بعد مباردة أوجلان.. تقرير ألماني يرصد غموضاً بموقف قوى كوردية إزاء "إلقاء السلاح"

شفق نيوز/ ذكر موقع "دوتشيه فيله" الألماني،
أن الغموض والتردد هما سمات الموقف الان من جانب القوى والفصائل الكوردية، بعد الدعوة
التي اطلقها زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان من أجل القاء السلاح،
طارحا عدة احتمالات حول خياراتها.
وبعدما أشار التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق
نيوز، إلى ما قاله أوجلان في خطابه التاريخي قبل نحو 10 ايام، بأن "اعقدوا
مؤتمركم واتخذوا قرارا. يجب على جميع المجموعات القاء اسلحتها ويجب على حزب العمال
الكوردستاني، حل نفسه"، أكد أن "الكورد في الشرق الأوسط كانوا في حالة
من الغموض، وفيما لم يتم تحديد موعد لعقد مثل هذه المؤتمر حتى الان، إلا أن الحزب
اعلن فعليا في الاول من آذار/ مارس، انه سيلتزم، واكد على انه يوقف اطلاق النار من
جانب واحد".
واعتبر التقرير الألماني، أن ذلك يكون بمثابة
بداية النهاية لحزب العمال الكوردستاني ولكفاحه العنيف منذ 40 عاما من اجل
الاستقلال عن تركيا، إلا انه أضاف، "الى حين تأكيد نهاية الحزب، فان انقرة ستمستر
في اعتبار الحزب، ومقره في العراق، وفروعه في سوريا، كمنظمات ارهابية، حيث تتوقع
ان يتم تسريح كل المجموعات المرتبطة بالحزب بلا استثناء".
ومع ذلك، قال التقرير، إن "أوجلان لم يتطرق في
رسالته إلى أي من القوى والكيانات الكوردية خارج تركيا بشكل محدد التحديد، برغم
عبارته التي يشير فيها الى جميع المجموعات، وهو ما يمكن تفسيره على انه يشير الى الكيانات
السورية المرتبطة بالحزب".
وبحسب التقرير، فإن "رسالة أوجلان فشلت في
طرح خريطة طريق بديلة لنحو 35 مليون كوردي، يمثلون اكبر مجموعة عرقية بلا دولة
خاصة بهم، ويعيشون في مناطق واسعة مقسمة بين تركيا وسوريا والعراق وايران وارمينيا".
وفي حين لفت التقرير، إلى أن ردود أفعال
المتحدثين باسم حزب العمال الكوردستاني في العراق وسوريا، ازاء دعوة أوجلان، كانت
متباينة، بين أن المحللين يتفقون بشكل كبير على ان مقر قيادة حزب العمال الكوردستاني
في شمال العراق، سيستجيب على الارجح الى دعوة اوجلان.
ونقل التقرير عن الباحثة في، مجموعة الأزمات
الدولية، نيغار جوكسل قولها، أنه "بمجرد أن يعلن مؤتمر حزب العمال الكوردستاني
رسميا حل نفسه والتخلي عن الكفاح المسلح، فان هذا القرار سوف يشمل جنوب شرق
الاناضول في تركيا (حيث تعيش الاغلبية الكوردية في تركيا) والمسلحين العاملين مباشرة
تحت قيادة حزب العمال الكوردستاني في شمال العراق".
وذكر التقرير بأن "رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان
بارزاني كان قد حث حزب العمال الكوردستاني على الالتزام برسالة أوجلان وتنفيذها".
وتحدث التقرير، عن آمال مرهونة بانهاء القتال بين
تركيا وحزب العمال الكوردستاني، بما يوقف الضربات المستمرة التي يشنها الجيش
التركي في الاقليم، وهو ما سيساهم في نهاية الامر بتعزيز العلاقات السياسية
والاقتصادية بين اقليم كوردستان وتركيا.
وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير، إن "حل حزب
العمال الكوردستاني، سيساهم في تحسين الوضع السياسي في شمال شرق سوريا حيث تتقاتل
تركيا والفصائل الكوردية منذ سنوات".
ونقل التقرير عن الباحثة في معهد RUSI البريطاني بورجو اوزجليك، قولها إنه "في حال جرى حل هذه الجماعات في تركيا والعراق بشكل كامل، واستجابت لعملية نزع
السلاح والتسريح واعادة الادماج، فان هذا من شأنه ان يفتح فرصا لا سابق لها أمام
الحكم الرشيد والاستقرار في شمال سوريا الى جانب تغيير توازن القوى في كافة انحاء البلد".
لكن التقرير لفت الى أن "الفصائل الكوردية
في سوريا لا تعتبر أن دعوة اوجلان ملزمة لها في نهاية الامر"، مشيرا في هذا
السياق الى أنه "من وحدات حماية الشعب الكوردية السورية التي تمثلقوات سوريا
الديمقراطية بقيادة الكورد".
ونقل التقرير عن اوزجليك قولها، إن "وحدات
حماية الشعب مرتبطة عضويا ومؤسسيا بحزب العمال الكوردستاني، ومن غير المتصور ان
توافق تركيا على بقاء هذه الوحدات على ما هي عليه".
وذكر التقرير، بأن "قائد قوات سوريا
الديمقراطية مظلوم عبدي قال فعلا ان دعوة اوجلان لحل قواته، لا تنطبق على جماعته
في سوريا، لكنه اشار الى انه، اذا كان هناك سلام في تركيا، فهذا يعني انه لا يوجد ذريعة
لمواصلة مهاجمتنا هنا في سوريا".
وبحسب اوزجليك، فان تطبيق القاء سلاح حزب العمال
الكوردستاني بشكل حقيقي، سيكون "ذلك فجر عصر جديد"، مضيفة برغم ذلك، ان هذا
"لن يعني ان المنظمات التابعة لحزب العمال الكوردستاني العاملة في شمال شرق
سوريا، ستكون الان حرة".
ونقل التقرير عن نيغار جوكسل قولها، إنه "لا
يزال من غير الواضح ما اذا كانت قوات سوريا الديمقراطية قد تندمج مع القوات
السورية الحكومية، او الى اي مدى"، مضيفة أن "تركيز الفصائل الكوردية ليس
على نزع السلاح".
وتابع التقرير، نقلا عن جوكسل، أنه "بمجرد
تفكك حزب العمال الكوردستاني، فان الروابط بين القوى الكوردية في سوريا وحزب
العمال الكوردستاني، سوف تنقطع فعليا".
أما اوزجليك، فقد اعتبرت بحسب ما نقل عنها
التقرير، أن "دعوة أوجلان لانهاء حزب العمال الكوردستاني قد تساعد الكورد في
سوريا على اكتساب موطئ قدم سياسي"، موضحة انه "في حال تمكنت قوات سوريا
الديمقراطية من ابعاد نفسها بشكل موثوق عن حزب العمال الكوردستاني والجماعات
التابعة له، وخوض التنافس في الفضاء السياسي لسوريا الجديدة كحزب مؤيد للديمقراطية
من خلال ضمانات قانونية، فان هذا من شانه فتح الطريق له لتعبئة التأييد السياسي".
ترجمة وكالة شفق نيوز