معهد أمريكي: الأنبار تلحق بكوردستان في النمو وترحب بعودة المارينز

معهد أمريكي: الأنبار تلحق بكوردستان في النمو وترحب بعودة المارينز
2025-08-14T11:43:22+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة

ذكر معهد "المشروع الأمريكي" لأبحاث السياسات، يوم الخميس، أن مدينة الفلوجة أصبحت ثاني أفضل المناطق في العراق ازدهاراً بعد إقليم كوردستان، وذلك بعد نحو عقدين من أعنف المعارك التي خاضتها القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة، فيما أشار إلى أن المجتمع المحلي في الأنبار لا يمانع عودة الجيش الأمريكي إلى المحافظة.

وأوضح المعهد في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه "في عامي 2004 و2005، كانت الفلوجة ساحة قتال دامية، حيث سيطر تنظيم القاعدة على الشوارع، وسعى قناصة التنظيمات الإرهابية لاستهداف مشاة البحرية الأمريكية أثناء دورياتهم، وشهدت هذه المدينة ذات الغالبية من العرب السنة، والواقعة على بعد 40 ميلاً غرب بغداد، بعضاً من أعنف المعارك".

وأضاف أنه "لم تكن مناطق أخرى من محافظة الأنبار أفضل حالاً، إذ شهدت الرمادي، مركز المحافظة، قتالاً طويلاً، وحتى بعد أن وافق بعض شيوخ السنة في المنطقة على العمل مع الولايات المتحدة والحكومة العراقية الجديدة ضد تنظيم القاعدة، استمرت أعمال العنف مع استمرار العبوات الناسفة والهجمات الانتحارية والاغتيالات في تحدي القوات الأمريكية وإرهاب السكان المحليين، وبين عامي 2003 و2011، قُتل أكثر من 1300 أمريكي في منطقة المثلث السني ووادي الفرات".

وأشار التقرير إلى أن "الفلوجة اليوم مختلفة تماماً، فعلى بعد أمتار من جسر الفرات الذي عُلقت عليه في 2004 جثث أربعة متعاقدين من شركة بلاك ووتر بعد أن تعرضوا للضرب والحرق والسحل في الشوارع، توجد مقاهٍ تقدم العصائر، وعائلات تتنزه على كورنيش تصطف على جانبيه أشجار النخيل، ويبدو سوق الفلوجة الشعبي متداعياً بأسلاك كهرباء متدلية وبضائع تسد الأرصفة، لكنه يعج بالحركة، وحتى في حرارة تصل إلى 120 فهرنهايت، يتسوق السكان بينما يفضل آخرون المطاعم التي يرتادها عراقيون من مختلف الطوائف والمناطق".

وبين أن "ذلك ليس في الأنبار فحسب، بل بغداد ومدن أخرى، وقد حقق عدد من هذه المطاعم نجاحاً دفعه لافتتاح فروع في مدن أخرى، وتباع في بعض المحال بضائع بأغلفة تحمل تصاميم العلم الأمريكي، كما أن المدينة نظيفة نسبياً بفضل التزام شاحنات البلدية بجمع النفايات بانتظام".

ولفت التقرير إلى أن "الأنبار، بعد إقليم كوردستان، أصبحت ثاني أكثر مناطق العراق ازدهاراً، وتضم الرمادي مستشفيات وجامعات جديدة، وخططاً لافتتاح مطار، مع طرق ممهدة جيداً، كما أنها تشهد ازدهاراً، حيث تمتلئ مستودعات الشركات العالمية عند مداخل المدينة بالبضائع".

ورأى أن "جهود الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية في العراق قد نجحت، وإن لم تكن وفق الجدول الزمني الذي تصوره الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش"، مؤكداً أن "سكان الفلوجة والرمادي يحملون اليوم رسالة واحدة: الأمريكيون مرحب بهم الآن، ففي مناطق كانت سابقاً محظورة، يرفع السكان إبهامهم إعجاباً عند معرفة أن الزائر أمريكي، ويرجع ذلك جزئياً إلى مرور الوقت، إذ أن أكثر من نصف العراقيين وُلدوا بعد 2003، وجزئياً إلى التجربة مع تنظيم داعش وجهود الأمريكيين في إعادة تحرير الأرض".

وبحسب التقرير "أكد قادة محليون أنهم سيرحبون بعودة مشاة البحرية الأمريكية، الذين عقدوا معهم تحالفات سابقة لدحر تنظيم القاعدة وإعادة النظام، لاسيما أن كثيراً من الجنود الأمريكيين زاروا فيتنام بعد عقود، لزيارة زملاء سقطوا هناك، أو لمشاهدة تطورات البلاد، أو حتى لقاء من كانوا يقاتلونهم، وقد وجد كثير منهم تلك التجربة علاجية".

ونوه إلى أن "فيتنام ليست أفضل مقارنة بالعراق، بل بكوريا الجنوبية، حيث كان الاستثمار هناك أكبر بكثير مما توقعه الرئيس الأمريكي هاري ترومان، وتعرض لانتقادات إعلامية لمحاولته زرع الديمقراطية في ثقافة قيل إنها غير قابلة لذلك، وكانت مسيرة كوريا الجنوبية نحو الديمقراطية بعيدة عن السلاسة، لكن بالمقارنة مع كوريا الشمالية يظهر أن الثمن كان يستحق".

وختم المعهد الأمريكي تقريره بالقول إن "الطاقة التي يبثها العراق اليوم من كوردستان إلى بغداد ثم إلى الأنبار معدية، وأن الساسة الأمريكيين قد يلومون أنفسهم على دور الولايات المتحدة في تحرير العراق، لكن الواقع في الأنبار يروي قصة مختلفة"، داعياً الأمريكيين الذين ضحوا كثيراً لجعل ذلك ممكناً إلى العودة ورؤية النتائج بأعينهم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon