من الخسارة إلى الأمل.. تقرير أممي يتناول رحلة سيدتين عراقيتين

من الخسارة إلى الأمل.. تقرير أممي يتناول رحلة سيدتين عراقيتين
2025-03-10T09:55:20+00:00

شفق نيوز/ تناول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قصة سيدتين عراقيين، عانتا من حرب عصابات داعش بما في ذلك نزوحهما إلى مخيم الهول، ومثابرتهما على البقاء والتعلم، من خلال برامج تنمية يدعمها الاتحاد الاوروبي، بما مكنهما من تحويل خساراتهما الى قوة لهما.

وذكر تقرير أممي، تحت عنوان "اعادة بناء الامل: رحلة سليمة وصالحة" ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "سليمة أحمد عدوان وشقيقتها الكبرى صالحة، وهما تتحدران من الانبارـ عاشتا سنوات حياة بسيطة ومرضية، في حين كانت سليمة تحلم دوما بأن تدير متجرها الصغير الخاص ويكون نابضا بالحياة حيث يتيح للجيران التجمع وتبادل الحكايات.

ولفت التقرير، إلى أن "سليمة تمكنت لفترة قصيرة من الوقت من تحقيق ذلك، حيث بنت متجرها هذا بجوار منزلها مباشرة، الا ان الشقيقتين اجبرتا في العام 2014، من قبل داعش على النزوح الذي ابعدهما عن حياتهما القائمة، وتركهما لكل شيء خلفهما بما في ذلك ارث العائلة والشوارع ، ودفء جيرانهما الذين كانوا بمثابة عائلة".

وفي حين أشار التقرير، الى ان الشقيقتين عاشتا حالة من الضبابية فيما بين النزوح والبقاء، أوضح ان محطتهما الاولى كانت في مخيم الهول، وهو المكان الذي يوصف بانه كابوس، حيث لم يكن هناك ما يكفي من المال ولا الطعام، ولا الدفء في البرد القارس، ولا الظل من حرارة الصيف، لافتا الى ان الليالي كانت تطول مع القليل من النوم، في ظل عبء عدم اليقين الضاغط على الصدور، في حين ان الامان كان دائما محل استفهام.

ورأى تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أن الفرصة جاءت لانتقالهما الى "مركز الامل" وهو المكان الذي وفر  لهم للمرة الاولى منذ سنوات، بارقة من الاستقرار، مضيفا انه برغم انه ليس موطنهما الاصلي الا ان الحياة بدت اسهل قليلا حيث كان يتوفر لهما دعم اضافي، واصبحتا للمرة الاولى منذ فترة طويلة، بامكانهما التنفس.

وتابع أن المسألة لم تعد مرتبطة فقط بالبقاء على قيد الحياة، وانما بالعثور على طريقهم للعودة  الى ما يشبه انهما حيتان، مبيناً أن الشقيقتين تديران متجرا صغيرا مجددا، وبمساعدة من ابن وشقيق سليمة، حيث يتولى الرجلان العديد من المسؤوليات بما في ذلك ادارة المتجر في المساء، وشراء البضائع من اماكن اخرى، والتدخل عندما تحتاج سليمة وصالحة الى الراحة، حيث ان صالحة (58 عاما) تعاني من مشكلات صحية تجعل من الصعب عليها التحرك، بينما تتحمل سليمة (42 عاما) غالبية العمل اليومي.

ولفت التقرير، إلى إن سليمة وصالحة تعتبران ان اعادة البناء، لم تكن مجرد فتح للمتجر، وانما باكتشاف انفسهما مرة اخرى،

وبحسب التقرير، فقد تلقت سليمة وصالحة، التدريب على القيام بالاعمال التجارية، بما هو اكثر من مجرد كيفية بيع السلع، وانما ايضا كيفية فهم زبائنهما، وكيفية تخزين ما يحتاجه المجتمع، وكيفية تسويق منتجاتهما، مشيرا الى ان هذه المهارات لم تساعد عملهما التجاري فقط، وانما منحتهما شيئا اكثر قيمة هو الامل.

وخلص التقرير الأممي، إلى أن رحلة الشقيقتين لم تكن متعلقة بتعلم كيفية إدارة متجر، اذ ان الالم المرتبط بالماضي موجودا وثقيلا وغير مذكور، بما في ذلك ذكريات الخسارة، وكل ما سلب منهما، وهو ما يبدو كحمل ثقيل وصعب.

وأشار إلى إن "مركز الأمل" أمن لهما الدعم لصحتهما النفسية وهو ما ساعدهما على مواجهة حزنهما ومخاوفهما، مضيفا انه مع مرور الوقت والرعاية، تبدلت الامور وشعرتا بالقدرة على الانفتاح - ليس فقط على بعضهما البعض، ولكن على الناس من حولهم، واصبحتا للمرة الاولى منذ سنوات، لا تخفيان ألمهما، وانما بمقدورهما مشاركته والتعافي منه معا.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon