلى أن "كوريا الجنوبية ستضطلع بدور أكبر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، مع الحفاظ على علاقاتها مع الصين رغم التحديات الناجمة عن استمرار كوريا الشمالية في تطوير برنامجها الصاروخي."
فيما كشف مكتب الرئاسة في سول، أن لي اقترح عقد لقاء بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في وقت لاحق من هذا العام، في حال قرر الرئيس الأمريكي زيارة كوريا الجنوبية للمشاركة في منتدى إقليمي.
وجرى اللقاء في أجواء مشحونة بعد أن نشر ترامب تدوينة وصف فيها ما يحدث في كوريا الجنوبية بـ"التطهير أو الثورة"، في إشارة إلى حملة مداهمات حكومية استهدفت كنائس وقاعدة عسكرية أميركية.
وأوضح ترامب لاحقاً أنه "ربما لم يكن من الصواب القيام بذلك، وسيتحقق من الأمر"، ما أثار القلق في الأوساط الكورية حول مستقبل التعاون الثنائي.
كما أعرب الرئيس لي عن قلقه من بعض تصريحات ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية التواصل المباشر في تبديد الشكوك وتعزيز التفاهم المشترك.
في الشأن الاقتصادي، بحث الجانبان الاتفاق التجاري الجديد الذي تم التوصل إليه مؤخراً، والذي يقضي باستثمارات كورية جنوبية بمئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة، مقابل خفض الرسوم الجمركية على صادرات سول، خاصة في قطاع السيارات.
كما ناقشا التعاون في الصناعات الإستراتيجية مثل أشباه الموصلات والبطاريات وبناء السفن، إضافة إلى مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة الكورية، وسط مطالب أمريكية بزيادة مساهمات سول المالية، خصوصاً في ظل اتفاق سابق لرفع مساهمة كوريا الجنوبية بنسبة 8.3% لتبلغ 1.52 تريليون وون بحلول عام 2026.
وعلى هامش اللقاء، قدّم الرئيس الكوري الجنوبي وزوجته مجموعة هدايا لترامب وزوجته ميلانيا، شملت قبعتين مطرزتين بشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، إحداهما حمراء لترامب والأخرى بيضاء لميلانيا، إلى جانب مضرب غولف محفور عليه اسمه والأرقام "45" و"47"، في إشارة إلى ولايتيه الرئاسيتين.
وشملت الهدايا أيضاً نموذجاً ذهبياً لسفينة "السلحفاة" الكورية التاريخية، والتي ترمز لبراعة كوريا في بناء السفن ومهاراتها الدفاعية، في لمسة تعكس عمق العلاقات الثقافية والرمزية بين البلدين.
وفي واقعة طريفة، تسبب إعجاب ترامب بقلم استخدمه لي جاي ميونغ أثناء توقيع سجل الزوار في البيت الأبيض، في قفزة مؤقتة بسهم شركة "مونامي" الكورية للمستلزمات المكتبية، بعد أن ظن المستثمرون أن القلم من إنتاجها.
غير أن مكتب الرئيس الكوري أوضح أن القلم صُنع خصيصاً له، فيما نفت "مونامي" علاقتها به، لتتراجع المكاسب لاحقاً من 23% إلى 14%.
وتأتي هذه القمة بعد أشهر من الاضطراب السياسي في كوريا الجنوبية، إثر فرض الرئيس السابق يون سوك يول الأحكام العرفية لفترة وجيزة، قبل أن تتم الإطاحة به، ما أثار قلقاً لدى واشنطن بشأن استقرار واحدة من أهم حلفائها في آسيا.