"قنبلة" من المخاطر تهدد المنطقة.. هل يمدد العراق بقاء قوات التحالف الدولي؟

"قنبلة" من المخاطر تهدد المنطقة.. هل يمدد العراق بقاء قوات التحالف الدولي؟
2025-02-05T10:45:25+00:00

شفق نيوز/ يؤكد ناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، على أن الجداول الزمنية لانسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد، أخذت بنظر الاعتبار حاجة القوات الأمنية للتدريب والتجهيز والأمور اللوجستية والفنية، لذلك الجداول ثابتة، وهي تسير وفق ما مخطط لها.

يأتي هذا في وقت يؤكد خبراء في الشأن الأمني، أن المنطقة داخلة في أزمة، من نشاط "داعش" في صحراء تدمر ودير الزور، إلى مخاطر اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات الإسرائيلية، فضلاً عن وجود حزب العمال الكوردستاني والقوات التركية في إقليم كوردستان، وخطورة ما يجري بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتركيا و"هيئة تحرير الشام".

ويقول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، لوكالة شفق نيوز، إن "اللجان المشتركة العراقية الأمريكية وخاصة اللجان الأمنية العراقية توصلت بعد عدة اجتماعات في بغداد وواشنطن إلى جدولة زمنية لانسحاب قوات التحالف، وهذه الجداول أخذت بنظر الاعتبار حاجة القوات العراقية للتدريب ومدى ما وصلت إليه القوات العراقية من الاستعداد والتجهيز والتدريب وكل الأمور اللوجستية والفنية".

ويؤكد النعمان، أن "الجداول التي وضعت هي ثابتة، والأمور تسير وفق ما مخطط له، وهي وضعت بعد تقييم للقدرات الأمنية العراقية وتقدير الخطر الموجود وقدرات داعش التي تلاشت، فكل هذه الأمور أخذت في الاعتبار عندما وضعت التوقيتات الزمنية لانسحاب قوات التحالف".

وعن الموقف الأمني على الحدود العراقية – السورية، يوضح النعمان، أن "الحدود العراقية مؤمنة بشكل تام، حيث هناك جدار كونكريتي وقوات كافية من قوات حرس الحدود مدعومة من قطعات من الجيش العراقي والحشد الشعبي، كما تم دعم الحدود بتقنيات فنية ولوجستية وأجهزة استشعار، لذلك هناك اطمئنان من الحدود العراقية".

ويشير إلى أن "الجهد الاستخباري للأجهزة الأمنية حاضر أيضاً، صحيح أن الوضع في سوريا هو داخلي، لكن نحن نراقب تطورات الأوضاع ومدى تأثيرها على الأمن القومي العراقي، وأن الأجهزة الأمنية لديها قراءة ودراية لكل مجريات الأمور".

وكان التحالف الدولي، قد أعلن في 27 أيلول/سبتمبر 2024، عن انتهاء مهمته في العراق رسميا خلال 12 شهراً، وفي موعد أقصاه نهاية أيلول/سبتمبر 2025، والانتقال إلى "شراكات أمنية ثنائية بشكل يدعم القوات العراقية ويحافظ على الضغط على داعش"، وذلك في بيان مشترك مع العراق، مبيناً أن إعلان الجدول الزمني لانتهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي جاء بعد هزيمة داعش في العراق.

وأوضح البيان، أن "العراق عضو أساسي في التحالف، ولمنع عودة تنظيم داعش الإرهابي من شمال شرق سوريا، وبموجب الظروف الميدانية والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، فإن المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سوريا من منصة محددة في اللجنة العسكرية العليا ستستمر حتى أيلول/سبتمبر 2026".

من جهته، يقول الخبير الأمني، سرمد البياتي، إن "مسألة بقاء التحالف الدولي في العراق لم يتم التكلم بشيء رسمي عنها نهائياً"، مبيناً أن "داعش له وجود في صحراء تدمر ودير الزور، لكن ليس بالشكل الذي قد يسبب خطراً على العراق، فهو قد يشكل خطراً على سوريا الذي له نشاط محدود في البادية، لكن لا يشكل خطراً على العراق لقوة خطوطه الدفاعية".

ويشير البياتي لوكالة شفق نيوز، إلى أن "العراق يمتلك رادارات للكشف عن الطائرات، وسوف تصل رادارات للكشف عن المسيّرات أيضاً، لكن هناك حاجة إلى الدفاعات الجوية ورصد داعش من السماء، وهذه متوفرة لدى القوات العراقية لكن بشكل محدود، وما تمتلكه قوات التحالف من أقمار صناعية ومسيّرات وطائرات استطلاع هي أكثر تطوراً بكثير مما يمتلكه العراق".

ويبين، أن "المخاطر داعش هي على الأرض فقط وليس على الأجواء العراقية التي قد تخترقها إسرائيل في وقت لا توجد دفاعات جوية عراقية بإمكانها إسقاط الطائرات الإسرائيلية، وبالإضافة إلى ذلك، يمثل حزب العمال والقوات التركية في إقليم كوردستان وما يجري بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا وهيئة تحرير الشام خطورة اشتعال أزمة في المنطقة".

يذكر أن تحالف "العزم الصلب" أنشئ في عام 2014 من 87 شريكاً، بما في ذلك 82 حكومة وخمس منظمات أعضاء، لمساعدة القوى الشريكة على ضمان هزيمة داعش، وإقامة تعاون أمني دائم.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أيلول/سبتمبر عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسة في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي، ويضاف للقوات الأميركية، قوات فرنسية، وأسترالية، وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن الناتو في العراق.

بدوره، يصنف المرشح السابق لرئاسة الوزراء، محمد توفيق علاوي، "التواجد العسكري الأمريكي في العراق إلى ثلاثة أصناف، أولاً: تقنيين ومهندسين لأعمال الصيانة والتشغيل للآليات العسكرية وبالذات طائرات الـ F16، وهؤلاء تواجدهم ضروري، لأن هذه الطائرات توجه من خلال الأقمار الصناعية وتحتاج الى صيانة دائمية ومستمرة وتجهيزها بالعتاد".

وعن الصنف الثاني، يقول علاوي لوكالة شفق نيوز، "هم مدربون للقوات العسكرية والذي يقرر بهذا الشأن هي القيادات العسكرية، وحسب اعتقادي أن تدريب القوات العسكرية أصبح على درجة عالية وأصبحت لديهم خبرات كثيرة، وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى مدربين".

أما الصنف الثالث فهم بحسب علاوي "المقاتلون، وأن وجود هؤلاء في أي دولة يعتبر انتقاص للسيادة، وهذا لا يمكن قبوله، فنحن دولة ذات سيادة ولا نقبل بالتواجد العسكري لأي دولة على أرض العراق".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon