"الكرك" العراقي يواجه خطر الاختفاء من الأسواق (صور)

"الكرك" العراقي يواجه خطر الاختفاء من الأسواق (صور)
2025-12-21T10:31:59+00:00

شفق نيوز - بغداد

تواجه العديد من المهن والحرف اليدوية القديمة في العراق خطر الزوال بسبب الاستيراد، وفتح الأبواب على مصراعيها أمام مختلف البضائع والسلع للدخول الى البلاد من دون الأخذ بنظر الاعتبار ما تخلفه تلك السياسية التي تم انتهاجها بعد العام 2003 من آثار سلبية على الاقتصاد.

ومن تلك المهن المهددة بالاندثار صناعة عصي "المجارف اليدوية" أو ما يُعرف محليا بـ"الكرك، والخرماشة، والفأس"، وغيرها من الآلات. وهذه الآلات هي امتداد لعبق التاريخ لبلاد وادي الرافدين الحضارة التي اشتهرت بالزراعة والصناعة والبناء منذ آلاف السنين، فالعلاقة بين هذه الآلات وهذه الحضارة متلازمة ولا يمكن فصلها لأنها جزء منها.

وفي الوقت الراهن باتت هذه الصناعة كغيرها من الصناعات المحلية تصارع من اجل البقاء، فـ"الكرك" ومقبضه المصنوع من عصا غليضة طويلة من خشب الأشجار هذه الآلة باتت هي الأخرى يتم استيرادها من الخارج مما ادى الى ضعف الاقبال على شراء المحلية منها يقول "الأسطا فراس" الذي يعمل بهذه المهنة بمعمل صغير في منطقة "الشواكة" بجانب الكرخ من العاصمة بغداد.

ويتحدث "الأسطا" - وهي كلمة تعني المعلم في مهنته - عن بدايته في هذا العمل والذي يمتد الى نحو اربعة عقود من الزمن، قائلاً إن: هذه المهنة تعلمها من اسطة آخر يُدعى "الحاج حميد" حيث أن الأخير ورثها عن آبائه وأجداده.

وعن المواد التي تُستخدم في صناعة المجارف اليدوية قال إنهم يصنعون "الربد" وهي عصا المجارف اليدوية الطويلة، التي يأتون بها من المناطق القريبة من العاصمة بغداد مثل: الصويرة، والطارمية، وابو غريب، والعلم، ويقومون بتقطيعها وادخالها في التنور لتعديل العصا، وبعدها تدخل في مراحل أخرى من أعمال النجارة، كتنعيم سطح العصا ونقشها، وعقب تلك المراحل يجمعونها ويعرضونها للبيع.

وشكا الأسطا فراس من استيراد تلك العصي سواء الكبيرة التي تُستخدم في المجارف اليدوية، أو الصغيرة المخصصة للماسحة والمكانس اليدوية، وقال إن: الأخشاب نشتريها بأسعار باهظة الثمن إضافة إلى أن تكلفة عصا المجرفة اليدوية الواحدة من النوع الكبير تصل إلى أكثر من 2000 دينار عراقي بعد تصنيعها، بينما المستورد أقل بكثير من هذا السعر، وتُباع العصا المستوردة بنصف قيمة المحلي.

ولهذه الأسباب يواجهون صعوبة في بيع المنتج المحلي من تلك العصي، يقول الأسطا الذي يؤكد أيضا إن العمال الذي يستخدمون هذه العصا في مزاولة اعمالهم ما عادوا يبالون بجودتها واستمراريتها ومقاومتها لكل الظروف، بل هم اصبحوا يبحثون عمّا هو رخيص الثمن حتى لو انكسرت العصا في نفس اليوم.

ويتابع فراس، بالقول إنه "إذا بقي الحال على هذا المنوال بمواصلة الاستيراد، فإننا لن نتمكن من المقاومة والاستمرار بالعمل"، مؤكدا أن "أصحاب المهنة من القدماء معظمهم تركها، والجيل الحالي من الشباب لا يعرفها وليس لديه الاستعداد لتعلمها، ويبحث عما هو جاهز".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon