بعد عقود من الجمود.. الغاز يقرب العراق وأذربيجان بشكل "مؤقت"

بعد عقود من الجمود.. الغاز يقرب العراق وأذربيجان بشكل "مؤقت"
2025-05-31T15:37:30+00:00

شفق نيوز / ذكر معهد "منتدى الشرق الاوسط" الأمريكي، أن الولايات المتحدة تساهم في دفع التقارب بين العراق واذربيجان، وأن نمو العلاقات السريع، أظهر تلاشي الجمود التي كان يخيم على المنطقتين سابقا.

وبعدما اشار التقرير الامركي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "البلدين يفصل بينهما اكثر من 640 كيلومترا، وانهما كانا في عالمين مختلفين، حيث ان اذربيجان انضمت الى الاتحاد السوفيتي، وركز العراق اهتمامه على العالم العربي".

وتابع أنه "مع استقلال اذربيجان في العام 1991 بدأ الوضع يتغير ببطء، حيث وسعت أذربيجان علاقاتها مع تركيا وايران واسرائيل، الا ان علاقاتها مع العالم العربي ظلت محدودة". 

وتابع التقرير، انه "في حين اعترف العراق باستقلال اذربيجان في العام 1992، ثم أقام علاقات دبلوماسية معها، فان هذه العلاقات لم تكن عميقة"، مضيفا أنه "في حين ان العراق افتتح سفارة في باكو فورا تقريبا، الا ان اذربيجان لم ترد بالمثل الا بعد نحو ربع قرن".

ولفت التقرير إلى أن "علاقاتهما المبكرة كانت مرتبطة ايضا بالدعم الدبلوماسي المتبادل لسيادة كل طرف، ففي حين دعم العراق موقف اذربيجان بشان اقليم ناغورنو كاراباخ، فان اذربيجان كانت بشكل عام تعارض الانفصال الكوردي في العراق"، مشيرا الى ان "ذلك تجلى مثلا في محاولة كسب دعم الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى، خصوصا فيما يتعلق بالتصويت على النزاع بين اذربيجان وأرمينيا".

وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير انه في العام 2024، شكلت وزارة الامن الوطني الاذربيجانية خلية استخباراتية مشتركة مع الحشد الشعبي العراقي لتنسيق جهود الامن السيبراني، وتعطيل شبكات تمويل الارهاب، وتتبع تحركات المسلحين على طول الحدود العراقية -السورية".

كما لفت التقرير إلى أن "العلاقات الثنائية بين اذربيجان والعراق، اصبحت اكثر تنوعا منذ بداية العام الحالي"، مشيرا في هذا السياق الى عدة امثلة من بينها اعلان اذربيجان عن خطط لانشاء قنصلية في اربيل، في خطوة هدفها كما قال التقرير اكثر من مجرد الاعتراف الشكلي باقليم كوردستان، اذ ان اذربيجان تطمح الى توسيع نطاق اعمالها، فالقنصلية ستساعد في ادارة التعاون بين شركة النفط الحكومية الاذربيجانية "سوكار" وشركات النفط المختلفة في اقليم كوردستان اثناء تطويرها واستغلال الحقول في الاقليم.

وأشار إلى ان "سوكار" تراهن على التقدم من اجل الفوز بعقود اعادة تأهيل مصافي التكرير في بيجي وكركوك التي تضررت في الحرب مع داعش.

وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن السياسة الأمريكية تساهم ايضا في تقريب العراق واذربيجان من بعضهما، موضحا ان عقودا من العقوبات وسوء الادارة والحرب، الى جانب التوسع السريع في كل من السكان والاقتصاد، ادت الى معاناة العراق في تشغيل شبكته الكهربائية، وهو ما جعل العراق يعتمد على الغاز الايراني.

وتابع التقرير، أنه في حين حاولت واشنطن وقف اعتماد العراق على ايران، فان السلطات العراقية، اكدت بشكل محق انه لا تتوفر بدائل لديها نظرا لعدم انتاجها ما يكفي من الغاز لتشغيل المولدات، ولهذا فانها اقترحت، وبموافقة الادارة الامريكية السابقة، استمرار بغداد في مشترياتها من ايران، وفق شروط امريكية بينها تقييد الاموال المستحقة، مضيفا ان السلطات العراقية عملت ايضا مع شركات امريكية على تطوير تقنيات تقنية التقاط الغاز المشتعل لكي يتمكن العراق من تحقيق مكاسب اقتصادية من غازه، بدلا من مجرد حرقه مع استخراج النفط.

وبعدما قال التقرير ان الرئيس الحالي دونالد ترامب اطاح بهذا الترتيب لشكوكه في حاجة الحكومة العراقية للغاز الايراني بعد كل هذه السنوات، وانهى الاعفاءات، اوضح التقرير ان ذلك أجبر العراق على البحث عن موردين جدد للغاز الطبيعي، حيث بحثت بغداد بداية استيراد الغاز الطبيعي من من قطر والجزائر، الا ان نقل غاز اذربيجان عبر خط انابيب عبر تركيا الى العراق، كان اكثر ملاءمة جغرافيا وماليا.

وتابع التقرير أن مثل هذا الربط الغازي، سيساهم في توسيع "ممر الغاز الجنوبي" الذي سينقل الغاز الى اوروبا عبر خط أنابيب الاناضول وخط انابيب البحر الادرياتيكي، مضيفا أنه بإمكان تركيا ايضا ان تعكس تدفق الغاز عبر خط انابيب باكو-تبليسي-ارضروم لكي تصله بشبكة الكهرباء العراقية، مما يعزز الجدوى الاقتصادية للمشروع.

وبين أنه مع حلول العام 2030، من الممكن ان تؤمن صادرات الغاز من اذربيجان، 15% من احتياجات العراق من الكهرباء.

وبعدما لفت التقرير الى تشكيل مجموعات عمل لمعالجة شروط العقود، وترتيبات النقل، واجراءات التسعير، قال إن اذربيجان تفضل عموما وجود التزامات اطول، في حين ان العراق، الذي تتغير حكومته بوتيرة اسرع، يفضل اتفاقيات تتراوح مدتها بين 3 و5 سنوات.

وبحسب التقرير، فان في حال تمكنت الحكومتان من التوصل الى اتفاق، فان العراق قد يستقبل شحنات غاز تتراوح بين 5 و7 مليارات متر مكعب مع حلول العام 2027.

وتناول التقرير اهمية الادوار التي بامكان القنصلية الاذربيجانية في اربيل، ان تلعبها، حيث ان بمقدورها ان تتفاوض مع ايران للمساعدة في تلبية الطلب، حيث تتبادل اذربيجان الغاز بالفعل مع ايران وروسيا وتركمانستان للوفاء بالعقود الاوروبية التي تتخطى الانتاج الحالي، كما ان القنصلية ستساهم في تنمية التجارة في كل الجوانب، من التمور والادوية العراقية الى صادرات المعدات الاذربيجانية، كما ان شركة "AZPROMO  " الاذربيجانية تعهدت بتأمين 320 مليون دولار لمشاريع الطاقة الشمسية في العراق حتى العام 2028.

وتابع أن، العراق انتقل من سياسة تجاهل منطقة القوقاز، الى تقديم الدعم الدبلوماسي لجهود السلام، حيث يضم العراق أقليتين تركمانية وارمنية، وقد اقترح استضافة مفاوضات سلام بين ارمينيا واذربيجان في النجف في وقت لاحق من هذا العام.

وختم التقرير الامريكي بالقول ان اذربيجان والعراق قد لا يصبحان شريكين تجاريين رئيسيين، إلا ان التنامي السريع لعلاقاتهما يكشف كيف ان الانقسامات المتحجرة التي ميزت المنطقتين، بعد اكثر من عقدين من الاطاحة برئيس النظام السابق صدام حسين واكثر من 3 عقود على سقوط الاتحاد السوفيتي، اخذة في الانهيار.

وخلص التقرير الى القول، إن العراق يبحث عن شركاء جدد من خارج منطقة الشرق الاوسط، بينما تستفيد اذربيجان من الاسواق والفرص والجديدة بما يتجاوز تركيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق.

وبين انه برغم ذلك، فانه لا يزال من غير المؤكد ما اذا كانت العلاقات الاذربيجانية -العراقية ستظل صامدة امام التغيرات في الحكم العراقي، على الرغم من ان نفس القوى التي تدفع بغداد الى البحث عن بدائل جديدة، هي ذاتها تعمل لصالح اذربيجان.   

 ترجمة وكالة شفق نيوز

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon