أزمات وحروب وضربات.. العراق والعالم ينال نصيبه من "مئوية" ترامب

أزمات وحروب وضربات.. العراق والعالم ينال نصيبه من "مئوية" ترامب
2025-04-27T17:24:05+00:00

شفق نيوز/ مضت 100 يوم على تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية دون تحقيق للوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية أبرزها إنهاء حربي غزة وأوكرانيا، فيما يلاحظ نجاحه في بعض الملفات منها الضغط على إيران للبدء بالمفاوضات معها، وفق مراقبين.

أما تأثير سياسات ترامب على الوضع في العراق فهي، بحسب المراقبين، ثانونية وغير مباشرة، بل تعتمد على انعكاس الأحداث العالمية عليه، منها انخفاض أسعار النفط بعد فرض الرئيس الأمريكي الرسوم الجمركية، وبالتالي أثار المخاوف من أزمة مالية في العراق لاعتماده على النفط في موازنته العامة.

الضغط الأقصى 

وبدأ ترامب فترته الرئاسية الثانية بـ"اتباع سياسة الضغط الأقصى للحصول على نتائج اقتصادية ملموسة، وقد طبق ذلك على غرينلاند وبنما والشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا، وحتى أنه مارس ضغوطاً على أوروبا وقد نجح في بعضها"، وفق الباحث في الشؤون الأمريكية، كمال الزغول.

وذكر الزغول، لوكالة شفق نيوز، أن "ترامب نجح في الضغط على الاتحاد الأوروبي لزيادة نفقات الدفاع لتصل إلى 5% وبدأ الاتحاد الأوروبي بالتفكير بزيادة الإنفاق، وفي الشرق الأوسط ضغط على إيران للبدء بالمفاوضات لتأمين بيئة آمنة اقتصادياً".

لكن كل المؤشرات تقول إن ترامب "فشل في الضغط على الصين وعلى روسيا على حد سواء، إذ فرضت الصين تعرفة جمركية مماثلة أضرت بالاقتصاد الأمريكي، وبنفس الوقت قامت روسيا باستغلال الفجوة وتشديد ضرباتها على كييف، فلم يبقَ لترامب إلا التهدئة في غزة ليقول إنه حقق شيئاً في أول 100 يوم من فترته الرئاسية الحالية"، بحسب الزغول.

الوضع العراقي

وعن الوضع في العراق، رأى الزغول أنه يعتمد على أربعة عوامل، وهي:

العامل الأول: التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني والذي سيسهم في تهدئة المنطقة برمتها.

العامل الثاني: الاستقرار في سوريا وعدم تدخل ميليشيات من داخل العراق فيها.

العامل الثالث: قدرة الحكومة العراقية على تبني الدبلوماسية للحفاظ على الوضع الراهن للوصول إلى الاتفاقات السابقة الذكر في المنطقة ومركزية قرار الحكومة في التعامل مع الأحداث من دون رفع صوت الفصائل التي تمثل حساسية تامة بالنسبة لترامب، فهو يريد أن يرى الحكومة ضابطة للوضع في العراق.

العامل الرابع: قدرة الحكومة العراقية على الاندماج في المنطقة العربية من دون تحديدات تطلبها الفصائل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي وتصدير النفط والغاز من خلال المنطقة العربية، ويبدو أن العراق الآن بعيد عن الاشتباكات العسكرية في المنطقة. 

وبناءً على ما سبق، اعتبر الزغول، أن "الوضع العراقي ثانوياً يعتمد على التهدئة بين الولايات المتحدة وإيران، وعلى عودة العلاقات العراقية العربية بشكل كامل بما فيها سوريا، ومن هنا الدبلوماسية والقدرة على إدارة التفاوض مع الولايات المتحدة ومركزية القرار بالتعامل معها قد يسهم في انسحاب القوات الأمريكية من العراق".

المصالح والقوة

وتبدو ملامح السياسة الخارجية الأمريكية، وماذا يريد ترامب من العالم واضحة، وفق مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حسين المومني، مبيناً أن "ترامب مثل أي زعيم يؤمن بالواقعية السياسية التقليدية التي هي في نهاية المطاف قائمة على المصالح والقوة".

ونبه المومني، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "ترامب يحاول بناء نظام دولي جديد قائم على التنافس بين القوى العظمى وخاصة الصين وروسيا، لذلك يحاول استمالة روسيا وتحييدها عن الصين من خلال التركيز على حل لأوكرانيا يلامس المصالح الروسية".

ولفت إلى أن "ترامب رجل صفقات، وهذا يتجلى في مسألة الحروب التجارية والانسحاب من الهياكل الدولية ولديه صفقات مع السعودية ودول الخليج وكذلك فيما يخص ملف النووي الإيراني، فهو يريد استقرار الشرق الأوسط لضمان تدفق النفط بأسعار مناسبة".

عقيدة اقتصادية

وبالإضافة إلى ذلك، يلاحظ أن "ترامب رجل غير نمطي، فهو يمزج بين السلوك التجاري والعودة لبعض القواعد الكلاسيكية القديمة بالنظام الأمريكي، وهذا ما يرتكز عليه ترامب في سياسته الخارجية، فهو لا يؤمن بالحروب الكلاسيكية المباشرة إلا بالضرورة"، وفق رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أحمد الياسري.

وبين الياسري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "عقيدة ترامب اقتصادية تتلخص بأن الاستثمارات التجارية هي التي تعني شراكة سياسية، وليس التحالفات السياسية، لذلك فتح حرباً تجارية على الحلفاء والأعداء، ما أثر على خفض أسعار النفط، وهو ما انعكس على الاقتصاد العراقي الريعي الذي يعتمد على بيع النفط ما سيسبب بأزمات مالية للعراق".

وأشار إلى أن "المفاوضات الأمريكية مع إيران، في حال نجاحها، ستفرض معادلة جديدة في الشرق الأوسط، تكون فيها إيران دولة محورية ولكن ضمن حدودها ويتقلص نفوذها إلا في بعض الملفات والمواقع التي قد يُسمح لإيران بالتحرك فيها أمام النفوذ التركي".

"أما في حال عدم الاتفاق فهذا قد يؤدي إلى استمرار التوتر والدخول في مواجهة مع إيران وبالتالي ينعكس على العراق والمنطقة عموماً"، بحسب الياسري.

ورأى الياسري، في ختام حديثه، أن "الفيصل في العراق ستكون الانتخابات التشريعية المقبلة (المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025)، فهي ستعكس المتغيرات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط ومحيط العراق، وستترجم على حظوظ القوى المرتبطة بإيران والقوى التي تتناغم مع الخطاب الأمريكي في العراق".

وعمّا أثاره المتحدثون السابقون بشأن المفاوضات الأمريكية الجارية مع إيران وانعكاس نتائجها على دول المنطقة، أوضح المحلل السياسي الإيراني، علي أكبر برزوني، أن "من غير المعلوم الوصول إلى نتيجة، حيث هناك تصريحات متناقضة من قبل مسؤولين أمريكيين كما أن الكيان الصهيوني يحاول عرقلة مسير المفاوضات لعدم الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين".

وخلص برزوني خلال حديثه للوكالة، إلى أن "ترامب أطلق وعوداً كبرى في حملته الانتخابية لكن لحد الآن فشل في تنفيذ هذه الوعود خاصة في إنهاء حربي غزة وأوكرانيا، فالأزمات لا تزال موجودة وترامب بعد أكثر من 100 يوم من تولي منصب رئاسة الجمهورية في أمريكا فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافه الداخلية والخارجية".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon