من سليماني إلى "المطرقة".. ترامب رئيس أمريكي تجاوز الخطوط الحمراء مع أيران

من سليماني إلى "المطرقة".. ترامب رئيس أمريكي تجاوز الخطوط الحمراء مع أيران
2025-07-05T14:59:13+00:00

شفق نيوز – ترجمة خاصة

اعتبر "معهد اندبندنت" الأمريكي، أن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجب ألّا تُفاجئ أحداً، خصوصا مواقفه من إيران وإسرائيل حيث أنها لم تتبدل طوال 10 اعوام، مؤكدة ان ترامب هو اول رئيس امريكي يتجاوز الخطوط الحمراء مع ايران، وذلك بعد اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني، وضرب المفاعلات النووية.

وذكر المعهد الأمريكي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، انه "عندما ظهر ترامب على الساحة في العام 2015، كان شخصية سياسية من خارج المؤسسة محملاً بآراء غير تقليدية مقارنة بنظرائه الجمهوريين في العديد من القضايا، من الاقتصاد إلى التدخل في الصراعات الخارجية".

وأشار التقرير، إلى ان "ترامب تخطى عددا من الخطوط الحمراء خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري العام 2016، وهي خطوط لم يجرؤ منافسوه على الاقتراب منها، حيث لفت مبكرا الى ان سياسته الخارجية ستختلف عن سياسات الرئيس الاسبق جورج بوش، والقياديين الجمهوريين جون ماكين وميت رومني، عندما وصف حرب العراق بانها "خطأ كبير وفادح".

ورأى التقرير، ان "ترامب مثل شيئا جديدا ومختلفا في السياسة الرئاسية، حيث ان كثيرين من المؤيدين والمعارضين، سواء في السياسة او الاعلام، اعتبروا ان استعداده لكسر الوضع القائم، وعدم اكتراثه بالتفاصيل السياسية في العديد من القضايا، سمح لهم بتحويل ترامب الى كاريكاتير سياسي يجسد مواقفهم الخاصة المفضلة.".

واوضح ان "المحللين من كل الاطياف يحاولون حشر الرئيس في قوالبهم الخاصة، وهو امر غير منطقي"، مضيفا انه "برغم ان الرئيس تراجع عن مواقفه في عدد من القضايا مثل التجارة، وسياسة السلاح، وبعض المواضيع الثقافية، الا ان بعض معتقداته الاساسية بقيت ثابتة بشكل لافت على مر السنين، بما في ذلك تحديدا معارضته الحادة للهجرة غير الشرعية، ومواقفه من اسرائيل وايران، وبشكل خاص، موقفه الحاسم المتمثل في منع النظام الايراني من تطوير سلاح نووي".

واوضح انه "عندما عبر ترامب عن دعمه لعملية (الاسد الصاعد) العسكرية الاسرائيلية ضد ايران، بدأ العديد من حلفاء ترامب في الاعلام باظهار غضبهم المتصنع، بما في ذلك الاعلامي تاكر كارلسون، المقرب من البيت الابيض، بالاضافة الى الكوميدي والمعلق ديف سميث، الذي دعم ترامب في انتخابات 2024، لكنه وصف الان دعم ترامب لاسرائيل بانها (خيانة مطلقة) لكل ما خاض حملته الانتخابية على اساسه".

واعتبر التقرير الأمريكي، أن "ترامب ليس انعزاليا، ولا هو من دعاة الليبرالية المطلقة، ولم يدع يوما انه كذلك، وان الواقع هو ما عبر عنه البيت الابيض عندما قال، ان الرئيس ترامب كرر بصراحة عشرات المرات، في حملته الانتخابية وخارجها، انه لن يسمح للنظام الايراني بتطوير اسلحة نووية".

ولفت إلى أن "ترامب هو من امر ففي كانون الثاني 2020، باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني بضربة طائرة مسيرة في بغداد، وادار ترامب هي التي انسحبت في العام 2018 من خطة العمل الشاملة المشتركة مع ايران، وهي التي نقلت في العام 2018 السفارة الامريكية في اسرائيل من تل ابيب الى القدس، كما ترامب توسط في العام 2020 في الاتفاقات الابراهيمية التي طبعت العلاقات بين اسرائيل والعرب مثل البحرين والامارات، وكذلك المغرب والسودان".

ورأى التقرير، ان "ترامب يمثل زعيما عالميا لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ومع ذلك فان دعمه لاسرائيل وموقفه المتصلب من ايران نووية، هما ما يفترض توقعه من الرئيس الـ47"، منوها الى ان "تصرفات ترامب بعد دخول الولايات المتحدة في "حرب الايام الـ12" تشبه اغتياله لسليماني حيث لم ينشر قوات برية، ولا حشد قوات، ولا يتم الحديث عن بناء دول، والانخراط الامريكي توصل فقط بحسب المدة التي احتاجتها قاذفات "بي-2" للطيران من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري الى ايران، ثم عودتها".

وتابع أن "عملية المطرقة" التي اطلقها ترامب، كانت ناجحة بكل المقاييس المعروفة في تاريخ الحروب، حيث جرى تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، الى جانب منشات نووية في نطنز واصفهان، مما اعاد برنامج ايران النووي سنوات، وربما عقودا الى الوراء"، مشيرا الى انه "في حال تخلى ترامب عن سياسة التعرفة الجمركية لصالح التجارة الحرة، او في حال بدل موقفه من قضية محورية في اجندته مثل سياسة الهجرة، فان ذلك هو الذي سيكون مفاجئا، اما في حال استمر في تطبيق عقيدته في السياسة الخارجية التي اتبعها خلال ادارته الاولى، فانه ينبغي ان يفاجئ ذلك الا من فقدوا القدرة تماما على فهم الواقع".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon