انكفاء "محور المقاومة".. هل تصل "الحمى" للعراق بعد سوريا ولبنان؟

انكفاء "محور المقاومة".. هل تصل "الحمى" للعراق بعد سوريا ولبنان؟
2025-01-10T19:46:11+00:00

شفق نيوز/ يرى مراقبون أن العراق حالياً في مرحلة مفترق طرق بعد التغييرات التي حصلت في لبنان بانتخاب رئيس جديد مضاد لحزب الله، وكذلك في سوريا بإسقاط نظام الأسد وقدوم إدارة جديدة مناهضة للنفوذ الإيراني، في ظل استمرار موجة انكفاء محور المقاومة وتراجعه، ما يجعل العراق أمام اختبار حقيقي بين اختيار الحياد وإبقاء العراق دولة ذات سيادة مستقلة أو البقاء في محور المقاومة وتحمل تداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية.

وتعرضت إيران والمجموعات المسلحة التابعة لها إلى "ضربة قوية" في الإقليم الجغرافي بالشرق الأوسط، الذي يمثل العراق وسوريا ولبنان، لذلك هي تشهد منذ عام 2024 مرحلة "ارتداد الثورة الإيرانية" بعد انطلاق تصدير هذا المشروع في سنة 1979، وفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية، دكتور هيثم الهيتي.

ويوضح الهيتي لوكالة شفق نيوز، أن "النفوذ الإيراني انتهى في لبنان وكذلك في سوريا وقد يرتد إلى العراق وإلى الداخل الإيراني أيضاً، وهذا الارتداد سوف يؤثر على العراق وعلى إيران أيضاً، لأن النظام في طهران هيكليته وأساسه مبني على تصدير الثورة".

ويتوقع الهيتي، أن "التمسك الإيراني بالعراق سوف يزداد أكثر في مقبل الأيام، لأن عند خسارة العراق ينتهي النظام الإيراني، ما يجعل العراق في مرحلة مفترق طرق، أما يتركز فيه النفوذ الإيراني وأما يكون جزءاً من عملية ارتداد الثورة وإنهاء النفوذ الإيراني كلياً، وهذا ما ستثبته نظرة ترامب للعراق". 

ويبين، أن "إدارة ترامب ستحدد إن كانت تريد التنازل عن نفوذها في العراق، والاهتمام بالوضع السوري واللبناني، وهذا الخيار غير متوقع، وأما تريد أن تأخذ دوراً كبيراً في العراق، وبالتالي سيرتد النفوذ الإيراني إلى عمق طهران، واعتقد أن العراق من حصة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن أهمية العراق لأمريكا أكثر بمئات المرات من أهمية سوريا ولبنان من ناحية الطاقة والموقع الجغرافي المؤثر للنفوذ الصيني".

ويشير إلى أن "ما حصل في سوريا ولبنان هي نتيجة تهديدات تحصل على إسرائيل، أما العراق فهو ليس مهدداً بل هو داعم للمهددين الذين انتهوا، لكن يبقى العراق مؤثراً لأنه بوابة لإيران والصين، وهذا يتطلب من الولايات المتحدة دوراً كبيراً اقتصادياً وليس عسكرياً يؤدي إلى تغيير من الداخل في المرحلة المقبلة".

وعن اختيار جوزيف عون رئيساً للبنان وتأثير ذلك على محور المقاومة، يقول الهيتي، إن "الرئيس اللبناني الجديد معروف بمواقفه السابقة بالضد من حزب الله، وبالتالي هو سيدفع حزب الله إلى محاولة الانفصال السياسي بشكل معين، وأن تقهقر حزب الله هو ما مكنه من الوصول للرئاسة".

وأمس الخميس، تم انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيساً للبلاد "بتوافق خارجي من اللجنة الخماسية المشكلة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ومصر والسعودية وقطر، وكذلك بتوافق داخلي بين الكتل النيابية اللبنانية"، بحسب المحلل السياسي من لبنان، جورج علم.

ويضيف علم لوكالة شفق نيوز، أن "الرئيس الجديد طرح برنامج عمل للحكومة في خطاب القسم الذي أدلى به بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، وحدد الأولويات وتطرق في خطابه إلى المشاكل التي تواجه البلاد، لكن الملف الأبرز يبقى الجنوب، الذي لا يزال يتعرض لانتهاكات إسرائيلية يومية رغم التوصل لوقف إطلاق النار".

ويرى علم، أن "الرئيس اللبناني الجديد كونه قائد للجيش فهو على معرفة تامة بخلفية اتفاق وقف إطلاق النار وما يجري في الجنوب، لاسيما وأن الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات اليونيفيل سيكون له الدور الأبرز في فرض السيادة على الجنوب الذي لا يزال يتلقى تهديدات واعتداءات إسرائيلية". 

وعن كيفية تعامل الرئيس اللبناني الجديد مع حزب الله، يتوقع علم "التوصل إلى أن يكون سلاح حزب الله ضمن الاستراتيجية الوطنية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في خطاب القسم الذي لم يأتِ على ذكر المقاومة بل قال (استراتيجية وطنية دفاعية يكون السلاح بيد القوى الأمنية الشرعية دون سواها)، وهذا يؤدي إلى تفاهم ضمني بين حزب الله والرئيس عون على هذه الخطوة، خصوصاً وأن نواب حزب الله وحركة أمل قد التحقوا لمصلحة الرئيس عون كي يصل إلى رئاسة الجمهورية".

ويلفت إلى أن "حزب الله قد أخذ ردود الفعل الإسرائيلية في الاعتبار حال إقدامه على أي قرار ضد إسرائيل، لذلك من المرجح عدم اتخاذه أي خطوة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، وسيترك الدفاع عن الأرض للدولة اللبنانية والجيش اللبناني، كما أن الدعم الأمريكي للرئيس الجديد ربما يؤدي إلى تهدئة الوضع في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي 1701، خصوصاً وأن الولايات المتحدة تؤكد أن إسرائيل سوف تنسحب من لبنان نهاية الستين يوماً الذي حددها اتفاق وقف إطلاق النار".

وتأتي هذه المتغيرات في لبنان وسوريا نتيجة تراجع محور المقاومة بعد "توقيع حزب الله على اتفاقية بشروط ربما كانت لصالح إسرائيل، وخروج سوريا عن المحور وانسحاب الإيرانيين منها دون قتال ودفاع، وهذا الانحسار سيمتد إلى العراق طالما كانت هناك عناصر وفصائل وأحزاب ودعم سياسي لهذا المحور"، بحسب الباحث في السياسات الاستراتيجية، د.كاظم ياور.

ويضيف ياور لوكالة شفق نيوز، أن "علة التأثير على لبنان وسوريا هي وجود محور المقاومة، وكذلك الحال سيكون مع العراق، الذي قد يتعرض لضغوطات بشكل أو بآخر لحسر تأثير المقاومة على الحكومة والمؤسسات العراقية بتغيير أشخاص أو بعض الأحزاب التي لديها صلة بالمقاومة، لكي يخرج العراق من هذا المحور".

ويرى ياور في ختام حديثه، أن "الاختبار الحقيقي أمام الحكومة والمؤسسات العراقية سيكون بين الاختيار أما الحياد وإبقاء العراق دولة ذات سيادة مستقلة لا ترتبط بأجندات سياسية إقليمية ولا تنتمي لأي محور معين، وأما البقاء في محور ما، وتحمل تداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية على العراق".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon