فيلم "وورفير".. معركة من الفلوجة موسيقاه التصويرية هي "الألم"

فيلم "وورفير".. معركة من الفلوجة موسيقاه التصويرية هي "الألم"
2025-04-11T14:05:11+00:00

شفق نيوز/ بدأت صالات السينما الأمريكية، بعرض فيلم "وورفير"، وهو من تأليف وإخراج أحد المحاربين القدامى، المشاركين في حرب العراق عام 2003، وبحسب مجلة التايم، فإن التصوير يركز على دقة القتال الفعلي.

وجاء في تقرير المجلة الأمريكية، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "راي ميندوزا، وهو جندي بحرية خدم سابقا في حرب العراق، تعاون مع كاتب السيناريو اليكس جارلاند المرشح لجائزة الأوسكار، من أجل اخراج فيلم عن مهمة عسكرية جرت في العام 2006 وتطورت احداثها بشكل سيء، وذلك من أجل تكريم رفيقه الذي اصيب بجروح خطيرة في ذلك الوقت ولم يعد يتذكر وقائع ما جرى".

وأشار التقرير، إلى أن "صناع الفيلم يأملون ان يحقق صدى ليس فقط بين مجتمع قدامى المحاربين، وانما ايضا بين المدنيين، الذين سيكون بمقدورهم معرفة شكل الحرب الحديثة بشكل واقعي".

ووفقا لميندوزا، فإن "الفيلم هدفه تقديم التصوير الأكثر دقة للقتال حتى الان"، وقد تناول التقرير الاحداث الحقيقية والاشخاص الذين الهموا السيناريو والاحداث الرئيسية للفيلم، مشيرا إلى أن الفيلم يستند على احداث حقيقية وقعت في منطقة كانت خاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة في محافظة الرمادي العراقية في نوفمبر/تشرين الثاني العام 2006، حيث تم تكليف مجموعة من قوات البحرية الأمريكية بمراقبة منطقة سكنية لضمان مرور قوات برية بأمان في اليوم التالي، وبعدما دخلت القوات مبنى سكني بجوار المتمردين، القت عناصر القاعدة قنبلة يدوية، مما ادى الى اصابة احد افراد القوات الخاصة وهو إليوت ميلر، وعندما حاول زملاؤه سحبه هو وجريح آخر من القوات الخاصة، انفجرت عبوة ناسفة، واصيب ميلر بجروح أكثر خطورة.

وتابع التقرير، أن "ميلر نجا من الموت، لكنه لم يعد يتذكر أي شيء عن تلك المهمة"، ناقلا عن ميندوزا قوله انه "على مر السنين، كان ميلر يرسل بريدا الكترونيا إلى زملائه اعضاء الخدمة لطرح اسئلة حول تلك اللحظة، بينما قرر ميندوزا أن يصنع الفيلم للمساعدة في سد هذه الثغرات في ذاكرة صديقه". 

وقد تقاعد ميندوزا من سلاح المارينز وعمل كممثل في هوليوود وساعد الممثلين على اداء معارك واقعية بالأسلحة النارية في أفلام الحركة، مشيرا الى أنه "خلال عمله في فيلم الحرب الاهلية في العام 2024، اصبح صديقا لجارلاند، وشارك معه قصة اخلاء صديقه ميلر".

ولفت التقرير إلى أن "جارلاند سجل ذكريات ميندوزا عن عملية الرمادي، كما قاما معا باجراء مقابلات مع أعضاء سابقين في وحدات "سيل نيفي" الخاصة ممن شاركوا في مهمة الرمادي، وحاولا تحديد الجدول الزمني للأحداث، مثلما جرت في الحياة الواقعية وليس اختراع الشخصيات او تجميل التفاصيل للحصول على التأثير الدرامي".

وتم تصوير الفيلم خارج لندن في مطار يعود الى الحرب العالمية الثانية، حيث جرى تحويله الى استوديو للتلفزيون والسينما، كما دخل الممثلين معسكرا تدريبيا، مشابها للتدريب الخاص بقوات المارينز للاستعداد للضغط والارهاق في منطقة الحرب.

وأشار التقرير، إلى أن "من بين الممثلين النجوم الذين يظهرون في الفيلم، تشارلز ميلتون، ومايكل غاندولفيني، وويل بولتر، وجوزيف كوين، ودي فرعون وون  تاي، وكيت كونور".

وتابع أن "الفيلم لا يتضمن موسيقى تصويرية، وفي الوقت نفسه يعيش المشاهدون ضمن كمين بأصوات ساحة المعركة والرجال يصرخون من الألم، كما تشاهد الاطراف المتناثرة في منتصف الشارع، وتصبح الموسيقى التصويرية للفيلم في الاساس خاصة بأحد الرجال الجرحى وهو يصرخ، وهو مشهد معد لكي يتم اغراق المشاهدين في ضباب الحرب".

واضاف التقرير، أن "غالبية الحوار في الفيلم هو عبارة عن لغة عسكرية"، مضيفا انه "عندما سئل ميندوزا عن سبب عدم ترجمة المصطلحات الى عبارات يمكن للمدنيين ان يفهموها، قال ببساطة: لم اصنعه (الفيلم) لهم".

وأوضح أن "الفيلم مخصص للجريح لميلر، ولهذا اراد ان يكون الحوار كما يتذكره رفاقه". 

ونقل التقرير عن ميندوزا إعرابه عن الامل في ان يثير الفيلم نقاشا، موضحا "اردت ان اصنع شيئا يمكن للمحاربين القدامى استخدامه كنقطة انطلاق، ربما للقيام بمحادثات لم يكونوا ليتمكنوا من القيام بها بطريقة اخرى".

كما ينقل التقرير عن جو هيلدبراند، وهو احد افراد القوات الخاصة البحرية الذين جرحوا خلال عملية الرمادي الفاشلة، قوله انه بعد نحو عقد من الزمان امضاه في استيعاب المشاعر المرتبطة بذلك اليوم، كان العمل على الفيلم مريحا، مضيفا "لا اعتقد أن أيا منا بدأ حقا في التعافي حتى هذا الفيلم".

وختم التقرير بالقول، إن "ميندوزا يأمل ان يشاهد النواب الفيلم وان يدركوا بشكل افضل ما يعنيه إرسال الجنود الى المعركة"، مضيفا "اذا قررت الذهاب الى الحرب، فعلينا كمجتمع ان نعتني بقواتنا عندما تعود".   

 

ترجمة: وكالة شفق نيوز 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon