دبلوماسي يعلق على إحاطة الحسان: ركزت على المعطيات الإيجابية في العراق فقط

شفق نيوز/ رأى الدبلوماسي السابق رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل، اليوم الأربعاء، أن إحاطة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة "يونامي" في العراق محمد الحسان ركزت على المعطيات الإيجابية فقط دون الاشارة الى السلبيات.
وقال فيصل، لوكالة شفق نيوز، إن "احاطة الحسان في مجلس الامن الدولي ركز فيها على المعطيات الإيجابية والمظاهر الإيجابية، ويبدو أن الحسان يمهد فعلا لانتهاء مهمة (يونامي) في العراق في نهاية العام 2025 مع الإبقاء على علاقات وثيقة بين البعثة وبين السلطات العراقية للاستمرار في دعم جهود الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني في إطار ضمان حقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق الأقليات والتنمية المستدامة، بجانب دعم جهود الحكومة في مواجهة قضية التصحر والجفاف والتلوث البيئي والتي تشكل اهتمامات الأمم المتحدة في العراق والشرق الأوسط".
وأضاف أنه "مع ملاحظة أن إحاطات مسؤولة بعثة يونامي السابقة بلاسخارت اتسمت برؤية نقدية حول ظاهرة الفوضى وانتشار السلاح المنفلت وانعدام الأمن الاستقرار، أيضا تناولت انتقادات الممثل السابق يان كوبيتش كانت واضحة وصريحة حول الانتخابات عام 2018 خصوصا ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وإجبار النازحين عبر العنف أو عبر التهديد بحرمانهم من المواد الغذائية والأدوية إذا لم يذهبوا للانتخابات، وعلى العكس ممن سبقوه جاءت كلمة الحسان هادئة عبر من خلالها عن العناصر الإيجابية في الوضع الراهن للنظام".
وبين الدبلوماسي العراقي السابق، "لقد اكد الحسان من خلال كلماته السابقة على أن الانتخابات تمثل بوابة التغيير الناعم في العراق، لكن من سيضمن النزاهة والشفافية واحترام حقوق الناخب العراقي؟، لأن التجاوزات والانتهاكات مازالت محتملة مع ضعف الرقابة والمحاسبة".
وأكد فيصل إنه "إذا استمرت انتخابات عام 2025 وفق الانتهاكات والتزوير والتهديد كما أشار يان كوبيش في 2018 امام مجلس الامن الدولي عن الانتخابات في حينها، فلن يحدث تغيير جوهري في طبيعة الطبقة السياسية التي احتكرت السلطة منذ عام 2003 واليوم تنتشر الاخبار حول بيع البطاقات الانتخابية بـ 500-250 ألف دينار على الرغم من إعلان مفوضية الانتخابات بعدم امكانية التصويت في البطاقة إلا بحضور صاحب البطاقة، لكن هذا قد لا يحصل على سبيل الافتراض".
وتابع الدبلوماسي السابق "إذا نحن أمام افتراض أن الانتخابات القادمة ستكون شفافة ونزيهة وديمقراطية، إذا ممكن الحصول على تغيير جدي في طبيعة الطبقة السياسية، لكن هذا مجرد رهان، فقد تذهب الانتخابات القادمة إلى انعدام الشفافية وانتشار البطاقات المزورة أو بطاقات مشتراة وإجبار القوات المسلحة والموظفين المرتبطين بالأحزاب على انتخاب قوائم محددة مما يشكل انتهاكا للنزاهة والشفافية والديمقراطية".
وقدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى بغداد محمد الحسان، امس الثلاثاء، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، سلط فيها الضوء على التطورات السياسية والأمنية في العراق، ومستجدات عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
ومن المفترض انتهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق رسمياً في نهاية العام 2025، والتي كانت شكلت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500 في آب/أغسطس 2003، لدعم سلطة الائتلاف المؤقتة بقيادة بول بريمر، ومجلس الحكم العراقي بعد إسقاط النظام السابق بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية، والمتحالفين معها.