بذكريات "القبو" والموت البطيء.. سلفانا بطلة جديدة لرواية استعباد الإيزيديات

بذكريات "القبو" والموت البطيء.. سلفانا بطلة جديدة لرواية استعباد الإيزيديات
2025-01-11T16:20:33+00:00

شفق نيوز/ ما تزال قصص الإيزيديات اللواتي اختطفتهن على يد "داعش"، تعكس حجم المأساة التي عاشها هذا المكون العراقي، ورغم مرور سنوات على قهر التنظيم الإرهابي جاءت قصة رحلة الشابة الإيزيدية سلفانا خضر، المؤلمة التي اختطفت وهي في السابعة عشرة من عمرها واقتيدت من قريتها في سنجار إلى معاقل التنظيم في سوريا.

بعد عقد من الألم والخوف والضياع، عادت سلفانا إلى وطنها، حاملة معها ذكريات مريرة عن سنوات من الأسر والاستعباد، في واحدة من أكثر فصول الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون.

وتحدث موقع "المونيتور" الأميركي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، عن معاناة الإيزيديات اللواتي خطفن واستعبدن في العراق وسوريا، بما فيها قصة سلفانا خضر، التي ظلت تسير لأيام حتى وصلت إلى العراق قادمة من الأراضي السورية بعد سقوط نظام باشر الاسد.

وأشار التقرير، إلى أن "عائلة سلفانا كانت فقدت الأمل بعودتها حية، بعدما آسرها من قبل مسلحي داعش في العراق ونقلها إلى سوريا، كإحدى النساء المستعبدات خلال فترة احتلالهم قبل نحو 10 سنوات"، مبيناً أن "سلفانا التي تبلغ من العمر 27 عاماً، أمضت سنوات محنتها الأخيرة في محافظة ادلب السورية، التي تعتبر معقل هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم لاسقاط الأسد في 8 ديسمبر/كانون الاول الماضي".

وتروي سلفانا، قصتها الحزينة وهي ترتدي معطفاً أسود، "انا سعيدة جداً، وحزينة جداً أيضاً، فوالدي مع واثنين من أخواني توفوا، بينما امي وأخي الآخر لا أحد يعلم مكانهما"، مستطردة بالقول "ولدي أربع شقيقات في اوروبا".

قصة سلفانا، تتكرر مع الآف الإيزيديات اللواتي عانين من حملة القتل واغتصاب جماعي والاستعباد في العام 2014 والتي وصفها محققو الأمم المتحدة بأنها "إبادة جماعية"، وفقاً لما جاء في التقرير الذي أشار إلى أن "مسلحي داعش نفذوا في اغسطس/آب من العام ذاته، عمليات قتل لالاف الرجال الإيزيديين، واخذوا الاف النساء والفتيات إلى سوريا المجاورة لبيعهن في الأسواق كزوجات للمقاتلين من مختلف انحاء العالم ومن بينهن سلفانا التي كانت بعمر 17 سنة آنذاك".

 

معاناة الأسر

وبعد محاولة سلفانا الهروب من قريتها بالقربب من سنجار، بحسب التقرير، اخذها المسلحون إلى الرقة في سوريا، التي كانت بمثابة "عاصمة" داعش وانتهى بها الأمر في قرية الباغوز، التي تحولت إلى المعقل الأخير لداعش في الشرق السوري، إلى أن تعرضوا للهزيمة في اذار/مارس 2019.

ونقل التقرير، عن سلفانا قولها، "لم يكن لدي أي اخبار طوال 10 سنوات و6 شهور عن شقيقاتي، ولم يكن لديهن أي أخبار عني"، مبينة أن "من بقي من عائلتها ظنوا أنني ميتة، حتى انهم وضعوا قبراً لي".

ووفقاً للتقرير، فإن سليفانا، كانت تتحدث بلغة عربية غير واضحة، لكنها أجبرت خلال آسرها على التحدث بالعربية فقط، وبالتالي أصبحت لغتها الكوردية ضعيف.

ولم تكن الأسباب واضحة عن سبب عدم عودتها إلى العراق فور هزيمة "داعش" في العام 2019، إلا أن التقرير نقل القول عنها بأنها "أمضت أكثر من 4 سنوات في محافظة ادلب الواقعة تحت حكم هيئة تحرير الشام"، مؤكدةً أن "تلك السنوات كانت حافلة بالخوف والجوع والقصف الجوي خلال عهد الاسد".

وبحسب سلفانا، فإن الناس في أدلب كانوا يساعدونها حيث لم يكن هناك وجود لـ "داعش"، لكنها لفتت إلى أنها كانت تعيش "وحيدة في قبو"، وأن إمام مسجد كان يساعدها، دون تحديد طبيعة المساعدة التي تلقتها.

أيام على الهرب

وتابع التقرير، سرد القصة قائلاً "عندما سئلت سليفانا عما اذا ما كانت قد أجبرت على الزواج، سكتت ثم همست بالقول "كلا"، مبيناً أن "العديد من ضحايا العنف من الإيزيديات شاركن قصصهم بشكل علني، إلا أن مستوى الصدمة الكبيرة جعل الأمر أكثر صعوبة على العديد منهن".

وأوضح التقرير، أن "تفاصيل رحلة عودة سليفانا، إلى وطنها لم تكن واضحة"، مشيراً إلى أن مكتب انقاذ الإيزيديات المخطوفات ساعدها خلالها، حيث بدأت سلفانا مسيرتها في الأيام الاخيرة لحكم الاسد.

كما قالت سليفانا، إنها استغرقت 5 أيام لعبور سوريا، وتوجهت بداية إلى منبج، وهي مدينة كوردية في الشمال، ثم مشت ليلاً وصولاً إلى الرقة، واستمرت بالمشي إلى المدن الكوردية في الحسكة، ثم نقلتها سيارة نحو الحدود العراقية.

وتابع التقرير، قائلاً إن "عائلات الإيزيديين تقول أنها دفعت للمهربين الآف الدولارات من أجل الحصول على معلومات عن احبائهم المفقودين ومحاولة تأمين إطلاق سراحهم".

 

أرقام مرعبة

ونقل التقرير عن مدير مكتب المخطوفين حسين القائدي، قوله إن "داعش اختطف 6416 ايزيديا، وجرى انقاذ اكثر من 3500 منهم في العراق وسوريا وتركيا".

وبالاضافة إلى ذلك، لفت التقرير، إلى أن "سيدة إيزيدية استعيدت من غزة في اكتوبر/تشرين الاول الماضي، إلا أن أكثر من 2600 إيزيدي لا يزالون مفقودين، وفقا للبيانات التي استشهدت بها الامم المتحدة في العراق".

وبحسب القائدي، فإن فريقه تلقى معلومات عن سلفانا، في الأيام التي تلت الإطاحة بالاسد، مما سمح لهم بـ "الاتصال بها والمساعدة في عودتها".

كما نقل التقرير، عن ملوكة خضر، شقيقة سليفانا، قولها إنها تلقت اتصالاً هاتفياً يفيد بأن شقيقتها لا تزال على قيد الحياة، ثم بعدها بأيام "تحدثت معها عبر الهاتف، كانت الفرحة كبيرة".

وأضاف التقرير، أن "ملكوة هي الاخرى تعرضت للخطف من قبل داعش، واقتيدت إلى الرقة حيث تم بيعها في 2018، قبل ان تهرب هي ومجموعة من النساء".

وبشأن العثور على جثث والدهن واثنين من اخوانها في قبر جماعي، قالت ملوكة، "لا نعرف ما حدث لوالدتنا واخينا الاخر، لكنني لا اعتقد انهما تمكنا من النجاة".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon