إجلاء قسري أم تهديد نووي.. لغز إشعاع قرية "الدولاب" في بابل مستمر (صور)

إجلاء قسري أم تهديد نووي.. لغز إشعاع قرية "الدولاب" في بابل مستمر (صور)
2025-03-12T10:03:21+00:00

شفق نيوز/ ما زال أهالي منطقة السياحي في قرية "الدولاب" بمحافظة بابل يعيشون حالة من القلق والتساؤل بعد إعلان الجهات المتخصصة عن وجود مستويات إشعاع عالية في منازلهم، فيما يؤكد السكان أن الواقع مختلف تماماً، إذ لم تُسجل أي إصابات أو أعراض مرضية بين الأهالي ولا حتى بين الحيوانات والنباتات في المنطقة.

وفي العام الماضي، اعتبرت الجهات الحكومية العراقية منطقة الدولاب، بأنها تعاني من "تلوث إشعاعي" أدى إلى ظهور أمراض يُعتقد ارتباطها بالإشعاع، مثل "السرطان وضعف المناعة"، حسب قولهم في ذاك الوقت.

هذه الأزمة دفعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن تواجد الأهالي في المنطقة، ما أدى إلى إخلائها من السكان منذ ذاك الوقت وسط تأكيدات حكومية بالعمل على إزالة المخلفات الملوثة.

وكشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصحة، صالح ضمد، العام الماضي، عن احصائية رسمية عن عدد المرضى المصابين بالسرطان في البلاد، مؤكداً أنها بلغت 39 ألف مريض مشخص ومسجل بسجلات الصحة، فيما أشار إلى أن أغلب الحالات المصابة هي سرطان "الثدي والرئة والقولون".

معاناة جراء قرار الإخلاء

وفي هذا الصدد، يقول أبو آيات الرفيعي، وهو مواطن من المنطقة، لوكالة شفق نيوز، إن "الجهات المتخصصة قد زارت المنطقة قبل أكثر من عام وأربعة أشهر، وأعلنت أن المنازل تحتوي على أعلى نسبة إشعاع (سيزيوم) مسجلة في العراق، إلا أن السكان يؤكدون أن حياتهم لم تتأثر، ولم تظهر أي علامات تلوث إشعاعي".

ويضيف الرفاعي، أن "الجهات الحكومية تقول إن المنازل ملوّثة، لكن لا أحد يشعر بأي شيء، لم يمرض أحد، جميع الأطفال بصحة جيدة"، مؤكداً "عدم وجود أي دليل على الضرر الذي يدّعون وجوده".

ويشكو الأهالي، من عدم الشفافية في التعامل مع قضيتهم، مؤكدين أن الجهات المعنية أخذت عينات من شعرهم، أظافرهم، وملابسهم، وكذلك من التربة والنباتات والحيوانات، لكنها لم تصدر أي نتائج رسمية حتى الآن، ما يثير الشكوك حول مدى صحة الادعاءات بوجود إشعاع خطير.

وتساءل الأهالي، "لماذا يخفون نتائج التحاليل؟ إذا كان هناك خطر حقيقي، فلماذا لم يُصب أحد طوال هذه الفترة؟ وإن لم يكن هناك خطر، فلماذا طُردنا من بيوتنا؟".

يذكر أن مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع بوزارة البيئة العراقية، صباح الحسيني، قد أشار إلى أن هناك 59 موقعاً من المواقع الملوثة بالإشعاع النووي أزيل منها التلوث وبقيت 10 مواقع فقط، مؤكداً أن المساحة الكلية للعراق تبلغ 438,218 كم، ولا توجد مساحات واسعة ملوثة بالإشعاع فيه.

وجاءت هذه التصريحات عقب الحديث عن اكتشاف رقعة تلوث نووية في قرية الدولاب بمحافظة بابل العراقية في أحد المنازل، وسط تأكيدات كانت في ذاك الوقت على أنها ناجمة عن تحطم كبسولات نووية كانت مخلوطة مع سكراب يعتقد أنه مسروق من منشآت عسكرية من النظام السابق.

 

مطالب عاجلة للحكومة

كما وجّه الأهالي مناشدة عاجلة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مطالبين بـ" "تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف حقيقة الإشعاع المزعوم وأسباب التأخر في معالجة القضية، والإعلان الفوري عن نتائج الفحوصات البيئية والصحية، وإثبات وجود الإشعاع من عدمه".

كما طالب الأهالي، بـ "إعادة العوائل إلى منازلهم إن لم يكن هناك خطر حقيقي، أو تقديم تعويضات وسكن بديل فورًا إن ثبت وجود ضرر"، مؤكدين أهمية "الإسراع في تنفيذ إجراءات التطهير الحقيقية بدلًا من ترك المنطقة مهجورة وسط تضارب المعلومات".

وأشار المواطنون، إلى أن "جميع الأهالي يريدون إجابات واضحة، مع حلول سريعة"، مؤكدين أن "الأهالي لن يقبلوا بالاستمرار في هذه المعاناة دون تحرك حكومي جاد".

ويعد العراق من بين أكثر الدول تلوثاً بالإشعاعات النووية والكيمياوية، وفقاً لبيانات دولية سابقة، والتي أكدت أن سببها يعود لكثرة الحروب التي خاضتها البلاد طوال العقود الأربعة الماضية والتي استخدمت فيها أسلحة وذخائر مشعة ومحظورة دولياً.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon