هجمات مرتدة وانضباط صارم.. العراق يضع ثقته بالعقل الأسترالي أرنولد

شفق نيوز/ في خطوة جديدة تهدف لتعزيز فرص المنتخب الوطني العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، تم تعيين المدرب الأسترالي غراهام ارنولد لقيادة "أسود الرافدين" خلال المباراتين الحاسمتين أمام الأردن وكوريا الجنوبية.

وتوصلت لجنة المنتخبات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، مساء السبت الثالث من ايار الجاري، إلى اتفاق رسمي مع أرنولد ليخلف المدرب الإسباني المقال خيسوس كاساس. 

وقال عضو الاتحاد غالب الزاملي لوكالة شفق نيوز إن "اللجنة قررت بالإجماع اختيار المدرب الأسترالي، بعد دراسة العديد من الملفات لمدربين مرشحين" مشيرًا إلى أن "التوقيع الرسمي سيكتمل صباح الأحد".

مسيرة أرنولد كلاعب ومدرب

غراهام جيمس أرنولد، المدرب الأسترالي الذي وُلد عام 1963 في سيدني، بدأ مسيرته كلاعب في أندية أسترالية وأوروبية مرموقة، حيث لعب لنادي "سيدني كرواتيا"، وكذلك في الدوري الهولندي مع "روادا كيركراده"، قبل أن يختتم مسيرته كلاعب في اليابان مع "سانفريتشي هيروشيما".

أما على الصعيد الدولي، مثل أرنولد منتخب أستراليا في 54 مباراة دولية، وساهم في حملات تصفيات كأس العالم، ما منحه خبرة واسعة في الأجواء التنافسية.

بعد اعتزاله، بدأ أرنولد مشواره التدريبي، حيث عمل مساعدًا لمدرب المنتخب الأسترالي في كأس العالم 2006، ثم تولى لاحقًا تدريب الأندية الأسترالية مثل "سنترال كوست مارينرز" و"سيدني إف سي"، وحقق مع الأخير العديد من البطولات المحلية. 

كما قاد ارنولد منتخب أستراليا للعودة إلى كأس العالم 2022 في قطر، وحقق مع الفريق نتائج جيدة في التصفيات.

اسلوبه التدريبي..

غراهام أرنولد معروف بأسلوبه القائم على الانضباط التكتيكي، حيث يعمد إلى الواقعية في المباريات الكبرى، ويُركِّز على الروح القتالية وتنظيم الدفاع بشكل محكم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة التي تمثل أحد أبرز سمات أسلوبه.

عُرف عن أرنولد قدرته على بناء علاقات قوية مع اللاعبين، وغالبًا ما يُشاد به لقدرته على القيادة النفسية للفريق، حيث يحرص على تحفيز اللاعبين في الأوقات الحرجة، وهذا الأسلوب ساعده على بناء فرق متماسكة تؤمن بقدرتها على تحقيق النتائج الجيدة في المسابقات الكبيرة.

التحديات والانتقادات 

ومع ذلك، لم تخلُ مسيرته من بعض الانتقادات، خاصة في بداياته مع منتخب أستراليا.

في كأس آسيا 2023 (التي أُقيمت في 2024 في قطر)، قاد أرنولد منتخب بلاده إلى أدوار متقدمة، لكنه واجه بعض النقد بسبب الأداء غير المستقر في بعض المباريات، وهو ما شكّل اختبارًا حقيقيًا لقدرته على التعامل مع الضغوط.

ورغم هذه الانتقادات، أثبت أرنولد جدارته بشكل تدريجي، حيث نجح في إعادة تشكيل منتخب أستراليا ليظهر بشكل قوي في التصفيات والمباريات الدولية.

تفاصيل اختيار أرنولد

تكوّنت لجنة المنتخبات المكلفة باختيار مدرب المنتخب من شخصيات بارزة في اتحاد الكرة العراقي، من بينهم رئيس الاتحاد عدنان درجال والنائب الأول يونس محمود، بالإضافة إلى أعضاء الاتحاد محمد ناصر، غانم عريبي، وخلف جلال.

وبعد دراسة سيرة المدربين المرشحين، من بينهم الأرجنتيني هيكتور كوبر، والإسباني فيليكس سانشيز، وقع الاختيار على أرنولد بفضل خبرته في التصفيات والمنافسات الكبرى.

وأكد الزاملي أن "الاختيار كان بناءً على دراسة شاملة لمؤهلات المدرب الأسترالي، وقدرته على إدارة المباريات الحاسمة"، مضيفًا أن "التعاقد مع أرنولد خطوة استراتيجية نحو تعزيز آمال المنتخب في التصفيات".

تحديات المرحلة المقبلة

في تقييم له، ذكر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن أرنولد يتمتع بخبرة غنية في قيادة المنتخبات في التصفيات الدولية، مما يجعله مؤهلاً جيدًا لقيادة المنتخب العراقي في هذه المرحلة الحاسمة. ويُتوقع أن يعتمد المدرب الأسترالي على أسلوبه القائم على الانضباط التكتيكي وتنظيم الدفاع بشكل قوي، مما قد يعزز من فرص الفريق في مواجهة تحديات التصفيات.

وسيواجه أرنولد أول اختبار له أمام منتخب الأردن، في مباراة قد تكون حاسمة للمنتخب العراقي في سعيه للتأهل إلى كأس العالم 2026.