الدولار العمّاني في العراق.. عملة مشبوهة أم خسائر طول الخزن ؟

شفق نيوز/ يعاني أصحاب مكاتب الصيرفة والتجار حالة من القلق والارتباك جراء تداول فئة 100 دولار أمريكي التي يطلق عليها "القديم"، والمطبوع في عام 2003، والمعروفة في السوق المحلية باسم (العمّاني).
ويُعتبر الدولار سيد العملات الصعبة في العراق دون منازع، إلا أن الأمر يختلف مع ورقة الـ100 دولار "العمّاني"، حيث يمتنع التجار عن تداولها بداعي عدم احتوائها على علامات واضحة المعالم.
ويطلق العراقيون مسمى "العمّاني" على فئة الـ100 دولار طبعة 2003 وما دون، نسبةً إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث كان يتم تداولها على نطاق واسع هناك إبان النظام السابق.
فرق سعر
يقول صاحب صرافة "الأوس" أحمد صادق، لوكالة شفق نيوز، إن "بعض مكاتب الصيرفة يمتنعون عن شراء الدولار القديم من الناس"، مشيراً إلى أن "البعض يقبلون به بسعر أقل من السعر المتداول في السوق بمقدار ألفين أو ثلاثة آلاف دينار".
ويضيف أن "بعض مكاتب الصيرفة تختم على بعض الأوراق النقدية من فئة الدولار بختم خاص بمكتبه تلافيًا للإشكالات التي تحدث"، مشيرًا إلى أن "بعض الناس أرجعوا أوراقًا نقدية من الدولار للمكاتب بحجة التزوير، مدعين أنهم اشتروها منهم".
ويرى أن "وضع الختم على الورقة النقدية من شأنه أن يحمي صاحب الصيرفة من بعض ضعاف النفوس الذين يحاولون خداع أصحاب المكاتب بتزوير الأوراق التي تم شراؤها منهم"، مستدركاً في الوقت نفسه أن "وضع الختم على الأوراق النقدية الأجنبية قد يسبب إشكالاً لدى مشتريها في صعوبة صرفها في الخارج".
تزوير القديم
يقول صاحب صيرفة "الفاس" جواد مالك، لوكالة شفق نيوز، إن "عدم التعامل بالدولار القديم هو نتيجة التزوير الذي حصل فيه في تركيا والأردن، والإشاعة حول دخوله إلى العراق"، مبيناً أن "الكثير من أصحاب الصرافة أصبحوا لا يتعاملون به، وأصبح من الماضي، أو أنهم يقبلون به بفارق سعر يصل إلى 20 ألف دينار أو أكثر ممن يستطيعون تحويل هذه العملة إلى البنك المركزي".
ويشير إلى أن "اغلب مكاتب الصيرفة كانت تختم على فئة 100 دولار بختم عليه اسم الصيرفة حتى ولو كانت هذه الفئة جديدة ليطمئن المشتري بعدم تزويرها وايضا لكي لايرجع اي شخص قد اشترى منه الدولار ويدعي أنه مزور".
ويبين، أن "الكثير من مكاتب الصيرفة لا يتعاملون أيضاً بفئة الواحد دولار أو ما يطق عليه (اليك)، وبعض الاحيان حتى بفئة الخمسة دولار على الرغم من تعامل دول الجوار بهما دون أي مشكلة"، مؤكداً أن "ذلك يدخل في مزاج كبار التجار الذين يتعاملون بالدولار".
علامات أمنية غير واضحة
يقول التاجر العراقي حيدر الحسني، لوكالة شفق نيوز انه "لا يتعامل بالدولار القديم اطلاقا تلافيا لمشكلة التزوير"، مبينا ان "القديم ليس فيها علامات امنية واضحة".
ويضيف، انه "لا يتعامل أيضاً حتى بالدولار الجديد"، مبينا ان "الأمن الاقتصادي يمنع التداول به بسعر السوق".
جميع العملات مقبولة
يقول الخبير المالي ومدير عام سابق في البنك المركزي محمود داغر، لوكالة شفق نيوز انه "لا يوجد دولار قديم وجديد في مفهوم البنك المركزي فجميع العملات الاجنبية والوطنية السارية هي مقبولة".
وتابع ان "مزاج الناس والتجار واصحاب مكاتب الصيرفة لا يمكن ان تجبرهم مهما حدث على قبول هذه النوعيات من الدولارات القديمة'، مؤكدا أن "هذا الأمر يعد اجتهادات شخصية".
لا توجد تعليمات
ويؤكد البنك المركزي العراقي، عدم وجود أي توجد تعليمات بشأن رفض الدولار القديم وعدم التعامل به.
وأخبر مصدر مسؤول في البنك، وكالة شفق نيوز بأن "البنك لم يصدر أي تعليمات بشأن عدم التعامل بالدولار القديم".
واضاف ان "جميع الأقوال والكلام الذي يثار حول رفض البنك من قبول الدولار القديم هو عار عن الصحة".
وفي الختام، يبقى موضوع تداول فئة الـ100 دولار "القديم" في العراق مصدر قلق للمواطنين وأصحاب مكاتب الصرافة على حد سواء، حيث تتداخل المخاوف من التزوير مع الاعتبارات السوقية.
وبينما يؤكد البنك المركزي العراقي قبول جميع العملات السارية، يبقى التعامل بهذه الفئة رهناً بمزاج السوق وقرارات التجار.
ورغم غياب أي تعليمات رسمية تمنع تداول الدولار القديم، فإن إجراءات الأمان والتحفظ من بعض مكاتب الصيرفة تشير إلى استمرار حالة الارتباك والشكوك حول هذه الفئة، ما قد يعكس حاجة ماسة إلى توضيح رسمي يعزز من استقرار السوق المحلي ويطمئن المتعاملين