"عاصفة تقترب".. ترامب يشحذ سيف العقوبات للعراق

"عاصفة تقترب".. ترامب يشحذ سيف العقوبات للعراق
2025-02-03T07:32:02+00:00

شفق نيوز/ وسط تحذيرات من استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحرب الاقتصادية خلال الفترة المقبلة في الشرق الأوسط، تزداد المخاوف من اندلاع حروب جديدة في المنطقة، لكن من نوع آخر، في وقت تتحكم الولايات المتحدة بالاقتصاد العراقي بشكل علني، على اعتبار أن أموال صادرات النفط العراقي تودع في الفيدرالي الأميركي.

ووفقاً للخبراء، فإن جميع مصادر الاقتصاد العراقي مرهونة تحت وصاية البنك الفيدرالي الأمريكي، ما يعني أن ترامب يستطيع فعل الكثير من أجل أن يفرض إرادته السياسية والأمنية على العراق بما يتناغم مع الأمن القومي الأميركي.

مستقبل ضبابي

في هذا الإطار، قال مستشار رئيس البرلمان للشؤون الأمنية، مخلد الدرب، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "ما سيحصل في منطقة الشرق الأوسط لا يزال ضبابياً، حيث إن تصريحات ترامب ما بين شد وجذب، فهو بحسب تصريحاته يريد إحلال السلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكنه في الوقت نفسه ذكر أن السلام قد يُفرض بالقوة، ما يعني هناك رؤية استراتيجية لشرق أوسط جديد".

وأضاف الدرب، أن "الحروب العسكرية مستبعدة في الفترة المقبلة، لكن قد تحصل حروباً من نوع آخر، وهي الحروب الهجينة ومنها حروب اقتصادية وإلكترونية، وهذه قد يكون تأثيرها أكثر فعالية من الحروب العسكرية، خاصة وأن هناك دولاً تعيش في حالة من الترهل والضعف الاقتصادي، وفي الوقت نفسه قد تُفرض عليها إرادات".

وأشار الدرب، إلى سمعه سحب مساعدات من دول عديدة منها الأردن، فيما قال ترامب إن على الأردن ومصر استقبال اللاجئين الفلسطينيين، مستطرداً بالقول "كذلك في ما يخص العراق الذي يعتبره ترامب محور المقاومة وامتداداً لإيران، في وقت يرتبط العراق بسياسة اقتصادية كبيرة مع أميركا، باعتبار أن أموال صادرات النفط تودع في الفيدرالي الأميركي، وبالتالي هو متحكم بالاقتصاد العراق، وجميع هذه المعطيات تدفع باتجاه فرض نظرية واحدة، وهي أن ترامب قادم إلى المنطقة ومعه العصا الاقتصادية التي يمكن أن يستخدمها على الجميع".

 

حذر عراقي واضح

لكن عارف الحمامي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، رأى أن "العراق مسالم ولم يتجاوز على أي دولة، كما لم يصدر الإرهاب، وهو بلد ديمقراطي وهناك تبادل سلمي للسلطة، وإن وجدت مشاكل فهي بسيطة، لذلك نأمل عدم اتخاذ أي عقوبات على العراق".

ورغم ذلك، ذكر الحمامي للوكالة، أن "هناك حذراً وعدم تفاؤل لمجيء الرئيس الأميركي ترامب، كونه هدد ليس العراق فقط، وإنما العديد من دول العالم، لكن نأمل أن تتغير السياسة الأميركية تجاه العراق".

وقبل أيام قليل، أكد الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية المُشكّلة لحكومة محمد شياع السوداني، عدم تخوفه من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بشأن فرض أي من العقوبات على العراق خلال المرحلة المقبلة.

ومنذ إعلان نتائج الانتخابات الأميركية، وفوز ترامب بالمنصب عمل النواب الجمهوريون على تحشيد الإدارة الجديدة، ضد بعض الشخصيات العراقية متهمة بعضها بالولاء الكامل لإيران، ودعت الرئيس الأميركي إلى القيام بإجراءات ضدهم.

كما أن الفريق الجديد لترامب، يضم أشد المناوئين للمحور الإيراني، وناقم بشكل كبير على الإدارة السابقة لجو بايدن، وإدارة باراك أوباما، معتبرين أن هاتين الإدارتين قد سلمتا العراق إلى إيران، بعد الانسحاب، وبعد سلسلة من المفاوضات.

واشنطن تتحكم ببغداد

من جهته، قال الخبير الأمني، علي المعماري، إن "سياسة ترامب في ولايته الأولى عام 2016، كانت تتمثل بالحرب الاقتصادية مع الدول الأخرى، ولكن في الوقت الحالي يحاول ترامب فرض إرادته السياسية والأمنية على الدول التي لها علاقات متشنجة اقتصادياً معها كما حصل مع الصين والمكسيك وكندا، بفرض رسوم بنسب متفاوتة على صادراتهم إلى أميركا، وهذه تعتبر نوعاً من أنواع الحروب الاقتصادية".

وأضاف المعماري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "العراق هو بيد ترامب بسبب الاتفاقية الاستراتيجية، مع رهن جميع مصادر الاقتصاد العراقي تحت وصاية البنك الفيدرالي الأميركي، ما يعني أن ترامب يستطيع فعل الكثير من أجل أن يفرض إرادته السياسية والأمنية على العراق بما يتناغم مع الأمن القومي الأميركي".

بدوره، بين الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، علاء النشوع، أن "الجانب الاقتصادي يكون أصعب وأقوى من الجانب الأمني والسياسي، لأسباب تتعلق بوضع العراق الداخلي، فهذا يمثل انتهاء العملة وتضخم الأسعار وانهيار اقتصادي شامل مما ينعكس على كل الجوانب المعيشية للشعب العراقي الذي يعاني من نسب فقر تجاوزت 40 بالمائة ووجود باطلة كبيرة".

وزاد النشوع تحليله لوكالة شفق نيوز، بالقول ان "هذا سيجعل الجانب الأمني والاستقرار المجتمعي في حيز مجهول لا يمكن التكهن بمخاطره وتأثيره الكبير على نظرية الأمن القومي العراقي الذي يعاني من تهديدات كبيرة، خاصة بعد الأحداث في غزة ولبنان وسوريا، أضف إلى ذلك وجود تهديدات حقيقية لتنظيم داعش الذي قد تتزايد عملياته في ظل انهيار اقتصادي مدمر"، على حد وصفه.

ورسمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، سيناريو مغايراً لمستقبل القوات الأميركية وقوامها يزيد على 2500 جندي منتشرين في القواعد العسكرية بالعراق، بعدما أشارت إلى إمكانية بقاء هذه القوات لمدد زمنية بعيدة، على الرغم من اتفاق جرى بين بغداد وواشنطن على انسحاب معظمها أواخر العام 2025 المقبل.

وبحسب تقرير للصحيفة، ترجمته وكالة شفق نيوز، في وقت سابق، أثارت الاضطرابات في سوريا تساؤلات حول مستقبل المهمة الأميركية في العراق المجاور، والتي كانت بمثابة مركز أمني ولوجستي لعمليات مكافحة الإرهاب في كلا البلدين.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon